«عفو» سعودي عن آمال ماهر

من دون إعلان مسبق، حلّت المغنية المصرية المثيرة للجدل آمال ماهر ضيفة على الإعلامي المصري السعودي عمرو أديب، مساء الجمعة الماضي، في خطوة شكّلت إعلاناً غير مباشر عن انتهاء أزمتها الممتدة مع رئيس «الهيئة العامة للترفيه» تركي آل الشيخ، والتمهيد لمشاركتها قريباً في حفلات «موسم الرياض».خلافاً لما يجري عادةً في هذا النوع من المقابلات، فوجئ المشاهدون باللقاء بين أديب وماهر عبر شاشة «mbc مصر». إذ بدا واضحاً أنّ الحوار الذي لم يستغرق أكثر من 20 دقيقة، إمّا مسجّل أو على الأقل تدرّبت آمال على الأسئلة الواردة فيه. وهو ما ظهر في إجاباتها المتحفظة والقصيرة، إلى جانب أداء عمرو أديب الذي وإن قضى سنوات طويلة أمام الكاميرا، ولكنّه لا يزال غير قادر على التظاهر بأنّ الحديث غير معدّ مسبقاً وبأهداف محدّدة. والهدف الأساسي هنا بطبيعة الحال هو تبرئة تركي آل الشيخ من اتهامات التنكيل بصاحبة أغنية «اتقِ ربّنا فيا»، وفتح صفحة جديدة تنهي الملف المأزوم الذي تدخّلت فيه جهات عليا منذ أكثر من خمس سنوات.

أن تستضيف آمال ماهر قليلة الظهور أصلاً منذ ما قبل الأزمة من دون الإعلان عن الأمر، فأنت لا تريد إثارة أي بلبلة، ولا تريد من الجمهور الذي دائماً ما ساند المغنية في وجه «أبو ناصر» توقّع ما سيجري والتعليق عليه. كما أنّ ظهور آمال المصنّفة ضمن أهم ثلاثة أصوات نسائية في مصر، من دون أن تغني، يؤكّد الهدف الأوحد للقاء التلفزيوني. يُضاف لكل ما سبق مدّة الحوار التي يمكن اعتبارها الأقصر بالنسبة إلى أديب مع فنانة. ما يؤكد أنّ المطلوب لم يكن الاحتفاء بها والحديث عن مشوارها، وإنّما فقط إغلاق الملف. هذا ما يفسّر لماذا استغرق أديب نصف الحوار تقريباً في السخرية من شائعة خطفها قبل عامين، كون المتهم هو نفسه راعي «موسم الرياض». ولأنّ الناس لم يصدقوا أنّ آمال بخير وقتها، حتى بعدما ظهرت وقدّمت حفلة يتيمة في الساحل الشمالي، بدا الأمر وكأنّ الجهة المصرية التي دعمت الحفلة تريد إغاظة تركي وليس مساندة المغنية.

في الدقائق الأخيرة من الحوار، كثّف أديب أسئلته للحصول على ما يريد المتحكّم في البرنامج. سألها عن رأيها في التطوّر الفني في السعودية، لتؤكد سعادتها وانبهارها وانتظارها الظهور في حفلات «موسم الرياض». ثم جاء السؤال الأهمّ عن تعاونها الفني مع «أبو ناصر»، فردّت ماهر بأنه كانت هناك تعاونات ناجحة عدّة وتتطلع إلى تكرارها.

بالطبع، لم يلمّح أديب لعلاقة الزواج السابقة بين المستشار السعودي والمغنية والتي أكّدها كثيرون، من دون الحصول على نفي منها، بل تعمّد عدم الحديث عن أولادها وأسرتها. بدأ بتناول ألبومها الذي طرح في أيلول (سبتمبر) الماضي، ثم نفى شائعة الخطف، وتوقّف عند رأيها في «موسم الرياض» و«أبي ناصر». لينتهي الحوار راسماً علامات استفهام أكبر لدى الجمهور. فهل تصالح آل الشيخ مع المغنية المصرية على أن تعود لتتألق على مسارح المملكة وكأنّ شيئاً لم يكن؟ أم كان الهدف إعلان إغلاق الملف فحسب، على أن تتحرّك ماهر فنياً بحريّة، بعيداً عن حصار «أبو ناصر» الذي نسف تاريخها واشترى حقوق أغنياتها وكتم صوتها لسنوات متتالية؟

ستحمل الأسابيع المقبلة إجابة عن أسئلة الجمهور الحائر. لكن ما تأكّد منه المشاهدون أخيراً، أنّهم تحمّسوا وناصروا مغنية لجأت لهم في وقت الضيق. وعندما حصلت على العفو، قالت إنّ شيئاً مما طالها لم يحدث، وكأنّ الجمهور مجرّد «كومبارس» في علاقتها المعقّدة مع تركي آل الشيخ.

لبنى سليمان – الاخبار

Follow Us: 

Leave A Reply