بسبب الغلاء.. اللبنانيون يستعينون بمطبخ الجدات لإعداد الحلويات

بعيداً عن المشهد اليومي لطوابير اللبنانيين أمام محلات الحلويات الرمضانية، عادت شريحة كبيرة من المواطنين إلى عاداتهم القديمة في إعداد الحلويات المنزلية خلال شهر رمضان، مستعينين بوصفات الجدات من أجل تحلية موائدهم بأصناف لذيذة “وخفيفة صحياً واقتصادياً” أيضاً.

ولأن الفرحة على المائدة الرمضانية لا تكتمل إلا بالحلويات، تستعين العديد من الأمهات اللبنانيات بـ “مطبخ جداتهن” لإعداد أصناف مكوناتها رخيصة من جهة وسهلة التحضير من جهة أخرى.

واللافت أن أشهر الحلويات الشعبية التي كانت تطبخها الجدات سابقاً، تعتمد بشكل أساسي على الحليب مثل الأرز بحليب والمهلبية وليالي لبنان والقشطلية، والهيطلية والمحلاية والأريشة.

وهذه الأصناف الشعبية المتوارثة عبر الأجيال يطلق عليها اللبنانيون بلهجتهم المحلية “حلو الفقير” لأنها غالباً لا تحتاج لمكونات مرتفعة الثمن لطبخها بعكس الحلويات التي تباع في المحلات والتي تكون غنية بالجبن والقشطة والمكسرات.

ومهما كان صنف طبق التحلية الذي يزين موائد اللبنانيين، غير أن إسعاد أفراد الأسرة في رمضان كان الهدف الرئيسي الذي أجمعت عليه الأمهات اللبنانيات اللواتي التقى موقع 24 بهن في إطار إعداد تقرير حول بدائل الحلويات الرمضانية في رمضان.

سعرها أقل وتكفي لأفراد الأسرة

وبحسب استطلاع لآراء مجموعة من العائلات، كان طبق “الأرز بالحليب” من أكثر أصناف الحلويات التي تعتمدها العائلات من ذوي الدخل المحدود على موائدهن الرمضانية مثل الأم منال البيروتي (41 عاماً) التي تحاول إدارة مصروف منزلها بطريقة لا تحرم أطفالها من الاستمتاع ببهجة رمضان، خاصة أن راتب زوجها ما زال ضعيفاً ولا يتجاوز 15 مليون ليرة لبنانية ما يعادل 150 دولار.

وتقول إن مكونات إعداد الأرز رخيصة، وهو طبق سهل التحضير ويكفي لجميع أفراد أسرتها المكونة من 7 أشخاص.

وتعتبر أن فرحة رمضان لا تكتمل لديها إلا من خلال مشاركة أولادها في مساعدتها لإعداد هذا الطبق الشهي.

إسعاد أحفادها بالمعكرون

أما الجدة سعاد الداعوق (62 عاماً)، فتحرص على إعداد المعكرون الذي يشكل صنف الحلويات المفصل لأحفادها الخمسة.

وتقول في تصريح لـ 24 إن هذا الطبق يعيدها إلى عبق الماضي ويذكرها بوالدتها التي كانت تحرص على إعداده لها في طفولتها، لذلك تعتبر أنه من واجبها نقل هذه العادة المتوارثة إلى أحفادها.

وعن مكونات العوامات، تشير إلى أنها رخيصة أيضاً إذ تعتمد مكوناتها بشكل أساسي على السميد والطخين، فضلاً عن أنها سريعة التحضير ويمكن أن تحفظ لأكثر من 10 أيام دون أن يتغير طعمها.

تبقى طازجة لعدة أيام

“عمرها قصير مقارنة بسعرها المرتفع”… بهذه العبارة فسرت الأم اللبنانية نفيسة علوان (52 عاماً) سبب امتناعها عن شراء الحلويات الرمضانية المليئة بالمكسرات والقشطة لعائلتها لعائلتها المكونة من 4 فتيات أعمارهن تتراوح بين العشرين والثلاثين عاماً.

واعتبرت في حديث لموقع 24 أن الحلويات الرمضانية التي تباع عادة في المحلات غالباً مثل الكلاج وزنود الست لا تبقى طازجة في اليوم التالي بعكس الحلويات الشعبية التي تعدها في منزلها وتحافظ على نكتها اللذيذة لعدة أيام متتالية عند حفظها في الثلاجة.

وتتشارك علوان مع بناتها مهمة طبخ حلة كبيرة من المغلي تكفي لإعداد 20 صحناً.

ورغم أنها تحتاج لنحو 3 ساعات من التحريك على النار غير أن علوان تجد بهذه الطبخة متعة خاصة تعيدها إلى ذكريات الجميلة حين كانت تجتمع مع خالاتها في المطبخ على وقع الأهازيج أثناء طبخ المغلي احتفالاً بقدوم مولود جديد.

ورغم أن هذا الطبق ارتبط بشكل وثيق في العادات الشعبية المحلية بالمواليد، غير أنه لا يغيب عن مائدتها اليومية خلال رمضان، مشيرة إلى أنه بناتها يرغبن بتناوله بعد وجبة الإفطار وخلال السحور.

وعن سبب تفضيلها طبخ المغلي خلال هذا الشهر، تقول: “مكوناته رخيصة جداً فهو مصنوع من القرفة والكراوية والينسون لكن السر في طريقة طهوه بشكل دقيق”.

24 ـ نسرين عليوي

Follow Us: 

Leave A Reply