الجمهورية : التأليف رهن العقد الداخلية والخارجية.. ‏والرياض: لحكومة قادرة

ماذا بعد فشل اللقاء الرقم 18 بين رئيس الجمهورية ميشال عون ‏والرئيس المكلف سعد الحريري؟ وماذا بعد فشل الوساطات الداخلية ‏والخارجية في اجتراح الحلول للخروج من المأزق الحكومي؟ وهل ‏سُدّت مسارات التأليف نهائياً وتكرست وضعية رئيس مستقيل ورئيس ‏مكلّف في ظل عدم استعداد الحريري للاعتذار ووضعه معادلة ‏اعتذاره مقابل استقالة رئيس الجمهورية؟ وما مصير الوضع المالي ‏والاقتصادي والمعيشي الذي لا يمكن فرملة تدهوره سوى بتأليف ‏حكومة؟ وهل انتقلت البلاد فعلاً من أزمة حكومة إلى أزمة حكم؟ وما ‏الخطوة التالية التي على اللبنانيين انتظارها؟ وكيف يمكن الخروج من ‏هذا النفق المظلم؟ وهل يمكن الرهان على وساطة جديدة داخلية أو ‏خارجية؟

وفيما لا إجابات متوافرة عن كل هذه التساؤلات، بات الرهان على ‏أعجوبة ما، لأن لا معلومات تفيد عن وساطات دخلت على الخط على ‏أثر اللقاء الساخن الأخير بين الرئيسين، فيما الآمال في أي وساطة تكاد ‏تكون معدومة بعد الوصول إلى الحائط المسدود والطريق المقفل، ‏كما انه في التحليل المنطقي للأمور أصبح من الصعوبة بمكان الكلام ‏عن عقد تفصيلية ما زالت تعوق التأليف في الوقت الذي يتواصل ‏الانهيار فصولاً، وبالتالي مع كل هذه التطورات يصبح السؤال مشروعاً ‏عن عقد خارجية تحول دون التأليف، وإلا لا شيء يبرر أو يفسِّر المراوحة ‏الحكومية.‏

وبدا من المواقف المتشنجة ان العلاقة بين عون والحريري وصلت ‏إلى أدنى وأسوأ مستوياتها، فمع تمسك الثاني بتكليفه يتعذّر على ‏الأول الوصول إلى نتيجة من دون الاتفاق معه، ففي إمكانه مثلا ‏الاستئناس برأي الكتل النيابية وخطوات أخرى، ولكن لا أفق لكل ذلك، ‏والأفق الوحيد يندرج ضمن ثلاثة سيناريوهات:‏

ـ السيناريو الأول، وساطة داخلية أو خارجية تكون مختلفة شكلا ‏ومضمونا عن الوساطات السابقة، أي حازمة في رسائلها للرئيسين من ‏أجل الوصول إلى حل وتسوية.‏

ـ السيناريو الثاني، انزلاق البلاد إلى فوضى أو اغتيالات، لا سمح الله، ‏بما يستدعي من الرئيسين تجاوز خلافاتهما والشروع في التأليف فورا.‏

ـ السيناريو الثالث، ان يعتذر الرئيس المكلف تاركا العهد يتخبّط منفردا ‏في مواجهة أزمة تتطلب الانفتاح على الخارج، هذا الخارج الذي يملك ‏الحريري مفاتيحه من باريس مرورا بالقاهرة وصولا إلى موسكو وغيرها ‏من عواصم القرار في العالم.‏

‏ ‏الى التَّدويل دُرّ

وفي هذه الاثناء قال مصدر رفيع عمل على خط المبادرات الداخلية ‏في المرحلة السابقة لـ”الجمهورية”: “انّ لقاء بعبدا الثامن عشر ‏المتفجر بين عون والحريري أقفل الطريق على كل المبادرات ‏الداخلية”. واكد “أن مسار الأمور كان ينذر بالوصول إلى هذه الخاتمة ‏حيث اتّضحَ في الأيام الأخيرة أن أيّاً من المعنيين بالتشكيل الحكومي ‏لا يريد الحلّ على حساب مصالحهِ وحساباته الشخصية”.‏

