مسيرة شعبية حاشدة في النبطية دعماً لغزة وتنديداً بجرائم العدو

مصطفى الحمود

انطلقت بعد ظهر اليوم من امام المسجد الكبير من في مدينة النبطية مسيرة شعبية بدعوة من مفتي وامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق تنديدا بالجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة
المسيرة التي تقدمها حملة الاعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات المقاومة وفرق لكشافة الامام الحسين ، وشارك فيها ممثلون عن نواب المنطقة وعن الاحزاب والقرى الوطنية والاسلامية والاندية والجمعيات ، وجابت الشارع الرئيسي للمدينة وسط بث الاناشيد الحماسية وصولا الى باحة النادي الحسيني حيث القى الشيخ صادق كلمة قال فيها :

من جنوبنا الأبي، من قلبه النابض، من مدينة النبطية، المدينة المسكونة بحب الحسين أبي الأحرار، مدينة التأييد والمناصرة الحميمة لحركات التحرر العربي وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين كما يشهد به تاريخها الوطني المعاصر، تطلق عالياً مع كل شعوب أمتنا الإسلامية والعربية وأحرار العالم صرخة الإدانة والشجب والغضب في وجه العدو الصهيوني الغاشم حيال المجزرة الغير مسبوقة التي ارتكبها بحق أهالي غزة العُزّل.. هذه المجزرة الرهيبة على فظاعتها ليست وليدة ساعتها.. إنّها تأتي في سياق الأعمال الإرهابية والإجرامية والمجازر والمذابح التي دأب هذا الكيان الدموي الشّاذ على ارتكابها منذ مذبحة دير ياسين وكفرقاسموالطنّورة .. التي افتتح بها كيانه المشؤوم عام 48 مروراً بمجزرة الأطفال في مصر وصولاً إلى مجزرة قانا المروّعة إلى مجزرة المشفى المعمداني بالأمس تتويجاً للحصار الحديدي على غزة الذي قطع عنها كل سُبل الحياة.. إنّ إراقة الدماء وقتل الأطفال والإبادة الجماعية هي سمةٌ من سمات هوية هذا الكيان الشّاذة تقول في التوراة المحرّفة في سفر يوشع في الإصحاح السادس فقرة 20 و 24 ” وكان حين سمع الشعب – أي اليهود- صوت البوق أن الشعب هتف هتافاً عظيماً وسقط السّور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة، كلّ رجل من وجهته وأخذوا المدينة وحرّموا -أي قتلوا- كل ما في المدينة من رجل وإمرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها. إنّما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة الرّب” هذه عيّنة فقط من نصوص دموية كثيرة مبثوثة في توراة أحبارهم المزورة يُطلعك على الغريزة الدموية التي طبعت شخصيتهم وتأصلت في وجدانهم تترجمها الأعمال العدوانية والمجازر الرهيبة كمجزرة المستشفى بالأمس وسابقاتها التي لا تحصى، وتبوح بها ثقافتهم وكتبهم.
هكذا هو الكيان الذي تتباكى عليه أمريكا والغرب المتحضّر، نصير الحقوق الإنسانية .. لو أن تعاطفه معها هو محرقة الهولوكوست المضخّمة، فما قولهم في محارقٌ ومجازرٌ لا تنقطع يقترفها هذا الكيان بحقّ الشعب الفلسطيني؟!! لا يرف لهم حيالها جفنٌ.. إنّها أرادت من زراعته في المنطقة أن يكون فيلقاً متقدماً داخل الأمة العربية والإسلامية مهمتهُ الأساسية ودورهُ الإستراتيجي إشعالها بمؤامرات ومشاكل مستديمة تعيق تقدمها وإعادة بناء مجدها الحضاري الشامخ الذي ساد العالم يوماً والعمل على إبقائها متفرّقة ليسهل على الغرب التحكّم بسياساتها وابتزاز ثرواتها.
إنّ على الشعوبِ العربية والإسلامية التي وحّدها الغضب العارم أن تتخذ من هذا الغضب المقدس مُنطلقاً لحمل حكّامها على نبذ مشروع التّطبيع الخياني المذل مع هذا العدو الغاشم، وسحبِالسفراء من عاصمتها الفاشية وطرد سفرائها من عواصم العروبة الأبيّة وجمع كل الإتفاقات المُذلّة معه ورميها في مزبلة التاريخ، على اختلاف مشاربهم ومؤسساتهم المدنية وقناعاتهم السياسية موحدين تحت سقف القضية المركزية ومواجهة الولايات المتحدة وحلفائها الذين يتقاطرون على المنطقة تأييداً لهذا الكيان ويتهددون الشعب الفلسطيني ومعه كل الشعوب العربية والاسلامية الغيورة بحاملات الطائرات والجنود المدرّبة، مواجهته بموقف سياسي واحد جليّلإيقاف المحرقة والابادة الجماعية التي تشهدها غزة.. والعمل بثبات وخُطى متوالية على نصرة الشعب الفلسطيني وانتزاع حقوقه وتحرير أرضه المغتصبة وإعادة الإعتبار لمقدساتهم الإسلامية والمسيحية… سيلقى الموقف الموحد المهيب للشعب الغاضب مع مسؤوليه إن استجابو لغضبه وعانقوه، سيلقي الرهبة والمهابة في صفوف المستكبرين حاضني كيان الغدر والقهر والظلم والمجازرعلّهم يُصغوا لمطالب شعب وأمة عزمت على المواجهة واستعادة الكرامة التي تليق بها وبتاريخها.. وإلا فالحل هو الشعار التاريخي الشجاع:” ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” والذي أثبت صدقيته –بكل فخر وأعتزاز- شعبنا الأبي في الجنوب وتسير على نهجه المقاومة الفلسطينية البطلة.

 

Leave A Reply