الأحد, يونيو 16
Banner

“راحة واسترخاء”.. ماذا يحدث للجسم عند المواظبة على الساونا لأسبوعين؟

الساونا غرفة مغلقة مرتفعة الحرارة تجعل العرق ينهمر من كل ناحيةٍ من جسم الإنسان، لكنّها ليست مُقتصِرة على ذلك فقط، بل إنّ لها فوائد تتلألأ خصوصًا مع المواظبة على جلسات الساونا لأيامٍ متتالية، إذ تُسهِم في تعزيز صحة القلب، وتخفيف الآلام الجسدية، كما تُخفِّف إجهاد وألم العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية، ومع ذلك فهي لا تُناسِب كل الناس، فكيف تستفيد من الساونا لتعزيز صحتك؟ وما الفائدة التي ستجنيها مع المواظبة عليها لأسبوعين مثلاً؟

ما هي الساونا؟

غُرفة يمكث فيها الإنسان، تُضبَط حرارتها بين 70 – 100 درجة مئوية، وتختلف درجات الرطوبة حسب أنواع الساونا، وهي ذات فوائد صحية عديدة للإنسان رغم العرق الغزير مع ارتفاع درجة حرارة الجسم.

أنواع الساونا

تشمل أنواع الساونا ما يلي:

حرق الخشب: قد يُحرَق بعض الخشب لتسخين غرفة الساونا، وعادةً ما تكون حمامات البخار العامِلة بالحطب، مُنخفضة الرطوبة ومرتفعة الحرارة.

التسخين الكهربائي: شبيهة بالتسخين بالخشب، فالغرف المُسخّنة كهربائيًا تتمتّع أيضًا بدرجات حرارة عالية ورطوبة منخفضة.

غرفة الأشعة تحت الحمراء: تختلف عن النوعَين السابقين، إذ تُستخدم مصابيح خاصّة موجات ضوئية لتسخين جسم الإنسان وليس الغرفة بأكملها، وعادةً تكون درجة الحرارة أقلّ من حمامات الساونا الأخرى، لكن يتعرّق الإنسان كما هو الحال في الغُرف الأخرى، كما تبلغ درجة حرارة ساونا الأشعة تحت الحمراء 60 درجة مئوية تقريبًا.

حمام البخار: بدلاً من الحرارة الجافّة، تحتفظ حمّامات البخار برطوبةٍ عالية، وتُعدّ أيضًا شكلاً من أشكال حمامات الساونا.

فوائد الساونا للجسم

تشمل أهم فوائد الساونا لجسم الإنسان ما يلي:

1. تعزيز صحة القلب

كشفت دراسةٌ أنّ الساونا قد تُساعِد على تعزيز وظائف القلب لمن يُعانُون قصور القلب، كما وجدت دراسةٌ أخرى أنّ استخدام الساونا 4 – 7 مرات أسبوعيًا، يُقلِّل خطر الوفاة القلبية المفاجئة، وكذلك الوفاة بسبب أمراض القلب الأخرى.

أيضًا تُساعِد الساونا على تخفيف التوتر، ما يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما تُساعِد الساونا في خفض ضغط الدم، ما يَحفظ صحة القلب.

2. تحسين وظائف الرئتين

أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الساونا تُحسِّن وظائف الرئة لدى المُصابِين بالربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وذلك عبر المساهمة في فتح الشعب الهوائية وتفكيك البلغم وتقليل التوتر.

تُخفِّف الساونا الآلام، وتُقلِّل حدة الأعراض المُرتبطة باضطرابات العظام، مثل الألم العضلي الليفي “الفيبروماليجيا”، وخشونة المفاصل، والتهاب المفاصل الروماتويدي، كما تُسهِم في تسكين آلام العضلات، وتعزيز حركة المفاصل.

4. علاج المشكلات الجلدية

رغم نقص الأدلة العلمية على ذلك، فإنّ بعض المُصابِين بالصدفية أفادوا بأنّ أعراضهم قد تحسّنت مع الاستخدام المستمر للساونا، ومع ذلك فلا يُنصَح بأخذ حمام الساونا مع كل الاضطرابات الجلدية؛ لأنّها قد تزيد بعضها سوءًا، مثل التهاب الجلد التحسُّسي.

5. خفض خطر الإصابة بالخرف

أُجريت دراسةٌ على بعض الرجال الذين يحصلون على 4 – 7 جلسات ساونا أسبوعيًا، فوُجد ارتباط استخدام الساونا المنتظم بانخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر، والأمراض التنكُّسية العصبية الأخرى، وإن لم يُعرَف كيف تُؤثِّر الساونا تحديدًا في ذلك، وما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث للتأكيد.

6. تقليل مستويات الكوليسترول في الدم

تُساعِد الساونا في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وكذلك الدهون الثلاثية، كما تُسهِم في تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد.

7. تعزيز المناعة

تُظهِر الأدلّة أنّ حمام الساونا من شأنه أن يُعزِّز جهاز المناعة، ويُقوِّيه في مواجهة نزلات البرد وغيرها من الأمراض الشائعة عند الأصحّاء.

