المفتي عبدالله: نحن عازمون على مقاومة العدو ومن يعتقد خلاف ذلك عليه أن يعيد النظر في قراءته

ألقى مفتي صور وجبل عامل المسؤول الثقافي المركزي لحركة أمل الشيخ حسن عبد الله كلمة في الاحتفال التضامني مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية وجاء فيها أنه “نجتمع اليوم أمام موقف أساسي ومصيري في تاريخ الأمة حيث تتعرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأفظع تنكيل وجريمة نكراء بحق البشرية في الزمن المعاصر، وهي تشكل آخر حصون القوة والممانعة في وجه العدو الإسرائيلي، في عالم يعيش فيه الكثير من التفكك والإحباط، ولكن هناك فئة بقيت آمنة مطمئنة على ما هي عليه بأنها ثابتة كثبات نبينا محمد”.

وتابع “أمام كل هذه التحديات وفي مرحلة زمنية منذ قيام الكيان الاسرائيلي الغاصب في فلسطين المحتلة، وهناك شعارات تتردد بين الحين والآخر نصرة لفلسطين دفاعاً عن فلسطين الى ما هنالك، ولكن الكثير من تلك الشعارات كانت هي استقطابية ولا تملك شيئا من الجدية”.

وأردف أنه “كما ترون في الفترة الأخيرة كما في لبنان و سوريا واليمن والعراق، كما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع بعض المخلصين في العالمين العربي والإسلامي، بقيت تلك الفئة صابرة صامدة على ما هي عليه في مواجهة كل تلك التحديات لأنها تؤمن بأن الوظيفة الدينية والوظيفة الشرعية والأخلاقية هي الوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين وإلى جانب الشعب الفلسطيني منذ عام 1948.”

وأكد أنه “هناك من يحشد كل الطاقات والإمكانات لهذا الكيان، ونعتبر ان ما وصل إليه اليوم ليس بالصدفة، إنما نتيجة متراكمة من الإمكانات والقدرات التي تُمنح لهذا العدو، وبالإضافة الى العمل على إضعاف الوحدة بين العرب والمسلمين مع بعضهم البعض وإيجاد نقاط خلافية بين العرب مع بعضهم وبين المسلمين مع بعضهم البعض، والتحريض خاصة على من يرفع شعار المقاومة والممانعة مع هذا العدو”.

وأكمل أنه “أمام كل هذه التحديات نرى بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالرغم من كثير من الإغراءات وكثير مما يمكن أن تعطى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقابل التخلي على القضية المركزية وهي لقضية فلسطين وتحرير القدس، كل ذلك كان مطلوبا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن قيادتها منذ الراحل الإمام الخميني إلى الإمام السيد على الخامنئي إلى كل تلك القيادات، إلا أنها لم تتخل من موقفها الجاد في مواجهة هذا العدوان”.

 وأوضح “ان موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية يشكل مسؤولية شرعية على المستوى الديني الإسلامي عند كل المسلمين كافة وليس ببعده الطائفي، فيما يحاول البعض أن يمذهب الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وقال: “نحن نقول إن الموقف الذي اتخذته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قضية فلسطين والقدس هو واجب مقدس بالمعنى الإسلامي، ويجب على المذاهب الإسلامية كافة التصدي لتلك الااعتداءات الاسرائيلية والجرائم الإسرائيلية، والمطوب من القيادات الدينية أن تتخذ موقفاً صريحاً في مواجهة هذا العدو ونصرة من نصر فلسطين وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وعلى المستوى اللبناني، لفت المفتي إلى أن لبنان ايضا منذ عام 1948 هو يشكل رأس حربة في مواجهة هذا العدو في كل الظروف وفي كل الأحوال، انهارت دول، في التطبيع وتطبيق اتفاقيات مع هذا العدو، ولبنان الذي تعرض لاعتداءات جدية واجتياحات متكررة يقوم بها العدو، الا أن لبنان بقي في عاصفة المواجهة مع العدو وقدم الشهداء تلو الشهداء ونحن في فترة وجيزة قدمنا اعظم شهدائنا ومن بينهم سماحة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

وأردف أن “أولئك الشهداء يعكسون وعي الامة ووعي الشعب اللبناني في مواجهة الصراع مع العدو الإسرائيلي، وإن ما قاله الإمام المغيب السيد موسى الصدر في تشكيل استراتيجية مواجهة مع العدو وليس استراتيجية دفاعية مع العدو، الكل يبحث عن استراتيجية دفاعية مع العدو، نحن نقول بأن الامام المغيب السيد موسى الصدر شكّل استراتيجية مواجهة مع العدو حين قال إذا لقيتم العدو فقاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعاً، فإذاً نحن سنواجه هذا العدو بأي إمكانية متوافرة حتى لو كانت بالأسنان والأظافر”.

وأكمل “نحن عازمون على مقاومة هذا العدو، ومن يعتقد خلاف ذلك عليه أن يعيد النظر في قراءته، إن شعباً كشعبنا في لبنان سيقاتل إلى آخر رمق طالما هي تعتدي علينا في أي لحظة من اللحظات.”

 وأكد للذين يراهنون على انتهاء المقاومة ودور المقاومة، احب ان اذكر ما طرحه دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري في مؤتمر البرلمانيين العرب حين قال المقاومة باقية باقية باقية، ونحن نؤكد لأهلنا في لبنان والخارج بأن المقاومة في لبنان هي باقية باقية باقية، وعلى الجميع ان يقرأ المشهد التاريخي والمشهد الوطني على هذا الاساس، وتبنى استراتيجيات وطنية على هذا الأساس بأن المقاومة باقية باقية باقية”.

وختم قائلا: “أوجه الشكر الى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الذي أتاح لنا هذه الفرصة، ونؤكد بأن البيان الذي أصدره دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري والبيان الذي أصدرته قيادة حركة أمل والاجتماع العلمائي في المكتب الثقافي لحركة أمل، يؤكد بأن المساس بالجمهورية الاسلامية الايرانية هو مساس بنا جميعاً، ونحن منحازون الى جانب الجمهورية الاسلامية بما تشكل من قيمة وطنية على المستوى الاسلامي وعلى مستوى فلسطين ونصرة القضية الفلسطينية، فإننا منحازون الى تلك الجمهورية، ونوجه التحية الى قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية المرشد الامام السيد على الخامنئي والى قيادة الجمهورية معزين بالشهداء ومباركين لهم بالنصر ومباركين لهم بالصبر في مواجهة هذا العدو، وأن يدهم التي تضرب هذا العدو هي يد من يد الله عز وجل، وأستذكر قول رسول الله (ص) في واقعة الخندق حين قال: إن أردت أن تُعبد فانصر علياً وإن شاء الله سينصر الله الجمهورية الاسلامية الايرانية على هذا العدو، ونراه فتحاً ونصراً مظفراً”.

Leave A Reply