مأساة ما بعد “بريكست”.. لا عمل ولا “مهرجانات” والسفر محدود

في نهاية أسبوع من دخول اتفاق ما بعد “بريكست” حيز التنفيذ، تبدأ تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالظهور.

وتواجه بريطانيا من بداية حركة التنقل للبضائع والأشخاص، ابتداء من أمس الإثنين، أول اختبار فعلي لها بعد خروجها من التكتل الأوروبي لمعرفة إن كان عبور آلاف الشاحنات الحدود عبر بحر المانش سيتم من دون عوائق.

منظمو المهرجانات

ليس هذا فحسب بل التأثير يطول منظمو المهرجانات إذ قالوا اليوم الثلاثاء إن اتفاق التجارة الجديد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) يعني أن الفرق الموسيقية الصاعدة ستواجه “إجراءات روتينة كثيرة” بسبب الرسوم التي يتعين عليهم دفعها لإقامة حفلات في بريطانيا.

وقال ساشا لورد، المؤسس المشارك لمهرجان بارك لايف في مانشستر، وآنا ويد، مديرة الاتصالات والاستراتيجية في مهرجان بومتاون في هامبشاير، إنهما قلقان بشأن تأثير الاتفاق التجاري الجديد على الموسيقيين في المستقبل.

وقال لورد في حديثه خلال اجتماع مع اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية: “إذا نظرت إلى فرقة موسيقية مؤلفة من 6 أعضاء، وأحضرتهم إلى بارك لايف، فأن قيمة رسوم التأشيرات تصل إلى 1800 جنيه إسترليني (2447 دولارا) . وبالنسبة للفرق الصغيرة الصاعدة، هذا مبلغ كبير ويفوق قدرتهم”.

وذكرت ويد إن هذا كان “مصدرا لقلق كبير”، مضيفة أن الإغلاق الدائم لأماكن العروض الموسيقية الحية خلال جائحة كوفيد -19 يجعل نجاح الفرق الموسيقية المستقبلية أكثر صعوبة.

وأضافت: “إذا لم يكن لدينا أماكن يمكن للناس فيها صقل مواهبهم وتحسينها، فسوف يجف المصدر”.

التنقل للعيش والعمل

كما ستنتهي حرية التنقل للعيش والعمل، رغم أن السفر قصير المدى سيستمر بدون تأشيرة.

وقرر ستانلي جونسون والد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إنه سوف يتقدم بطلب للحصول على الجنسية الفرنسية، للحفاظ على علاقات وثيقة بالاتحاد الأوروبي. وهناك نحو 300 ألف بريطاني يقيمون حالياً في إسبانيا، معظمهم من المتقاعدين الذين يقيمون في الساحل الجنوبي.

وكانت الحكومتان البريطانية والإسبانية قد أعلنتا أن بطاقتي الهوية القديمة والجديدة صالحتان للسفر.

ويضمن الاتفاق اتصالا غير متقطع بالطرق البرية والجوية والسكك، لكن بطريقة أقل جدوى مما لو بقيت المملكة المتحدة عضواً في السوق الموحدة.

وتهدف هذه القواعد إلى ضمان المنافسة بين المشغلين في ظل الفرص المتساوية “بحيث لا يتم المساس بحقوق الركاب والعمال وسلامة النقل”.

برامج الاتحاد الأوروبي

ستستمر لندن في المشاركة في بعض برامج الاتحاد الأوروبي للفترة بين 2021 و2027 مثل برنامج “هورايزن يوروب” للبحث والابتكار، شرط أن يساهم في الميزانية الأوروبية. لكن المملكة المتحدة ستغادر برنامج التبادل الطلابي “إيراسموس”.

وانتقد مدير المركز البريطاني في جامعة “هومبولت” الألمانية في برلين، جيرهارد دانيمان، قرار الحكومة البريطانية بعدم المشاركة في البرنامج مستقبلاً.

وقال دانيمان، في تصريحات لإذاعة ألمانيا، إن جميع الأطراف كانت ستستفيد بشكل كبير من البرنامج الذي يدعم الإقامة في الخارج للدراسة الجامعية، مضيفاً أن قدرة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مواجهة تحديات المستقبل تعتمد أيضاً على “إيراسموس”.

Leave A Reply