‏ ‏واضاف المصدر: “إنهم يعيشون حالة إنكار للواقع وكأنهم لا يرونَ ماذا ‏يحصل في الشارع وداخل المؤسسات وخلف جدران السوبرماركات ‏وعلى محطات البنزين. ولقد أصبح واضحاً أنّ عون لا يريد الحريري ‏ويعمل وباسيل على تطفيشهِ، فيما الحريري لديه إلتزامات خاصة ‏ويصعب عليه الخروج منها وقد ظهر هذا الأمر جليّاً بعد إعلانه ‏الإسمين المقترحين لتمثيل “حزب الله” داخل الحكومة، إذ تبين أن ‏الحزب لم يسمّهما ولم يتفاوض الرئيس المكلف حولهما معهُ”. وتابع ‏المصدر: “عجبنا أم لم يعجبنا “حزب الله” موجود ويمثل شريحة ‏واسعة، ولا يمكن القفز فوقه بذريعة أنه يريد الحريري ولن يعرقل ‏تشكيل الحكومة”.‏‏ ‏

وعن الورقة المنهجية التي أرسلها عون إلى الحريري، قال المصدر ‏نفسه: “محتواها كله خطأ ويضرب جوهر الدستور ويظهر أن كافة ‏الوسائل تستخدم لتطفيش الحريري”. كاشفاً “أن محاولات عدة ‏حصلت قبل لقاء بعبدا الاخير لِثني رئيس الجمهورية عن إرسال الورقة ‏او لإرسالها في صيغة اخرى او بأسلوب مختلف، ولكنها باءت بالفشل ‏ما دفع الحريري الذي كان أصلاً مستاءً من زيارة جنبلاط لعون إلى ‏الخروج عن طوره”.‏

‏ ‏وعن الحل المطلوب بعد كل ما جرى قال المصدر: “لا حلول حاليا ‏فالأبواب كلها مقفلة والخطوط كلها انقطعت في انتظار صدمة غير ‏معروف من أين ستأتي”. وختم: “نحن بأيدينا وبما نفعله نستدرج ‏تدخلات خارجية لتدويل أزمتنا، وسترون حركة سفراء كُثر في المرحلة ‏المقبلة يستدعيهم كل فريق لشرح موقفه وتدشيم جبهته ضد الاخر”.‏‏ ‏

لقاءات ديبوماسية

وقد شكلت اللقاءات الديبلوماسية لرئيس الجمهورية أمس علامة ‏فارقة، من نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، ‏إلى سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غرييو، ولكن اللقاء الأبرز كان ‏مع السفير السعودي وليد البخاري الذي كان قد زاره احد المستشارين ‏الرئاسيين في الاونة الاخيرة، ولكن لا شك في ان توقيت زيارته لبعبدا ‏بعد يوم واحد على اللقاء العاصف بين عون والحريري حمل أكثر من ‏رسالة، خصوصا ان رئيس الجمهورية هو من دعاه الى القصر.‏

‏ ‏وأبلغت اوساط قصر بعبدا الى “الجمهورية” انه “وخلافاً لظن البعض ‏بأن عون سيواجه استفحال الازمة الحكومية بالجمود، اذا به يطلق ‏حركة ديبلوماسية في اتجاهات عدة لشرح حقيقة ما يجري في الملف ‏الحكومي ولتثبيت القرار السيادي اللبناني وعلاقات لبنان الخارجية ‏ومنع انحلال الدولة”.‏

‏ ‏واعتبرت الاوساط “انّ الحيوية الديبلوماسية في نشاط عون، خصوصا ‏استقباله السفير البابوي ثم السفير السعودي إضافة إلى السفيرة ‏الفرنسية، إنما أسقطت مقولة انّ رئيس الجمهورية في عزلة، واكدت ‏انه منفتح على الجميع لخدمة المصلحة الوطنية العليا”.‏

