الجمعة, أكتوبر 4

منظمة الحزب الشيوعي اللبناني أحيت الذكرى الــ41 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بإحتفال في كفررمان

النبطية – مصطفى الحمود

أحيت منظمة الحزب الشيوعي اللبناني الذكرى الــ41 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بمهرجان حاشد أقيم في ساحة بلدة كفررمان وحضره مسؤول منطقة النبطية في ” الشيوعي” المهندس يوسف سلامة ، اعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادات في الحزب الشيوعي، وممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والاندية والجمعيات الكشفية والرياضية والبيئية والنسائية، رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين النقابي كاسترو عبدالله، رئيس بلدية كفررمان هيثم ابو زيد، وحشد من المواطنين.
بعد النشيد الوطني ، ونشيد ” الحزب الشيوعي” ، وكلمة ترحيب وتعريف من المُربي حسين شكرون، جرى عرض وثائقي عن شهداء ” الشيوعي” في كفررمان، وكانت كلمة لعوائل الشهداء ألقتها غيدا غبريس ، تلاها كلمة الحزب الشيوعي ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في ” الحزب” حسن خليل فقال:
نحتفل اليوم في ذكرى انطلاقة جمول، ذلك النداء الذي أطلقه بيان التأسيس، بالدعوة إلى السلاح دفاعاً عن كل لبنان، والذي كان الرد الطبيعي على دخول المحتل بيروت، والتخاذل الرسمي اللبناني المزمن والتواطؤ العربي المعلوم: فبداية، نتوجه بالتحية، إلى شهدائها وجرحاها وأسراها، إلى ذلك المسير الذي سارت خلفه أجيالاً من الشيوعيين والوطنيين اللبنانيين، للقتال في وجه العدوان الصهيوني، الذي اغتصب فلسطين بتواطؤ دولي، واستكمله بالاعتداءات المتكررة على قرانا المحاذية، فكان الرد بالحرس الشعبي وكانت الأنصار وكانت جمول وكانت أولاً بيروت؛ فلكل من آمن بهذا الخيار ودفع ضريبة المواجهة من دمائه وتعبه وكده، ومن كل القوى المقاوِمة، ألف تحية في هذه المناسبة الغالية، وللنبطية ولكفررمان بلدة الشهداء والمقاومين تحية، فصور شهداؤك تملئ جدران كل لبنان، لأنهم قاتلوا عن كل لبنان، فمن قلعة الشقيف إلى أقاصي عكار، مسيرة نضال ومقاومة خاضها الشيوعيون اللبنانيون، ورفاقهم في القوى الوطنية وكل قوى المقاوِمة، فلكل ذلك التاريخ تحية خالصة عابرة للمناطق والمذاهب وحدود الفدراليات الطائفية؛ فهنا على سفوحك وساحاتك وسهلك… كان كل أبناء لبنان، يناضلون ويتعلمون التضحية… وقافلة من أبنائك الشهداء والأحياء الموجودين بيننا اليوم وهم كثر، لا نعرف أسماءهم لكن من المؤكد أننا ندرك افعالهم.

وقال: في هذه المناسبة ما عسانا قائلين؟ الاحتلال لا يزال، يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، ولا تزال سماؤنا مستباحة لطيرانه، وتهديداته اليومية تتكرر بغزو لبنان. فيما نظامنا السياسي الحاكم وسلطته بكل أطرافها، يتعاملون مع هذا الموضوع بالكثير من تقديم التنازلات وليس آخرها ما قُدّم للوسيط، “غير النزيه” هوكشتاين، وهو الموفد – السائح في ربوعنا، المنحاز للعدو كونه يحمل جنسيته؛ فمن اتفاق الإطار إلى الترسيم البحري، الذي حمل الكثير من الالتباس، إلى المطروح اليوم من ترسيم بري أيضاً مشتبهٌ فيه، وصولاً إلى الكلام عن الربط مع أنابيب الغاز… نرى وبوضوح مساراً تطبيعياً وإن لم يُعلن رسمياً بعد. وعليه نقول، من هنا من ساحة كفررمان، بأن خيار المقاومة الوطنية سيبقى الرد على أي عدوان، ورفضنا لكل مسارات التطبيع بالمباشر أو بالواسطة. وعليه نؤكد موقفنا الثابت من المقاومة:

اضاف: إن موضوع مقاومة الاحتلال الصهيوني والتصدي لاعتداءاته كان ولا يمكن إلّا أن يكون من أولوياتنا كشعب لبناني وقواه الوطنية؛ هو خيار وطني، في البرنامج والأهداف والقوى، وبهذا المعنى، نحن كشيوعيين لا يمكن أن نكون خارجه. إن إي توظيف لهذا الموضوع في توازنات الداخل سيعرضه إلى التشويه؛ فلا استقواء بالسلاح، كفائض قوى، لتعديل موازين الاصطفافات الداخلية، وفي المقابل، لا تفريط بالمقاومة أو المساومة عليها استجابة لأجندات خارجية، لأن هذا الخيار هو بعهدة ما يقارب القرن من النضال لشعبنا العربي والفلسطيني واللبناني ودفعنا في سبيله أثماناً باهظة. إن المواجهة مع هذا العدو هي مواجهة مع المشروع الأساس الذي جاء منذ قرن من الزمن: مشروع استعماري غربي، أوجد كيانا مصطنعاً في فلسطين، وعليه، فالحل لن يكون إلا بإسقاطه كموقع متقدم للإمبريالية الغربية في منطقتنا وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الوطني

