عشاق كرة القدم على موعد لأكثر القمم المنتظرة… أتلتيكو مدريد × تشيلسي

يستعد عشاق كرة القدم الأوروبية لأكثر القمم المنتظرة في جولة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، تلك التي ستجمع أتلتيكو مدريد بفريق تشيلسي، في واحدة من المواجهات التي يصعب توقع الفائز بها.

وتكمن الندية في تلك المقابلة، في امتلاك الفريقين لهوية متشابهة، وشخصية تشترك في الكثير من المواصفات، التي أبرزها اللعب بخطة تميل للتأمين الدفاعي والتحفظ.

هوية أتلتيكو مدريد رفقة مدربهم التاريخي “دييجو سيميوني” لا تتغير أبدًا، وأصبحت معروفة نتيجة السنوات الطويلة التي قضاها “التشولو” في العاصمة الإسبانية، حيث تمكن من صبغ راية “اللوس كولشينيروس” بألوانه.

بينما تشيلسي فحتى الآن يمر بمرحلة انتقالية، مع المدرب الجديد “توماس توخيل”، الذي يسعى لفرض أسلوب لعبه، خاصة أن هذه هي تجربة الألماني الأولى في الملاعب الإنجليزية.

ولكن لماذا أطلقنا على تلك المباراة “قمة التميز الدفاعي”؟ والتي يتوقع أن تكون متعتها الكبرى في كيفية إغلاق المنافذ أمام نقاط قوة كل فريق، أرقام كل فريق منهما تشرح كل شيء.

أتلتيكو مدريد

اعتاد “الروخي بلانكوس” في المواسم الماضية، حتى ولو لم يكن منافسًا حقيقيًا على لقب الدوري الإسباني، ألا يتخلى عن صدارة قائمة أفضل الفرق الدفاعية، وأبرز دليل على ذلك احتكار الحارس السلوفيني “يان أوبلاك” لجائزة زامورا لأربعة مواسم متتالية، قبل أن يخطفها “تيبو كورتوا” في الموسم الماضي.

خلال هذا الموسم، بدأ أتلتيكو مدريد مباريات “الليجا” بسجل “خرافي”، فقد لعب حتى آخر يوم في عام 2020، 14 مباراة تمكن في 10 منها من الحفاظ على شباكه نظيفة، بدون استقبال هدف واحد، وفي الأربعة لقاءات الأخرى استقبل خمسة أهداف فقط، أي أنه لا يوجد سوى فريق واحد سجل هدفين في مرمى الآتليتي!

إن كانت الأمور سارت بشكل جيد “دفاعيًا” في نصف الموسم الأول، فهي ليست كذلك في نصفه الثاني، فمنذ بداية عام 2021، لعب أتلتيكو مدريد تسعة لقاءات في الدوري الإسباني، لم يُحافظ فيها على شباكه نظيفة سوى مرة واحدة فقط، واستقبل 11 هدفًا، أي أكثر من ضعف الأهداف التي استقبلها في الدور الأول.

بالتأكيد لم يتبدل أسلوب اللعب، فخطط سيميوني كما هي، ولكن التغيير الأبرز الذي يمكننا ملاحظته، هو في مركز الظهير الأيمن، حيث تشير الأرقام أنه في غياب “كيران تريبيير” لم يحافظ الآتليتي على شباكه نظيفة سوى في لقاء وحيد، واستقبل على الأقل هدف أو أكثر في ثمانية لقاءات أخرى.

ومن المعروف أن لاعب توتنهام السابق لن يتمكن من التواجد في مواجهتي تشيلسي، بداعي الإيقاف، مما سيجعل الوضع على ما هو عليه في دفاع أتلتيكو مدريد، الذي مهما تراجع فيبقى أحد أقوى دفاعات الدوريات الأوروبية الكبرى.

تشيلسي

كما قلنا تميز أتلتيكو مدريد دفاعيًا ليس بجديد، ولكن كيف استطاع “توماس توخيل” أن يضيف صلابة دفاعية للبلوز؟ في ظرف أسابيع معدودة منذ قدومه، هناك حقائق وإحصائيات تثبت عمل الجهاز الفني الألماني.

البداية كانت بتغيير أسلوب اللعب والاعتماد على ثلاثي في الخط الخلفي، برسم 3-4-3، على الرغم من أن توخيل لم يكن يلعب بتلك الطريقة أبدًا مع باريس سان جيرمان، ولكن بمراجعة قائمة اللاعبين المتاحين له حاليًا في البلوز، وجد ضالته في هذا الأسلوب.

ينتهج المدرب الملقب بـ”العبقري” في ألمانيا أسلوب دفاعي مختلف، فهو لا يركن الحافلة، ويسجل الأهداف ثم يعود للدفاع عنها، بل يدافع بالاستحواذ، وهي طريقة مختلفة، تعتمد على امتلاك الكرة لأكبر وقت ممكن، وتدويرها في كافة أرجاء الملعب، مع تنظيم محكم والتزام تام بالمراكز والأدوار، الدفاع كلحمة واحدة، وأيضًا الهجوم كفريق واحد.

تياجو سيلفا يعطي خبرته لساعديه الأيمن -أثبيلكوتا- والأيسر -روديجير-، مع توازن ملحوظ لثنائي الطرف “ماركوس ألونسو” و”ريسي جيمس” بين الدورين الدفاعي والهجومي، ثم رباعي وسط الميدان الذي يتبدل وضعه بشكل يدعو للتدقيق.

في الوضعية الهجومية، يدخل “ميسون ماونت” و”تيمو فيرنر” للعمق، خلف رأس الحربة، ويتواجد ثنائي الارتكاز “كوفاسيتش وجوجينيو” في العمق على دائرة المنتصف، ثم مع التحول للحالة الدفاعية تصبح الخطة 5-4-1 صريحة، بدفاع فيرنر في الرواق الأيسر أمام ألونسو، ودفاع ماونت في الرواق الأيمن أمام جيمس.

ما هو الدليل على تحسن منظومة تشيلسي الدفاعية؟ إن لم يكن التحليل التكتيكي مقنعاً، فأفكار توخيل جعلت تشيلسي أقل فريق استقبالاً للتصويبات بين فرق البريميرليج منذ قدومه، حيث تعرض لـ34 تصويبة فقط، كما أن حراس تشيلسي هم الأقل اختبارًا على الإطلاق، بتسع تصديات في ست مباريات!

ومن واقع ست لقاءات قادها “توماس توخيل” خرج “البلوز” بأربعة مباريات بشباك نظيفة، واستقبلوا هدفين فقط في مباراتين، وهو ثاني أفضل سجل على الإطلاق بعد المتصدر مانشستر سيتي.

Leave A Reply