‏ ‏واوضحت الاوساط “ان عون شرح للسفيرة الفرنسية كيف خرق ‏الحريري المبادرة الفرنسية، مؤكدا التمسك بها”. ولفتت الى ان اللقاء ‏مع السفير السعودي “كان إيجابيا ومفيدا”، داعية الى التوقف عند ‏دلالات البيان الذي تلاه البخاري بعد خروجه من الاجتماع مع عون، ما ‏يوحي أن هناك تعديلاً في المقاربة السعودية للشأن اللبناني”.‏

وكشفت الاوساط “انّ كسر عون للحواجز الداخلية لن يتوقف عند ‏حدود استقباله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وربما ‏هناك من سيتفاجأ ببعض الزيارات التي ستتم الى قصر بعبدا قريباً”.‏‏ ‏

رواية اخرى

وفي رواية أخرى انّ رئيس الجمهورية بدأ حملة ديبلوماسية لشرح ‏الظروف التي ادت الى عرقلة تشكيل الحكومة العتيدة وتوضيح ما ‏التبس نتيجة الحملات المتبادلة.‏

‏ ‏وفي الوقت الذي عكست مصادر بعبدا عبر “الجمهورية” ارتياح رئيس ‏الجمهورية الى “تفهّم” السفيرين السعودي والفرنسي لما قدمه من ‏شروحات، لفتت في المقابل الى “انّ الحملة الديبلوماسية ستستمر ‏الى ان تشمل مجموعة سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في ‏مجلس الامن وممثلي الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والجامعة ‏العربية”.‏

‏ ‏وعلمت “الجمهورية” انه وبسبب انشغال رئيس الجمهورية قبل ظهر ‏اليوم بقبول اوراق اعتماد ستة من السفراء الاجانب الجدد، ستستأنف ‏الحملة الديبلوماسية بعد الظهر من دون تحديد هوية السفراء الذين ‏سيزورون القصر الجمهوري في هذا الاطار.‏

‏ ‏بين عون والسفيرين

وقالت المصادر انّ السفيرين الفرنسي والسعودي كانا مستمعين اكثر ‏مما تحدثا في بداية اللقاءين، حيث اصرّ رئيس الجمهورية على تقديم ‏شرح مفصل للمرحلة التي بدأت منذ تكليف الحريري تأليف الحكومة ‏والمراحل التي تلتها بالتفاصيل المملة. مؤكدا ان جهوده مستمرة ‏لتشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، وانه لن يعدم أي وسيلة من ‏اجل تشكيل الحكومة وانه يجري سلسلة لقاءات واتصالات لتوضيح ‏الموقف وللدفع في هذا الاتجاه.‏

‏ ‏وخلال لقائه مع السفيرة الفرنسية اكد عون تمسكه بالمبادرة الفرنسية ‏‏”كمشروع انقاذي للبنان”، مكرراً شكره للرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون وفريق عمله لمساعيهم المستمرة تجاه لبنان.‏

‏ ‏البخاري

وكان اللافت المواقف التي عبّر عنها السفير البخاري حيث شدد باسم ‏بلاده على “ضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع ‏اليه الشعب اللبناني من امن واستقرار ورخاء”، وأدلى بالتصريح الآتي: ‏‏”بناء على دعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ‏ميشال عون، قمت في هذا المساء بزيارة قصر بعبدا لمناقشة ابرز ‏المستجدات الراهنة في لبنان، وأكدت لفخامته أن المملكة لطالما ‏أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في ‏وجه كل الازمات، وأن الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات ‏السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، التي تؤكد على احترام ‏سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأن سيادة لبنان ‏إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني الشقيق، ونحن ‏نحترم هذه السيادة”.‏

