جدار لودريان يُسقط محاولات “قنص” دعوة بري للحوار.. ماذا عن السعودية؟

سقطت كل محاولات القنص السياسي لإغتيال دعوة الرئيس نبيه بري الى “حوار الأيام السبعة”، أمام الجدار الذي رفعه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي تبناها وبدأ بتسويقها بين الكتل النيابية، بإعتبار أنها تتكامل مع مهمته التي جاء الى لبنان لتنفيذها، وتشكل خارطة طريق يمكن البناء عليها للخروج من أزمة الشغور الرئاسي.

هذه الايجابية، تؤكد بما لا يقبل الشك، أن دعوة بري لم تكن إعتباطية بل كانت تحظى بغطاء بعض أعضاء “اللجنة الخماسية” التي يتحدث لودريان بإسمها، ما يشير الى أن الكوّة التي سبق وتحدث عنها الرئيس بري إثر لقائه الموفد الفرنسي في زيارته الثانية بدأت تتسع للنفاذ منها الى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ما أنجزه لودريان في زيارته حتى الآن، أظهر أن بعض المعارضين لدعوة الحوار بدأ يفتش عن آلية للنزول عن شجرة المواقف المرتفعة، خصوصا بعد التطمينات التي طلبها البعض، وقدمها لودريان بأن الحوار سيكون مجديا وسيتبعه جلسات إنتخابية متتالية ومفتوحة ومن دون تعطيل نصاب بما يساعد على تصاعد الدخان الأبيض من قبة البرلمان اللبناني.

وما عزز هذه التطمينات، هو أن الرئيس بري في دعوته أعطى المعارضة أكثر مما أعطى فريقه السياسي، سواء بعدم تسمية أي مرشح، أو بالجلسات المفتوحة التي تشكل مطلبا مزمنا للمعارضة، وإعتصم في سبيلها النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا لأيام طويلة في المجلس النيابي بتعاطف ودعم النواب التغييريين والمعارضين، ما يشير الى أن ما قدمه بري سحب كل الذرائع وحشر الجميع ووضع المعارضين أمام مسؤوليتهم الوطنية سواء في الداخل أو أمام اللجنة الخماسية التي يبدو أنها لن تتساهل هذه المرة مع من سيعطل إنتخاب رئيس الجمهورية.

وفي ظل هذه الأجواء، يفترض اليوم أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الموقف السعودي والموقف السني تجاه الدعوة الى الحوار، حيث تتجه الأنظار الى اليرزة حيث يستضيف السفير السعودي وليد البخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان لتكريمه بمناسبة تمديد ولايته، بمشاركة 24 نائبا سنيا، إضافة الى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، حيث تشير المعلومات الى أن دعوة بري الحوارية ستكون الطبق الرئيسي في اللقاء، فإما أن تحظى بالغطاء السعودي وبمشاركة سنية كثيفة فيُكتب لها النجاح، أو أن تذهب الأمور في إتجاه آخر سيكون أكثر سلبية.

وتقول المعطيات إنه بخلاف كل التحليلات التي تضع العلاقة بين فرنسا والسعودية في خانة التوتر، فإن العلاقة بين الطرفين أكثر من جيدة، وقد تُرجمت باللقاء الباريسي الذي عقد بين المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل والمستشار السعودي نزار العلاولا والسفير البخاري، وبالتالي فإن هذا التنسيق قد يكون أنتج توافقا على دعم الحوار، سيُترجم حثّا للكتل النيابية على المشاركة فيه، خصوصا أن “الثالثة ثابتة” بالنسبة للموفد الفرنسي، فإما أن يؤمن النجاح لحوار الرئيس بري وتذهب الأمور الى الانتخابات الرئاسية بمرشح أو أكثر، أو أن تنتهي مهمة لودريان بالفشل والى غير رجعة، ما سيضاعف من الأزمات التي حذر منها لودريان حيث أكد أمام بعض نواب التغيير أن “لبنان أمام خطر وجودي حقيقي”!..

غسان ريفي – سفيرالشمال

Leave A Reply