واضاف: يستمر الوضع السياسي في لبنان بالتأزم وبالمزيد من التعطيل، وسط استقالة كلية لقوى السلطة عن ممارسة مهامها، وبالتحديد ما هو متعلق بقضايا الناس وهمومها اليومية ربطاً بتعقيدات المنطقة. فالأزمة السياسية الداخلية المستمرة، والتي وصلت حدتها إلى مرحلة باتت تنذر بعواقب خطيرة على الوضع بشكل عام، والمترافق مع تفاقم الوضع الاقتصادي والمالي وربطاً الاجتماعي لأكثرية اللبنانيين، الذي أصبحوا اليوم أكثر انكشافاً، صحياً وتربوياً ومعيشياً وأمنياً، في ظل عدم وجود أي مؤشرات لحلول ولو كانت جزئية، ما يفتح الوضع على تداعيات خطيرة ومتنوعة: فالتوتير الأمني والحوادث المتنقلة، والجو السياسي الفالت والمحموم الذي رافقها، يؤشر إلى مدى خطورة الوضع ومدى الاستثمار فيه، من كل القوى السياسية المتحكمة، ولو أدى ذلك إلى حروب صغيرة متنقلة على حدود الطوائف والمذاهب وقواها، ما قد يجعلها مقدمة لنزاع خطير بأبعاده السياسية – الطائفية واستكمالاً الأمنية. إن الاستثمار في هذا الموضوع أصبح أمراً مكشوفاً وعلى ما يبدو مطلوباً، والذي يمكن في لحظة معينة أن يخرج عن السيطرة. لقد حذرنا مراراً من لجوء بعض قوى السلطة إلى هذا الأمر بهدف الضغط لتمرير التسويات أو لتحسين الشروط، إلّا أن ذلك، ربما يذهب باتجاهات خطيرة، في ظل ظروف الاشتباك السياسي الحاصل في لبنان والمنطقة، والمناخ السائد والذي بلغ فيه الخطاب الطائفي والمذهبي ذروته، ما يجعل المناخ الشعبي، ولو جزئياً، جاهزاً للتفاعل “النشط” مع خطاب التوتير. النزوح السوري، على الدولة اللبنانية، بكل أجهزتها أن تعمل على بلورة معالجات جدّية لقضية النازحين السوريين، بعيداً عن الاستثمار السياسي أو تنفيذاً لمصالح خارجية، والعمل على عودتهم إلى بلدهم، ليس بالتعاون مع الأمم المتحدة فقط بل كذلك مع الحكومة السورية التي تُعتبر المعنية الأولى عن هذا الملف، وأن تواصل الضغط على المنظمات الدولية بهدف تأمين استمرار التمويل الدولي لمساعدة النازحين مع المجتمعات المحلية الحاضنة لهم.

وتطرق الى موضوع الانتخابات الرئاسية فقال: التي لا تزال تشكل العنوان الأبرز على الساحة السياسية في لبنان. كما لا تزال النقاشات الدائرة حولها حتى الآن غير مجدية بانتظار الخارج، والذي تتبدل أولوياته وفق مصالحه ويتنوع موفديه وفق توازناته. في مطلق الأحوال، كل المؤشرات تؤكد بأن لا حلاً داخلياً لهذا الموضوع، بعد فشل ما سمّي بالحوار، حتى وإن نضجت أي تسوية سيكون الخارج عرّابها. إن عجز الداخل المعروف وانقسام مصالح الخارج هو من يعرقل إنجاز هذا الاستحقاق، وما الحراك السياسي المستجد، من زيارات الموفدين والوزراء والوسطاء… وغيرهم، يؤشر إلى عمق التناقضات التي تحكم الحياة السياسية في الداخل، وانعكاس أزمات المنطقة والتي ربما ستكون مفتوحة على اشتباك كبير، أو تسويات بحكم الاصطفافات المتعدة والمسارات المستجدة.

واردف: إن ثروة لبنان النفطية والغازية، إن وجدت، فهي ملك الشعب اللبناني، وليست ملكاً للمنظومة السلطوية الفاسدة العاملة على نهبها مع رعاتها الدوليين، كما نهبت المال العام. إن عائداتها يجب أن تكون للتنمية وللخدمات العامة والبنية التحتية من ماء وكهرباء ونقل وصحة وتعليم. لذلك على الدولة اللبنانية بلورة سياسة وطنية وتنفيذها لإدارة الثروة الطبيعية بجميع أشكالها. كما يهمنا التأكيد بأن هذا الملف ليس بيد أحد أو خدمة لأحد، وما صرح به المندوب الصهيوني هوكشتاين حول الربط بأنابيب الغاز هو تطبيع مع العدو وهو مرفوض ومدان. الترسيم البرّي مع فلسطين المحتلة، فإننا نتمسك بالترسيم الذي جرى عام 1923، وبخط الهدنة عام 1949 بديلاً عن الخط الأزرق، الذي يحاول العدو الصهيوني فرضه اليوم كحدود جديدة على لبنان بالرغم من نقاط التحفظ الكثيرة عليه، رافضين، في الوقت نفسه، التخلي عن أي حق من حقوق لبنان في ثرواته ومياهه وحدوده الوطنية.

