٠٠بقلم أبو شريف رباح٠٠
مع اقتراب انعقاد القمة العربية في القاهرة خلال شهر مارس، تتزايد التساؤلات في الأوساط الفلسطينية والعربية حول مدى قدرة الدول العربية على التصدي لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم، وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في دمار شامل للبنية التحتية في القطاع، بالإضافة إلى خسائر جسيمة في الأرواح.
وأثار مخطط تهجير الغزيين، الذي وصفه ترامب بأنه “سياحي” ويهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، وتحويل غزة إلى منطقة سياحية إسرائيلية-أمريكية، موجة غضب واسعة على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية. فقد أعلنت القيادة الفلسطينية رفضها القاطع لهذا المشروع، كما عبرت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي عن موقفهم الرافض لعملية تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معتبرين أن المخطط يأتي استكمالًا لسياسة التطهير العرقي التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود.
ورفضت الدول العربية، وخاصة مصر والأردن، إلى جانب معظم دول العالم، مخطط ترامب ومحاولات فرض إعادة توطين الفلسطينيين في مصر أو الأردن أو السعودية، مؤكدين أن للفلسطينيين الحق في البقاء على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة. ويعكس هذا الرفض جدية عربية في التصدي لمخطط التهجير وإفشاله ومنع أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على النزوح. كما ناقشت الدول العربية آليات تقديم الدعم الاقتصادي وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، بما يضمن استمرار الحياة في قطاع غزة وعدم إفراغه من سكانه.
وفي ظل المخاوف الفلسطينية المتزايدة من خطر التهجير القسري، خصوصًا مع تواطؤ بعض الأطراف الدولية مع الاحتلال الإسرائيلي، تأتي القمة العربية في القاهرة في وقت حساس للغاية، وكاختبار للجدية والمصداقية العربية. فمن المتوقع أن تناقش القمة تداعيات محاولات تهجير سكان غزة وكيفية التصدي لهذا المخطط، وهو أمر يبقى مرهونًا بمدى جدية الدول العربية والمجتمع الدولي في اتخاذ قرارات حاسمة وخطوات عملية على الأرض، تشمل الدعم السياسي والاقتصادي الفعّال للفلسطينيين، والتحرك الدبلوماسي لوقف مخطط التهجير والتطهير العرقي، وتوفير الحماية للفلسطينيين ومنع فرض واقع جديد على قطاع غزة.
ختامًا: إن مستقبل القضية الفلسطينية بات على المحك، والقمة العربية في القاهرة تمثل فرصة حاسمة للدول العربية لإثبات وحدتها وموقفها الجاد في رفض تهجير الفلسطينيين والدفاع عن حقهم في البقاء على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.