الرسوم الجمركية تهدّد معارض السيارات المستعملة: “إلى الزّوال درّ”!

كان لقرار رفع الدولار الجمركي على السيارات المستوردة من الخارج، وقع كبير ساهم في ارتفاع أسعارها بعد أن زاد من 1500 ليرة إلى 90 ألف ليرة، مقابل دفع رسوم جمركية “رمزية” على السيارات الجديدة، فيما تحصل السيارات الهجينة على إعفاءات ضريبية وفق قوانين فصلت على مقاس الشركات، ما أدخل قطاع السيارات المستوردة في دوامة القطاعات المهددة بالزوال.

كيف أثرت الاستنسابية في تحديد الرسوم الجمركية بين “الجديدة” والمستعملة” وكيف علّق أصحاب الشأن على الموضوع؟

نقيب أصحاب معارض السيارات المستعملة في لبنان وليد فرنسيس يقول لموقع “الجريدة”: “رسوم الجمارك ارتفعت عشوائياً دون أي دراسة أو خطة اقتصادية ناجحة، فالدولار الجمركي قفز من الـ 1500 ليرة إلى 90 ألفاً، أي أن الرسم تضاعف 90 مرّة، في وقت لا يزال قسم كبير من اللبنانيين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، ما أدى إلى تراجع حركة المبيعات في معارض السيارات المستوردة حتى شهد قطاع السيارات المستعملة تراجعاً وصل إلى 85%، فيما أقفل أكثر من 65% من المعارض أبوابهم متجهين نحو الاستثمار في البلدان المجاورة”.

ويتابع: “في كل دول العالم يبلغ الرسم الجمركي على السيارات المستعملة 5%، وفي مؤتمر “باريس 2″ تم توقيع معاهدة تنص على أن لا تتخطى الرسوم هذا الرقم، ولكن في لبنان يجد المواطن نفسه مجبراً على دفع 50% إضافية من قيمة السيارة كرسم جمركي، و11% TVA، و3% على الاستيراد، و7% على التسجيل، لافتاً إلى أن رسم المرفأ أصبح 400 دولار قبل أن يكون 350 ألفاً، فيما شهادة الجمرك أصبحت بـ 5 ملايين، ناهيك عن عرقلة جميع المعاملات خصوصاً في مصلحة تسجيل السيارات”.

وأضاف: “حتى رسوم الشحن التي قفزت من 600 دولاراً إلى 1300 دولاراً”.

ويعطي مثلاً: “قد تكلّف سيارة مستعملة موديل 2022 أو 2023 صاحبها رسماً جمركياً بقيمة 20 ألف دولار”.

أما السيارات الجديدة وبحسب فرنسيس، فتتمتع بإعفاءات جمركية وفقاً لقوانين خاصة وضعت سابقاً وتخدم مصالح الشركات، مشيراً إلى أنه في معظم الأحيان ورغم التسهيلات المتوفرة لهذه الشركات، إلا أنها تعمد على تقديم فواتير وهمية لاحتساب الرسم الجمركي على أساسها.

وفي تقييم لواقع قطاع السيارات المستوردة يوضح فرنسيس أن “القطاع يواجه مشاكل جدية تهدد استمراريته وتأخذه إلى طريق الاندثار”، مؤكداً أن “معارض السيارات المستعملة في لبنان متجهة نحو الافلاس والإغلاق النهائي في المرحلة المقبلة”.

 ناديا الحلاق – الجريدة

Follow Us: 

Leave A Reply