وفي الموضوع الاقتصادي الاجتماعي اعلن عن مزيد من الانهيار، مزيد من الدولرة ومزيد من الأعباء. القطاعات التربوية نحو التعطيل، الاستشفاء، المرافق العامة، لا سياسات واضحة في هذا المجال… الوضع إلى مزيد من التفلت في ظل غياب أي متابعة فعلية من حكومة مستقيلة من كل مهامها. المستفيدون هم أصحاب الأموال والتجّار والمحتكرين المحميين، الذين يعملون لتدفيع الشعب اللبناني فاتورة سياساتهم وصفقاتهم وسرقاتهم. استجابة لوصفات صندوق النقد والدول والمؤسسات المانحة وشروطها، والتي تُعطي لتأخذ بالسياسة ولتجعل البلد رهينة في ملفات عديدة.

وقال: وبناء على ما تقدم نقول: النظام السياسي بصيغته المعمول بها قد سقط، ولا حلّ إلا بقيام نظام نقيض، وطني ديمقراطي ومن خارج القيد الطائفي من خلال بناء موازين قوى سياسية واقتصادية واجتماعية تطرح برنامجاً سياسياً بديلاً للإنقاذ من موقع نقيض منحاز لأكثرية شعبنا ومصالحه. هذا يتطلب قيام جبهة وطنية، من أحزاب وقوى وشخصيات سياسية ونيابية واجتماعية، مركزياً ومناطقياً تأخذ على عاتقها خوض الصراع وطرح البديل، ببناء الدولة الوطنية والاقتصاد المنتج والعدالة الاجتماعية.

وختم : نحن على مشارف مئة عام على تأسيس الحزب، كبر بالعمر وما شاخ. قاتل وناضل وقدم الشهداء والجرحى والأسرى… وما ساوم. تعب وكَثُر الضجيج من حوله، طاله التآمر والتنكيل والقتل، ما هادن أو انكفأ. تقدم الصفوف في كل المواجهات، فالشيوعيون دوماً إلى الأمام، فازدادت التضحيات ورحل الكثير من الأحبة والرفاق. أما ظلم ذوي القربى فكان أكثر إيلاماً ومع ذلك ما هان وما تراجع؛ لقد وضعتم أيها الشيوعيون أعينكم صوب الشمس فكانت طريقكم واضحة، ما التبست عليكم القضايا، كنتم وما زلتم وستبقون: حزب القضايا الكبرى، حزب الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، حزب فلسطين والتحرير، حزب التحرر الوطني وفك التبعية وكسر الهيمنة، هي طريقكم الواضحة، عليها سرتم وقدمت كل ما ملكت أيمانكم وقلوبكم وعقولكم، هي درب فرج الله الحلو وجورج حاوي واحمد المير الأيوبي وقوافل من الشهداء على امتداد خريطة الوطن وقضاياه، فكر حسين مروة ومهدي عامل ونور طوقان وغيرهم الكثير من المبدعين والمفكرين والفنانين، صلابة حكمت الأمين وأبو جمال بدران وجهاد الحجيري… ورفاقهم المقاومين، مئات النجوم الحمراء التي رحلت وزينت سماء كل لبنان، والموجودون بيننا اليوم، وعلى امتداد مساحة الوطن وساحاته، الممسكين بجمر المواجهة من أجل الوطن الحر والشعب السعيد. هذا الحزب لن يتعب وسيصمد بإرادتكم، سنحميه بقلوبنا وبسواعدنا، وأيدينا ممدودة لكل من يؤمن بتلك القضايا ويعمل على تحقيقها بعيداً عن الكيدية والنكد والتعطيل؛ فلنناضل لتحقيق حلم شعبنا ببناء دولته الوطنية الديمقراطية العلمانية، واستعادة كرامته المهدورة. انتم خميرة هذه الأرض وملحها، أنتم ضمير هذا الوطن.
عاشت ذكرى 16 أيلول، التحية لمطلقيها، ولشهدائها، ولشهدائها المعتقلين عند العدو: جمال ساطي، فرج الله فوعاني، الياس حرب، حسام حجازي، ميشال صليبا، يحي الخالد، أياد قصير، حسن ضاهر وحسن علي موسى… الدرب طويل وشاق وعليه نحن سائرون وما بدّلنا تبديلاً.

بعد ذلك جرى تقديم مشهد مسرحي بعنوان ” خلص الحكي” ، ثم قدمت فرقة يافا الفلسطينية لوحات فولكلورية من وحي المناسبة.

Leave A Reply