‏ ‏واضاف: “كما أكدتُ لفخامته أن الموقف السعودي يشدد على إلتزام ‏المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه، وفي شكل خاص ‏على ضرورة الاسراع في تأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه ‏الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء. وندعو جميع الافرقاء ‏السياسيين في لبنان الى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق ‏الحاجة الملحة للشروع الفوري بتنفيذ اصلاحات جذرية تعيد ثقة ‏المجتمع الدولي بلبنان”. كما نؤكد دوماً على اهمية مضامين قرارات ‏مجلس الامن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات ‏الصلة من اجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ‏ونشدد على أن اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية ‏وعلى السلم الاهلي في لبنان”.‏

‏ ‏وختم البخاري: “كما اطلعتُ فخامته هذا المساء على المبادرة ‏السعودية للسلام في اليمن، ورحّب فخامته بكل تأكيد بهذه المبادرة ‏متمنيا للمملكة العربية السعودية النجاح والتوفيق وأن يعم السلام ‏العالمين العربي والدولي”.‏

‏ ‏الراعي وغوتيريس

وعلى صعيد حراك بكركي التي توافد اليها عدد من الشخصيات ‏السياسية الداعمة لمبادرة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس ‏الراعي، أعلن الصرح البطريركي أمس عن اتصال جرى بين الراعي ‏والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أكد فيه الاخير ‏‏”اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ ‏على لبنان بعيدا عن النزاعات”. فيما أبلغ البطريرك اليه أنّ اللبنانيين ‏ينتظرون “دورا رائدا للأمم المتحدة”، شارحاً له “الأسباب الموجبة التي ‏دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي خاص به”. واتفقا ‏على “استمرارية التواصل في شأن المستجدات”.‏

‏ ‏رؤساء الحكومات

وعلى سعيد المواقف السياسية أستغرب الرؤساء السابقون للحكومة ‏الذين اجتمعوا في “بيت الوسط” ما سمّوه “تجاوز فخامة الرئيس ‏لأحكام الدستور، وكأن المقصود إحراج الرئيس المكلف لإخراجه”. وقالوا ‏في بيان “ان الدستور له نصوص عندما يتم الالتزام بها لا يضلّ من ‏بعدها المسؤولون”. واكدوا “تمسّكهم بالدستور نصاً وروحاً وبوثيقة ‏الوفاق الوطني”. واعتبروا انّ “كل محاولة للذهاب بالمسألة إلى ‏صعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج النزاع الطائفي هي مردودة سلفاً ‏ولن ينجرّوا إليها، ولن يجدوا من يستجيب لها بدليل التفاف طوائف ‏متعددة حول مبادرة البطريرك الراعي”. واذ اكّدوا أنّ “تمسك الرئيس ‏الحريري بمشروع الصيغة الحكومية التي تقدم بها ليس من باب ‏التعنت أو المغالبة، وإنما من باب الاستجابة لما يريده اللبنانيون ‏وأشقاء لبنان وأصدقائه في العالم”، دعوا الحريري الى “الثبات على ‏موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق ممّا يجهد اللبنانيون ‏لتحقيقه، ولا سيما في ضرورة استعادة الدولة اللبنانية القادرة ‏والعادلة لسلطتها الكاملة ولقرارها الحر”. وشددوا على “ضرورة تأليف ‏حكومة إنقاذية ذات مهمة محددة مؤلفة من ذوي أصحاب الكفاءات ‏المستقلين غير الحزبيين تستطيع ان تعمل كفريق متضامن بعيداً عن ‏الانخراط في سياسات المحاور والنزاعات الضارة”.‏