ماذا يحدث للجسم مع المواظبة على جلسات الساونا لمدة أسبوعين؟

يستفيد الجسم في نواحٍ مُتعدِّدة بعد المواظبة على الساونا لمدة أسبوعين، وقد حكى بعض الرياضيين تجربتهم بعد المواظبة على الساونا لمدة 15 دقيقة يوميًا ولمدة أسبوعين، فأقرّوا بما يلي:

1. تخفيف ألم العضلات بعد التمارين الرياضية

يُلاحَظ بعد استخدام الساونا لمدة أسبوعين بعد التمارين، خِفّة ألم وثقل العضلات عمّا اعتيد من ألمها بعد التمارين قبل ذلك، فمثلاً قد يشعر المرء بعد تمارين الجزء العلوي من الجسم، بضيق وألم في العضلة ثلاثية الرؤوس والصدر في اليوم التالي، ومع استخدام الساونا بعد الانتهاء من التمرين، لا ينبغي أن يُعانِي الإنسان ذلك الألم أو على الأقل تتراجع وتيرته.

وحسب موقع “verywellhealth”، فإنّ الساونا تُساعد في توسيع الأوعية الدموية، ما يُحسِّن تدفُّق الدم إلى العضلات والمفاصل وأعضاء الجسم، ما يُسرِّع التعافي بعد أداء التمارين الرياضية.

2. صفاء البشرة وتحسُّنها

عادةً تُصبِح البشرة جافّة مع قدوم الشتاء وبرودة الطقس، خاصةً في الوجه والرقبة واليدين، والمواظبة على حمام الساونا يُخفِّف جفاف البشرة، ويُعزِّز رطوبتها، كما قد تُسهِم أيضًا في تخفيف حب الشباب الذي يُزعِج كثيرًا من الناس.

وأخبر “إريك آشر”، طبيب طب الأسرة في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك، بأنّ حمامات البخار “الساونا” تُساعِد في فتح المسام، ما يسمح بطرد السموم من البشرة، وأشار غيره إلى أنّ الحرارة الجافّة من الساونا تُعزِّز تدفُّق الدم إلى الجلد، ما يُساعِد في تخفيف بعض الأمراض، مثل الصدفية.

3. التنعُّم بالراحة والاسترخاء

رغم المكوث في مكانٍ حار والعرق بغزارة، فإنّ الشعور بالراحة والهدوء هو السِمة المشتركة لكل من انتظم في جلسات الساونا، إذ يستمر ذلك الشعور بالراحة حتى بعد مغادرة الساونا، وذلك لأنّه مع ارتخاء الجسم والعضلات، ينخفض مُعدّل ضربات القلب وكذلك ضغط الدم.

كم ينبغي أن تقضي من الوقت في حمام الساونا؟

من الآمن الالتزام بجلسات الساونا بصورةٍ يومية، لكن ينبغي ألّا تتجاوز مدة الجلسة الواحدة 15 – 20 دقيقة، وبحدٍ أقصى 30 دقيقة لمن يتحمّلون ذلك، لكن ليس أكثر من هذا الوقت.

وفي أول مرةٍ تُجرِّب فيها الساونا لا ينبغي المكوث فترةً طويلة، بل يُفضّل الاستمرار 5 – 10 دقائق فقط، وزيادة المُدّة تدريجيًا حسب تأقلم الجسم مع الساونا.

هل للساونا مخاطر على الجسم؟

صحيحٌ أنّ الساونا مفيدة للجسم من النواحي كافّة تقريبًا، لكنّ لها بعض المخاطر التي لا ينبغي التغاضي عنها، وأكبر هذه المخاطر الجفاف والسخونة الزائدة للجسم “ربّما لذلك يُنصَح بعدم الإطالة في جلسات الساونا، خاصةً إذا كُنتَ تُجرِّبها لأول مرة”، فالحرارة العالية قد تُسبِّب الغثيان والدوخة والإرهاق عند بعض الناس.

وقد يكون الجفاف أشدّ خطرًا على بعض الناس؛ كالمُصابِين بأمراض الكلى، أو من يتناولون مُدرّات البول.

كذلك قد تُسبِّب الساونا في بعض الأحيان تقلّبات في ضغط الدم؛ لذلك يُنصَح المُصابون بارتفاع ضغط الدم باستشارة الطبيب أولًا قبل تجربة حمام الساونا.

متى يجب أن تتجنّب الساونا؟

للأسف ليس كلُّ الناس مُؤهّلين للاستمتاع بفوائد حمام الساونا، ففي بعض الأحيان يكون الامتناع عنها أفضل لصحتك، كما في حالة:

المعاناة من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الشديدة، بما في ذلك من أُصِيبوا مُؤخرًا بنوبةٍ قلبية أو قصور القلب، أو أُجريت لهم جراحات القلب.

المعاناة من مرضٍ، بما في ذلك الحمى أو الالتهابات الحادة.

الإصابة بجروح مفتوحة.

المعاناة من أمراض الكلى.

الإصابة بنوبات الصرع.

المُصابون بأمراض تنفُّسية مزمنة.

الإصابة ببعض الاضطرابات الجلدية، مثل التهاب الجلد التحسسي.

النساء الحوامل.

الأطفال دون ستة أعوام.

نصائح ضرورية قبل الاستمتاع بحمام الساونا

حرصًا على سلامتك، ولتحقيق الاستفادة القصوى من حمام الساونا، يُفضّل اتّباع النصائح الآتية:

شُرب 2 – 4 أكواب من الماء بعد حمام الساونا.

مغادرة حمام الساونا إن شعرت بإعياءٍ أو تعب.

تجنُّب الأدوية التي قد ترفع حرارة الجسم قبل حمام الساونا.

عدم شُرب الكحول قبل وبعد حمام الساونا.

Leave A Reply