بوتين يفوز رئاسياً: نهوض روسيا ومكانتها كدولة عظمى أولويات الولاية الجديدة

كتبت صحيفة “البناء”: انتهت الانتخابات الروسية الرئاسية بفوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة بأصوات 87% من المشاركين الذين بلغت نسبتهم 70% من الذين يملكون حق التصويت. ويدخل بوتين ولايته الرئاسية الجديدة بتطلعات استقرار روسيّ مديد يرافقه نهوض اقتصادي بعدما تجاوزت روسيا بنجاح مخاطر الانهيار الذي كان مخططاً لها مع حزمة العقوبات الغربية قبل عامين. واتخذت هذا النجاح نقطة انطلاق للإقلاع بخطة اكتفاء ذاتي قامت على تطوير الزراعة والصناعة والخدمات، خصوصاً الصناعات التقنية والابتكارات، مهدت الطريق لتعظيم الناتج الإجمالي الوطني وبلوغ روسيا المرتبة الخامسة عالمياً لتنافس اليابان على المرتبة الرابعة، بينما حسمت روسيا مكانتها الأولى عسكرياً في العالم بصواريخ نووية هجومية وصواريخ دفاع تمثل أعلى ما في الترسانة العالمية من مستويات التطور، بينما تشهد حرب أوكرانيا بداية تفكك وانهيار الدفاعات الأوكرانية وتقدم الجيش الروسي في محاور القتال، في ظل مأزق كبير على مستوى قدرة حلف الناتو، وفي الطليعة أميركا، على توفير الإمداد اللازم للجيش الأوكراني الذي بدأ يعيش أزمات الضعف والوهن مع تراجع عديده وروحه القتالية.

في المنطقة تبدأ اليوم مفاوضات الدوحة التي يفترض ان يصل إليها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع الى قطر، للمشاركة في اجتماعات قطرية مصرية أميركية إسرائيلية لمناقشة ورقة حركة حماس التفاوضية التي وصفتها واشنطن بأنها ضمن أطر التفاوض الذي تمّ إقرارها في باريس، ويحمل برنياع موقفاً إسرائيلياً سلبياً من الورقة، خصوصاً حول نقطتين، إعلان نهاية الحرب كشرط لإعلان الاتفاق وتأجيل تنفيذه إلى إنهاء ملف الأسرى بنهاية المرحلة الثالثة من الاتفاق، والانسحاب الكامل من غزة. وقد تحدّث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن العنوانين بسلبية، خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتز، حيث تعهّد بأن لا يشنّ هجوماً على مدينة رفح ما دام السكان محاصرين فيها.

على جبهة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة واصلت المقاومة عملياتها، وقد تحدّث جيش الاحتلال عن عملية نوعية تمثلت باستهداف ضابط كبير بصاروخ موجّه، فاتحاً تحقيقاً بالعمليّة لمعرفة ما تخفيه من خلل استخباري ومن تفوّق تقنيّ للمقاومة.

تتواصل الجهود الأميركية لمنع توسّع الحرب، إلا أن القلق لا يزال سيّد الموقف حيال الوضع على الجبهة الجنوبية، مع التهديدات الإسرائيلية المستمرة، ونقلت صحيفة العدو «يديعوت أحرونوت» عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قوله «نقترب باستمرار من الحرب مع حزب الله وسيتحمل لبنان عواقبها». وأمس، نقلت «العربية» عن مصدر إسرائيلي قوله «إن نشوب الحرب على الجبهة الشمالية سيكون مع دولة لبنان وليس حزب الله». وأضاف: «في حال وقوع حرب مع لبنان سندمّر أهدافا على عمق 5 كلم». وتابع: «لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد».

الى ذلك يستعدّ سفراء واشنطن وباريس والرياض والدوحة والقاهرة، للتحرّك مجدداً على الخط الرئاسي، وسيلتقي السفراء اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وغداً الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على ان تشمل لقاءاتهم، في المرحلة المقبلة، القوى السياسية كلّها.

وأوضح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن لا ڤيتو أميركيّاً أو سعودياً على اسمه والسفيرة الأميركية قالت علناً إنه “في حال وصولي سيتعاونون معي”. ولفت الى أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة وأن البعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة. وعن الكلام الذي نُسب للرئيس بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه، لفت فرنجية إلى أن البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف إلى جانبي عندما تركني الجميع.

وغداة دعوة وجهها رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى البطريرك الماروني لدعوة القيادات المسيحية الى لقاء لبحث الرئاسة في بكركي، سأل باسيل “ليش بدّنا نطوّل الحرب عنّا ونربطها بحرب غزّة؟”. وتابع، “مشكلتنا مع “وحدة الساحات” أنها ما أخذت بالاعتبار وحدة الساحة اللبنانية”.

وبينما يشهد الأسبوع الطالع جلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء، تجتمع لجنة المؤشر غداً أيضاً، لتصحيح الحد الأدنى للأجور، وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر “ضرورة الأخذ في الاعتبار واقع المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والسائقين العموميين والأساتذة المتقاعدين في القطاع التعليمي الخاص عند صياغة مرسوم زيادة الحد الأدنى للأجور الأسبوع المقبل، بإيجاد الأطر القانونية اللازمة لتخفيف أو لتخفيض متوجبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مراعاةً لواقعهم المتردي (لا معاشات تقاعدية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة أو معاشات هزيلة للأساتذة المتقاعدين في التعليم الخاص ولا أعمال ومداخيل تذكر للسائقين العموميين). وأشار في بيان الى ان الاتحاد “لن يألو جهداً في سبيل تحقيق هذا المنحى القانوني حمايةً لشرائحه العمالية المتقاعدة او للسائقين العموميين وسيباشر الاتصالات اللازمة لتحقيق الهدف المرجو”.

Leave A Reply