‏ ‏‏”لبنان القوي”‏

واستنكر تكتل “لبنان القوي”، خلال اجتماعه الدوري الاكتروني برئاسة ‏النائب جبران باسيل “الاسلوب الذي اعتمده رئيس الحكومة المكلف ‏في التعاطي مع رئاسة الجمهورية، مخالفاً الأصول وابسط قواعد ‏اللياقة”. ورفض “كل ما ورد على لسان الحريري من مغالطات ‏مستفزة، لجهة اعتباره ان رئيس الجمهورية ليس شريكا دستوريا في ‏عملية تشكيل الحكومة”، وشدد على “ضرورة تشكيل حكومة تراعي ‏قواعد الميثاق والاختصاص، وما طرحه الحريري في التشكيلة التي ‏كشف عنها يناقض قواعد الاختصاص فضلاً عن انه لا يحترم لا ‏الميثاقية ولا الدستور”. وسأل: “بأيّ منطق يعطي رئيس الحكومة ‏المكلف جميع الطوائف حق تسمية الوزراء ويمنع ذلك عن المسيحيين ‏وعن رئيس الجمهورية على قاعدة “كلّن بيسَمّوا إلا إنتو؟”. واعتبر ان ‏‏”الهدف الرئيسي للحريري هو حصوله مع الداعمين له على النصف ‏زائداً واحداً في الحكومة، وليست المشكلة بالثلث الضامن الذي لم ‏يطلبه احد أصلاً”.‏

‏ ‏الجامعة العربية

الى ذلك، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في ‏لبنان إلى “إعلاء المصلحة الوطنية والعمل سريعاً على إنهاء حال ‏الانسداد السياسي الذي فاقَم من معاناة الشعب اللبناني”، بحسب ما ‏افادت “سكاي نيوز”.‏

‏ ‏وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي ان “الأمين العام ‏أحمد أبو الغيط يستشعر قلقاً كبيراً جراء ما تشهده الساحة السياسية ‏من سجالات توحي بانزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت ‏واضحة للعيان”. واضاف: “أجدّد استعداد الجامعة العربية للقيام بأي ‏شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي، وصولاً الى معادلة متوافق ‏عليها تُمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته بلا تعطيل وفق ‏المبادرة الفرنسية التي أيّدها مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير في ‏‏3 آذار الحالي، حكومة تستطيع ان تعمل بمهارة الاختصاصيين على ‏انقاذ لبنان من وضعه المأزوم الحالي عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية ‏تلبي تطلعات الشعب اللبناني ومطالبه”.‏

‏ ‏مالياً وحياتياً وصحياً

وعلى الصعيد المالي، علمت “الجمهورية” انّ حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة، وبحسب ما وعد، يعمل جاهداً على خفض سعر صرف ‏الدولار الى حدود الـ 10000 وما دون، ولكنه ابلغ الى المعنيين ان ‏مهمته هذه تصعب حالياً لأن مقابل هذا الضغط لخفض سعر الدولار ‏هناك من يضغط بنحوٍ معاكس نتيجة طبيعة الواقع السياسي المأزوم ‏الذي تمرّ فيه البلاد.‏

‏ ‏امّا حياتياً، فلقد أبدت وزارة الاقتصاد والتجارة مساء أمس في بيان ‏‏”أسفها لعدم تشكيل الحكومة ما ادى الى انخفاض كبير بقيمة الليرة ‏اللبنانية مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالي ادى الى ارتفاع في ‏اسعار المواد الأولية التي تدخل في انتاج ربطة الخبز، واستناداً الى ‏سعر القمح في البورصة العالمية، وسعر المحروقات”. وأعلنت أنه ‏‏”منعاً للتوقف عن انتاج ربطة الخبز والمس بالأمن الغذائي، وبناءً ‏على جدول تحليل كلفة التصنيع والتوزيع والبيع، حدد سعر ووزن ‏الخبز اللبناني “الأبيض” وفقاً لما يلي:‏

‏- ربطة حجم كبير: وزن 960 غراماً كحدٍ أدنى، بسعر 3000 ليرة لبنانية ‏كحدٍ أقصى.‏

‏- ربطة حجم وسـط: زنة 445 غراماً كحدٍ أدنى، بسعر 2000 ليرة لبنانية ‏كحدٍ أقصى”.‏

‏ ‏ما صحياً، فأعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي امس حول ‏مستجدات فيروس كورونا تسجيل 3851 إصابة جديدة بكورونا (3826 ‏محلية و25 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 444865، كذلك ‏سجلت 42 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 5850‏

Leave A Reply