كلاسيكو الليغا.. في قبضة «الخسائر»

تتجه الأنظار غداً السبت إلى ملعب كامب نو لمتابعة كلاسيكو الليغا الإسبانية بين الغريمين الأزليين برشلونة وريال مدريد، في مواجهة تأتي في ظروف مختلفة كلياً عن سابقاتها، لجهة المياه الكثيرة التي جرت تحت الجسر في الأشهر السبعة الماضية، وتحديداً منذ تفشي وباء فيروس كورونا.

وسيكون أشهر كلاسيكو في عالم كرة القدم محاطاً بالخسائر بشقيها الفني، والمالي، إذ يدخل برشلونة وريال مدريد للمواجهة بعد خسارتهما من خيتافي وقادش توالياً بهدف نظيف، في الجولة الماضية، ليجدا نفسيهما خارج قمة الليغا التي يتصدرها ريال سوسيداد برصيد 11 نقطة، مقابل 10 للملكي (الثالث)، و7 لبرشلونة صاحب المركز التاسع.

وقللت الخسارتين المفاجئتين لبطلي الليغا في الموسمين الأخيرين من حجم التوقعات بشكل كبير، وانعكس ذلك على الكلاسيكو الموازي الذي كان مسرحه صحف إسبانيا، والذي عادة ما كان يشهد تحديات ووعيداً من قبل الطرفين.

رابطة الليغا بقيادة خافيير تيباس تبدو الأكثر تأثراً من هذه المستجدات، إذ تخشى أن يسهم الوضع الحالي في تراجع الكلاسيكو وبالتالي البطولة عن ريادة الدوريات العالمية، وتحقق توقعات سابقة بنهاية وشيكة لجاذبية البطولة منذ رحيل أسطورة ريال مدريد الحية كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس صيف 2018.

واقع اقتصادي مظلم

بعد تأكد إقامة الكلاسيكو بدون جماهير على ملعب كامب نو، يجد الفريقان نفسيهما تحت ضغوط المزيد من الخسائر اقتصادياً، لتضاف إلى خسائر سابقة في هذا السياق.

وكشفت تقارير صحافية مقربة من ريال مدريد مطلع الشهر الجاري عن مواجهة النادي الملكي خسائر بقيمة 200 مليون يورو، من توقف بيع تذاكر المباريات، التي تعد الضلع الثالث لإيرادات الفريق، إلى جانب كل من عقود الرعاية وحقوق البث التلفزيوني.

وبحسب صحيفة «آس» فإن ميزانية ريال مدريد السنوية من تلك الجهات الثلاث تقدر بـ822 مليون يورو، منها نحو 625 مليون يورو من حقوق البث التلفزيوني والرعاية، بينما يحصل على القيمة المتبقية، والتي تبلغ نحو 200 مليون يورو، من بيع تذاكر المباريات إلى جماهيره، ما يشير بالتالي إلى تكبد خزينته خسائر بنحو 200 مليون يورو بسبب غياب الجماهير.

ويراهن ريال مدريد كثيراً على تخفيض رواتب العاملين في النادي بنسبة 10%، إلى جانب مكاسب الميركاتو الأخير من بيع اللاعبين والبالغ 50 مليون يورو، إضافة إلى 25 مليون يورو تنازلات من اللاعبين، من أجل الصمود لأطول فترة خلال جائحة كورونا.

ولا يبدو الوضع أفضل حالاً في أروقة غريمه التقليدي برشلونة، إذ أعلن الأخير رسمياً بداية هذا الشهر عن خسائر بقيمة 200 مليون يورو، منها 97 مليون يورو خلال الموسم الأخير.

وقال النادي في بيان إن إيراداته وصلت إلى 855 مليون يورو (مليار دولار)، لكنها كانت ستزيد بمقدار 203 ملايين يورو (238 مليون دولار) في «سيناريو بدون كورونا»، والذي كان سيسمح للنادي بالوصول إلى المرحلة الرئيسية المخطط لها المتمثلة في مليار يورو (1.2 مليار دولار) في الإيرادات، وأوضح النادي أنه لولا الوباء كان سيغلق العام بأرباح قدرها 2 مليون يورو (2.3 مليون دولار).

وبحال كان الوضع طبيعياً وبحضور الجماهير، فإن برشلونة كان على موعد مع دخل لا يقل عن 300 ألف درهم من التذاكر، خصوصاً أن ملعب كامب نو ظل على الدوام بكامل عدده في المواجهات الكبيرة.

وفي السياق ذاته ظل برشلونة وريال مدريد يجنيان سنوياً ملايين اليوروهات من زيارات المشجعين لملعبيهما كامب وسانتياغو برنابيو، واللذان يزورهما سنوياً 2.3 مليون زائر، وهو رقم يتجاوز عدد السائحين الذين يذهبون إلى دول كل من سلوفاكيا بـ2.2 مليون زائر، والإكوادور «1.7 مليون»، ونيجيريا «1.9 مليون» ولبنان «1.8 مليون» خلال العام الماضي.

هبوط القيمة السوقية

على الرغم من تأثير كورونا بشكل عام على قيمة اللاعبين السوقية في العالم، فإن القيمة السوقية لتشكيلتي الكلاسيكو تشهد حالياً تراجعاً كبيراً، مقارنة مع قيمة التشكيلتين اللتين خاضتا آخر كلاسيكو في مارس الماضي وفاز به ريال مدريد 2 ـ صفر.

وتبلغ القيمة السوقية الحالية لتشكيلة برشلونة 878.50 مليون يورو، ويعتبر ميسي الأعلى قيمة بـ100 مليون يورو.

ومن جهتها تبلغ القيمة السوقية لتشكيلة ريال مدريد 855 مليون يورو، ويعد الحارس تيبو كوروتوا الأعلى قيمة بـ75 مليون يورو، بحسب موقع ترانسفيرماركت.

وبالمقابل، بلغت القيمة السوقية لتشكيلة برشلونة في مارس الماضي 1.07 مليار يورو، وكان ميسي الأعلى قيمة بـ140 مليون يورو، في حين بلغت القيمة السوقية لتشكيلة ريال مدريد في الوقت ذاته 1.08 مليار يورو، فيما كان هازاد الأعلى قيمة بـ120 مليون يورو.

أما آخر قيمة سوقية لريال مدريد في كلاسيكو حضره كريستيانو رونالدو فبلغت 764.8 مليون يورو، بينما وصلت القيمة السوقية لفريق برشلونة إلى 756.5 مليون يورو، وكان رونالدو الأعلى قيمة في ريال مدريد بـ100 مليون يورو، مقابل 120 مليون يورو لميسي في برشلونة.

Comments are closed.