غزارة الأهداف ظاهرة استثنائية في البريميرليج مع غياب الجماهير

عندما استهل ليفربول حملة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي بالفوز 4-3 على ليدز الوافد الجديد الشهر الماضي فتح ذلك الباب أمام سيل لا سابق له من الأهداف في الجولات الأولى من الموسم.

ففي 38 مباراة اهتزت الشباك 144 مرة بمتوسط 3.79 هدف في المباراة وهو الأعلى في 4 جولات في المسابقة خلال 60 عاما.

وفي الجولة الأخيرة قبل التوقف الدولي اهتزت شباك ليفربول 7 مرات لأول مرة منذ 1973 حيث خسر 7-2 أمام مستضيفه أستون فيلا، بعد ساعات من هزيمة مانشستر يونايتد المذلة 6-1 أمام توتنهام في أولد ترافورد.

ودرست شركة جريسنوت للبيانات السبب وراء هذا السيل من الأهداف واكتشفت أن عدد الفرص التي صنعت أقل وليست أكثر.

وقالت جريسنوت إن المتوسط بلغ 22.6 تسديدة في المباراة بتراجع 1.5 تسديدة عن أول 4 جولات من الموسم الماضي والأقل في 10 أعوام.

وبالتالي تهتز الشباك مرة كل 6 محاولات بدلا من 9 أو 10 محاولات وهو المعتاد.

ويوحي المنطق أن كفاءة المهاجمين تحسنت أو أن أداء حراس المرمى والدفاع تراجع لكن السيناريو الأخير هو الحقيقة إذ أن نسبة إنقاذ حراس المرمى تبلغ 59% مقابل 70% في المعتاد كما تراجعت نسبة التدخلات الدفاعية.

وجاء 23 هدفا من ركلات جزاء في أول 4 جولات وهو رقم قياسي.

وقال سايمون جليف رئيس قسم التحليل الرياضي في شركة نيلسن التابعة لجريسنوت إن هذا لا يشرح هذه الزيادة.

وأضاف: “السيل الحالي من الأهداف نتيجة الارتفاع المذهل في نسبة استغلال الفرص”.

وبيّن: “الشباك تهتز من تسديدات من كل أنحاء الملعب بشكل يفوق المتوقع. اهتزت الشباك بشكل أكبر من النسبة التي تفرضها البيانات”.

لذا هل ساهمت إقامة المباريات دون جماهير بسبب جائحة كورونا في سيل الأهداف؟

يقول ماثيو شو، محلل علم نفس الأداء في شركة إينر درايف ومقرها لندن، إن الأجواء الغريبة في الملاعب ربما تكون عاملا في مساعدة المهاجمين وزيادة فاعليتهم، ومنحهم الشعور بحرية أكبر كما هو الوضع في التدريبات.

وأبلغ شو رويترز: “العواقب تكون أخف في التدريبات”، مشيرا إلى أن الأمر نفسه بات يحدث في المباريات.

وأوضح: “في وجود الجماهير يكون اللاعب على دراية بعواقب إهدار فرصة محققة كالانفراد بحارس المرمى مثلا”.

أكثر فعالية

ويضيف شو: “عندما يتعرض اللاعبون للضغط يميلون للعودة إلى أسوأ العادات بدلا من ترك الأمور على طبيعتها، لذا ربما يشرح ذلك السبب في زيادة فعالية اللاعبين”.

واستطرد: “أحد أسلحة حراس المرمى هو الضغط الذي ربما يشعر به المهاجم. لو كنت حارس مرمى والمهاجم قادم في اتجاهي سأريد أن يركز المهاجم على أكبر كم ممكن من الأمور بينما يحاول المهاجم التركيز على أقل ما يمكن”.

واسترسلك “في الظروف الحالية ربما من السهل على المهاجم التركيز على أقل ما يمكن والتركيز على المسائل المتعلقة وهي الحارس والمرمى والشباك”.

وتشير إحصاءات جريسنوت إلى انخفاض عدد التدخلات في المباراة من 34 في الموسم الماضي إلى 29 في الموسم الحالي.

وأبلغ آندي هيل، محلل علم نفس الأداء في معهد إنجلترا للرياضة ويعمل مع بلاكبرن روفرز، رويترز: “ربما دون عامل محفز إضافي بوجود الجماهير يتراجع اللاعبون عن محاولة التدخل في كرات لن يحصلوا عليها”.

وأردف: “الجمهور يمكن أن يؤجج الضغط والتوتر والخوف لدى اللاعبين لكنه يستطيع بث الحيوية أيضا، خاصة في المدافعين الذين لا يريدون التعرض لانتهاكات لفظية من الجماهير بسبب عدم التدخل أو السماح بتسجيل هدف”.

وأضاف: “استبعد كل ذلك وسيؤدي هذا إلى محاولة تراجع اللاعبين لوهلة وهذا يصنع الفارق بين قراءة أين تذهب التمريرة وفقدانها أو الفشل في تدخل ناجح”.

Comments are closed.