محمد قشمر *
وجهي لوحُ صبّارٍ مُشطّبٍ بالحنين… شباكٌ خشبيٌ معتّقٌ في بيتٍ مسكونٍ ينخرُه الهجران…
وجهي مرارة الدفلى، وصمغُ السّرو المقطّر، كدمعِ صنمٍ منافقٍ يرتدُّ عن نوى تمر الترابِ، بحثًا عن جناح عنقاءٍ عارية الظهر!
وجهي خاطرُ إله هزيل… سئمَ انتفاضاتِ الذات على أنقاضها، وثورة الجذام المتشظّي في خدّيه على محاولات التقمُّص!
وجهي ملاكٌ بألف قناعٍ مهشّمٍ، تحجبه أسرابُ الحيرةِ المحتالة…
أقنعة نشارةٍ من عبرات أنبياء القندول والفطر القاتل…
لكنها رغم أذاها أيها الراني في مرآتك تبرِّئ أكباد الشياطين والأولياء….
وجهي دراقٌ يَذْبَح…
مُربى التبغ والقرّاص…
غزالٌ يزني وسفينة غارقة تكسوها عريشة توتياءٍ تتهجّدُ طوال الليل!
وجهي ككلّ الوجوه… لكنّه يُضاهي وجه سُكاّن الفوانيس أكثر!
*شاعر لبناني
المصدر: ضفة ثالثة
