الملف اللبناني آخر طبق على مائدة بايدن ومفاوضات ترسيم الحدود تبقى الاهم لديه

صونيا رزق – الديار

الانظار اللبنانية توجهت الى واشنطن… فأدركت انّ العصا الاميركية ليست سحرية !!

كما تجري العادة دائماً تتجه الانظار اللبنانية الى الخارج، الذي يساهم في فرض الحلول للازمات اللبنانية المتتالية، فتجد فيها فرصة الخلاص التي ُتفرض في معظم الاحيان، او يطالب بها المعنيون اللبنانيون كمساعدة انقاذية، وآخر تلك الانظار وعلى أثر فشل سابقاتها، إتجهت الى واشنطن منذ لحظة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، فعقدت الآمال والاحلام بأن العصا الاميركية ستكون سحرية، وسوف تنقذ لبنان من الانهيارات السياسية والاقتصادية وتوابعهما، بحيث ربط بعض الافرقاء الملف اللبناني المنهك بالخلافات، بملف المفاوضات الأميركية الإيرانية، وبأنّ غياب التشكيلة الحكومية منذ اشهر، ينتطر الفرج على ايدي بايدن، وبالتالي باتت الحكومة مرتقبة ما بعد 20 كانون الثاني اي تاريخ تسلمه مقاليد الحكم.

إنطلاقاً من هنا توسّعت بقعة التحليلات والتأويلات والتفسيرات، وابرزها انّ حزب الله لا يريد تشكيل حكومة قبل الإنتخابات الأميركية، ومنهم مَن اعتبر بأنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لا يستطيع إطلاق التشكيلة، في ظل ولاية الرئيس الاسبق ترامب، خوفاً من وضعه على لائحة العقوبات، في حال شكل حكومة تحوي وزراء يمثلون حزب الله.

لذا ترّقب الكثيرون يوم 20 كانون الثاني الذي مضى قبل ايام قليلة، حيث راهنوا على ذلك اليوم بأنه سيكون خلاص لبنان، او على الاقل سيفتح ثغرة في الجدار اللبناني المقفل، فيما الواقع ووفق مصادر سياسية متابعة الى وجود ملفات داخلية اميركية عديدة ستكون على طاولة بايدن، مع دخوله البيت الابيض، خصوصاً بعد الذي شهدناه في الفترة الاخيرة من مشاهد اميركية حملت المخاوف والانقسامات، على أثر تعرّض المؤسسات الدستورية هناك للخطر، الامر الذي لم تشهده الولايات المتحدة ابداً. لافتة الى انّ واشنطن حدّدت اولوياتها الداخلية وابرزها، اعادة توحيد المجتمع الاميركي بعد الانقسام الذي ساد خلال الانتخابات الرئاسية، والتصدّي لوباء كورونا وإبعاد الموت عن المواطنين الاميركيين.

ورأت هذه المصادر بأنّ السياسة الاميركية لم تكن في اي مرة مع لبنان، بل مع مصالحها الخاصة ومصلحة اسرائيل اولاُ، فيما إستمر البعض يحلمون بالحل، على الرغم من تاريخ الصدمات التي تلقاها لبنان من اميركا منذ عقود عبر الوعود المتكررة، وخصوصاً في فترة الثمانينات والتي لم يتحقق منها شيء، واليوم يرون في الرئيس الاميركي الجديد ذلك المخلّص، الذي سيقضي على سياسة سلفه ترامب تجاه لبنان، لكن على ارض الواقع لا مبادرة اميركية تجاه البلد، والملف اللبناني غير موجود على طاولة واشنطن، او على مائدة بايدن كطبق مهم، بل مؤجل الى فترة طويلة الامد، والتصريحات الايجابية ستبقى حول ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي والامني في لبنان، وتحقيق الاصلاحات وغيرها من كلمات السياسة المنمقة التي يكرروها دائماً. فيما ستستمر بالتأكيد وساطة واشنطن في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، لانها تضع مصلحة اسرائيل فوق كل اعتبار، وهي ترى في هذا الملف إنجازاً كبيراً للسياسة الخارجية الأميركية.

وتابعت المصادر عينها:» في ما يخص سياسة العقوبات على حزب الله فهي باقية بالتاكيد، وفي هذا الاطار نذكّر بأنّ العقوبات على الحزب بدأت في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما، واستكملت في عهد ترامب، وستبقى في عهد بايدن».

وختمت: «كان من الافضل لو سار المعنيون بالتشكيلة الحكومية بالمبادرة الفرنسية، لكانت حُلّت الامور بعض الشيء، لكن للاسف بعض اركان السلطة اللبنانية يراهنون دائماً على الحصان الخاسر، على الرغم من انهم يعرفون قدراته وسياسته حيالهم، ومع ذلك يكررون الخطأ عينه».

Leave A Reply