عن أم هيثم وجهنا الحركي ..وأذار الأمومة الذي ينزف دمعًا

 

بقلم الاعلامي عباس عيسى

لاشي يؤلم أكثر من فراق الأم، فهي خيمة الدفء ودفق المشاعر ومساحة الإطمئنان التي تحتاجها بكل مراحل عمرك..

والأم العاملية مدرسة في الصبر والعطاء، تشبه هذه الأرض التي لا تنحني.. مهما الظلم عليها يجورْ..

هي ولّادة لإرادة التحدي تزهر عزيمة ولا تبورْ..
والحاجة أم هيثم التي افتقدناها بالأمس هي واحدة من هذا الجيل الشاهد على شموخ هذا التراب..
الذي دون عزَّته دم ومرارات وعذاب..

في بيت الحاج أبو هيثم كان هذا المناخ الجهادي مكتمل الجهوزية، مع الأب الذي خدم الدولة ورحل وهو يحلم بأن تكون أفضل، رأى في الإمام الصدر تفسيرا لحلم التغيير والوطن المرتجى..كانت الحاجة أم هيثم تشاركه الحلم والقناعة، من أجل أمانٍ لا يتوقف عند حدود العائلة ليصل الى أمن وطن وسلامة دولة..

سار الجميع أهل وأبناء في مسيرة الإمام
فعل ايمان وقبض على جمر ومهامْ!

كانت الوالدة تسهر على شبابٍ وعلى العائلة التي شكلت خلية نحلٍ. شهْدُها رحيقُ وفاء من أبناء نذروا أنفسهم لهذه المسيرة توزعوا في كل جهاتها
اخذوا كل ملامحها وسماتها..

عائلة تشبه حركة أمل بكل تفاصيلها، بتنوع المواقع الجهادية والعناوين المهنية والاجتماعية، لأسرة طليعية في نهج الإمام الصدر وحدود المجتمع..

رحل الأب وفي القلب غصة، على واقع مرير كان يريده أفضل ،وكانت الأم تغالب التعب والسهر، ما يخفف عنها حضور فلذات الأكباد وتميّزهم الذي أفرح قلبها.

لكن هذا القلب تعب بالنهاية، صار على شكل الأرض النابضة بالعطاء والشهداء.

وقريبا من عيد الأم لوّحت الحاجة نهال فرحات أم هيثم بمنديل الوداع، حملتها أكتاف وفية الى التراب الذي أحبّت تستريح في دار البقاء الى جانب من تولت والصديقين والشهداء..

للأخ الحاج علي وإخوانه والعائلة كما للعائلة الحركية آيات التقدير وخالص العزاء.
الفاتحة

Leave A Reply