الأنظار شاخصة باتجاه عين التينة وما يقوم به نبيه برّي

تبقى الأنظار شاخصة باتجاه عين التينة وما يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه برّي، إذ ثمّة شغور رئاسي وحكومة تصريف أعمال، والعين مسلّطة على “أبو مصطفى” لاسيما أن للرجل باعاً طويلاً في تدوير الزوايا واجتراح الحلول، وحنكته وخبرته ليستا بحاجة إلى قراءة أو اجتهادات. ولكن طُرحت في الأيام الأخيرة تساؤلات حول دور رئيس المجلس، كونه رئيساً لحركة “أمل”، أي “أفواج المقاومة اللبنانية”، بعدما انخرطت في حرب الجنوب، وتطرّق بري الى المشاركة فيها، ما فُسّر في غير اتجاه وأخذ أكثر من منحى. هل رئيس مجلس النواب أم رئيس حركة “أمل” “المقاوم” ينخرط في جبهة الجنوب وهو الوسيط الذي يلتقي كبار الموفدين الذين يزورون لبنان ويتوجهون إلى عين التينة ويقفون على رأيه وما لديه من أجواء ومعطيات وحلول، ما تبدّى في الآونة الأخيرة وتحديداً بعد لقائه سفراء اللجنة الخماسية، ناهيك عن استقباله وزراء خارجية دول اوروبية يزورون بيروت؟

لا بد من الإشارة إلى أن حركة “أمل” حملت السلاح قبل “حزب الله” في الجنوب، وكان شعار الإمام السيد موسى الصدر “السلاح زينة الرجال”، وقامت الحركة بعمليات إبان حقبة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، فضلاً عن انخراطها في الحرب الأهلية لاسيما في 6 شباط 1984، حيث كانت الحركة إلى جانب الحزب التقدمي الإشتراكي آنذاك، إلى حروب أخرى لاسيما حرب المخيمات التي كانت الأعنف والأشرس.

في السياق، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم لـــ”النهار”، إن رئيس المجلس نبيه برّي “ليس لديه أي ازدواجية، ولم يقرأ البعض ما تطرقت إليه صحفٌ وأخذ أبعاداً وأشكالاً عدة، فقطعاً أنه لم يقل إننا سنشارك في الحرب في الجنوب، بل ما اعتبره بشكل واضح ودقيق أنه في حال كان هناك اعتداء علينا سنكون إلى جانب حزب الله وسنتصدى للعدوان الإسرائيلي، وهذه مسألة واضحة وأساسية، لأنه لا يمكن لحركة أمل وسواها إلا الدفاع عن قرى الجنوب وأبنائه الذين لهم تاريخ مجيد في هذا السياق، فهو قال بوضوح إذا تعرضنا لعدوان مباشر على لبنان عندئذ سنكون إلى جانب حزب الله وسنقاتل، ولكن ليس لدينا القدرات والسلاح كما الحال بالنسبة الى حزب الله، وبمعنى أوضح، لم يقل سنخوض الحرب وسنشترك فيها، أي حرب الجنوب وغزة وسوى ذلك، بل هو حق مشروع ما قاله رئيس المجلس انه في حال قامت إسرائيل بعدوان على الجنوب فمن الطبيعي أن حركة أمل ستتصدى له، وكلنا معنيون من خلال هذا الموقع السياسي من أجل المواجهة إذا فُرضت علينا وحصل العدوان”.

وتابع هاشم: “لا ننسى أو نتجاهل أن الرئيس برّي تحدث عن المقاومة الديبلوماسية. نعم هو وسيط ومحاور ديبلوماسي ورئيس السلطة التشريعية ويلتقي كبار الزوار الذين يأتون إلى لبنان ويناقشهم ويقول كلمته بوضوح، ويخوض المقاومة الديبلوماسية، ما سبق وأكد عليه، أما بالنسبة الى ما قيل من البعض كيف لنا أن نميز بين رئيس المجلس كوسيط وديبلوماسي ومن يحاور الضيوف ويخوض المعركة، فذلك فُهِم في غير سياقه”. وجزم قائلاً: “أبداً لم يتحدث عن ذلك، بل موقفه لايزال يتم تداوله على وسائل الإعلام، كما نص عليه حديثه إلى الصحيفة المذكورة”.

وعندما تقول للنائب هاشم إنه بالأمس سقط عناصر لحركة “أمل” يردّ: “نعم لحركة أمل قافلة من الشهداء في الاجتياح الإسرائيلي وسواه وفي 2006، وبالتالي الشهداء الذين سقطوا قبل يومين إنما كانوا بعيدين عن الحدود حيث الجبهة، وذلك نتيجة عدوان إسرائيلي، فالمسائل يجب توضيحها واستيعابها، لأن ما يقال لا أساس له من الصحة، بل ثمة من يريد التشويش ورئيس المجلس يقول كلمته بشفافية وصدقية ولا يخاف منها مهما كانت، وهذا ما أردت توضيحه من دون زيادة أو نقصان”.

يبقى ان ثمة معلومات تشي بأن هناك لقاءات تحضيرية تحصل داخل حركة “أمل” على كل المستويات، ويشارك فيها مقربون من الدائرة الضيقة لرئيس المجلس وبعض أنجاله، من أجل أن يخوضوا الغمار السياسي، وبمعنى أوضح، ثمة بوادر نهوض بدأت تظهر في أوساط “أمل”.

وجدي العريضي – النهار

Leave A Reply