أسعار الغذاء العالميّة في أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات

أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أنّ مؤشّرها المعتمد لقياس أسعار الغذاء في العالم انخفض إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، بفعل انخفاض أسعار مجموعة من أصناف الحبوب واللحوم. وأشارت الوكالة إلى أنّ من بين العوامل الأساسيّة التي أدّت إلى هذا الانخفاض يرتبط بالبيانات الرسميّة الآتية من كندا والصين والولايات المتحدة وتركيا، حيث ارتفعت تقديرات إنتاج الذرة إلى مستويات تفوق المتوقّع.

وكانت المنظمة قد أشارت في تقرير آخر إلى أنّ إنتاج الحبوب العالمي ارتفع العام الماضي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، بعدما حقق ارتفاع بنسبة 1.2% مقارنة بالعام السابق. وجاءت هذه المؤشّرات المطمئنة عقب نحو سنتين من هيمنة المخاوف المرتبطة بتأثيرات الحرب الأوكرانيّة الروسيّة، على إمدادات القمح العالميّة، وأسعار الحبوب بشكل عام. وعلى أي حال، من المهم الإشارة إلى أنّ المؤشّرات التي تستند إليها المنظمة تتصل بإنتاج وأسعار الإغذية والحبوب بشكل عام، في حين أنّ تلك المخاوف ارتبطت بالقمح وبعض أصناف الحبوب على وجه خاص.

وبيّن تقرير المنظمة أن لحوم الدواجن والأبقار والخنازير شهدت وفرة في الإمدادات، وهو ما أسهم في انخفاض أسعارها في السوق العالمي للشهر السابع على التوالي. كما شهد إنتاج الحبوب الخشنة، أي جميع أنواع الحبوب غير القمح والأرز، ارتفاعاً كبيراً بمقدار 12 مليون طن. أمّا أسعار القمح على وجه خاص، فشهدت أيضاً انخفاضات ملموسة في شهر كانون الثاني الماضي، بفعل تنافس الدول المصدّرة.

في النتيجة، بيّن التقرير أنّ مؤشّر أسعار الغذاء العام انخفض الشهر الماضي إلى حدود 118 نقطة، مقارنة بـ 119.1 نقطة خلال الشهر السابق. وهذا يعني أنّ المؤشّر سجّل أدنى مستوياته منذ شباط 2021. ومن المفترض أن يخفف هذا التحوّل من ضغط أسعار المواد الغذائيّة على معدلات التضخّم العالميّة، التي تجهد المصارف المركزيّة حول أنحاء العالم لضبطها بسياسات التشديد النقدي، أي رفع الفوائد. كما سيمثّل تطوّراً إيجابياً للدول النامية، التي تستنزف واردات الغذاء احتياطاتها بالعملة الصعبة، وتضغط على أسعار عملاتها المحليّة.

Leave A Reply