شعارات الغرب سقطت في غزة!

أبطال غزة لم يصمدوا فقط أمام آلة الحديد والنار العسكرية الإسرائيلية الهمجية، التي تدمر كل مقومات الحياة الإنسانية، بشراً وحجراً، بل هزموا أصحاب الشعارات الطنانة في الغرب، وخاصة في أميركا وأوروبا، والذين يتغنون ليل نهار بشعارات الحرية، وحقوق الإنسان، وحق الشعوب الطبيعي في الحصول على إستقلال بلدانها، والعيش بأمن وسلام، وتطبيق معايير المساواة والعدالة بين بني البشر.

عندما يُسجن مشاغب على دولته في بلد ما، تقوم قيامة الحكومات الغربية، وأتباعها من المنظمات والجمعيات، وتتهم الدولة المعنية بانتهاك حرية التعبير، والتضييق على الحريات الشخصية، إلى آخر المعزوفة التي تُظهر مروجيها بأنهم ملائكة الله على الأرض، ومهمتهم تحقيق العدالة والمساواة بين البشر.

وعندما يتم إعدام مجرم يعيث فساداً في مجتمعه، تُقرع طبول الإدانة والإستنكار، إلى حد تجريم الدولة والقائمين عليها، لأنهم لم يحترموا حق الحياة الطبيعي للإنسان.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالممارسات الوحشية للإحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، تنقلب المقاييس، وتتغير المعايير، وتصبح قاعدة المكيالين، أو أكثر لا يهم، هي أساس المواقف المنحازة بشكل أعمى للإحتلال، دون أدنى إعتبار لشرعة حقوق الإنسان، الموقعة من الدول الغربية بالذات، ودون التوقف عند التفاصيل اليومية لعمليات الإعتقال والقتل العمد ضد عشرات الشبان والأطفال الفلسطينيين.

مضى إسبوعان ونيف على القصف الوحشي والمدمر لقطاع غزة، قَتَل ٤٥٠٠ شهيداً، وأصاب ١٤ ألف شهيد، وهدم عشرات الأبراج، وآلاف الأبنية والبيوت على رؤوس أصحابها، وحوّل عدة مناطق إلى إنقاض، ولم يتورع عن قصف المستشفيات والكنائس، وآخرها المستشفى المعمداني والكنيسة المجاورة له، ومع ذلك لم يصدر موقف إدانه واحد من الدول الغربية، التي نصّبت نفسها كمرجعية للمجتمع الدولي، وحارسة للحريات المزعومة.

مليونان ونصف المليون من البشر يُعانون من حصار خانق وغير إنساني، يمنع عنهم الماء والغذاء والكهرباء والمواد الطبية الضرورية، عجزت واشنطن وشركائها الأوروبيين عن إقناع حليفتهم الإسرائيلية المدللة بإدخال شاحنة مساعدات واحدة فقط.

بل عمدوا ، وبكل صفاقة، إلى فتح ترسانات الأسلحة والذخيرة والتسابق إلى إرسال قنابل القتل والدمار إلى تل أبيب، فضلا عن حاملات الطائرات، التي تتحدى نضال شعب يبذل الغالي والرخيص، ويُضحّي بجيل وراء جيل، في معركته المستمرة لإنتزاع حقه الطبيعي بدولته المستقلة من أبشع إحتلال إستيطاني عرفه التاريخ.

تحية لأبطال غزة المياومين، والخزي والعار لأصحاب الشعارات الزائفة.

د. فاديا كيروز

Leave A Reply