إمام الوطن والمقاومة -محمد الخليل

في مثل هذا التاريخ : ٢٥-٨-١٩٧٨
غادر الإمام القائد السيد موسى الصدر لبنان إلى قلب كلّ شريف وثائر
غادر لبنان متخذاً من عقل كلِّ أبيّ وطن ومرتعا
غادر جسداً وبقيّ روحاً وحضوراً وفكراً وثورة
موسى الصدر عصرٌ من العطاء ودهرٌ من الفيض
موسى الصدر بريقٌ لا يُبليه الغياب ولا يحدّه الزمن

من غار حرّاء ومحراب علي وأرض كربلاء نتنسم عبق حضورك الساطع وعطر عباءتك البهية .
إمامي وقائدي الذي انعتقتُ إليه مذ بدأت مسيرتي الجهادية وعقدت العزم على خطاك وتهلّ علينا ذكراك أبا صدري مضمّخة بكل العذابات والقهر والصبر ..
كلّما انتابني فيض من شعور الشوق أذوي إليك وأعود بذاكرتي إلى معاناة وصبر وجهاد وبلاء محمد ، ومحراب شهادة علي وكربلاء سيد الشهداء عرين الحقّ في مواجهة عتاة القوم ..
أيا عمرا مضى وعمرا بقي مزهوا بالفكر المتقدّم والعقل الفذ .
يا لعذابات السنين والإنتظار ، عزّ عليّ عزيز الروح غيابك، منك نرتشف الحبّ ونعتنق الإيثار ومن بحر جودك نغترف الجهاد .
أنت ميزان الحق وهم الظلمة وأنت يعسوب الدين وهم القتلة وأنت سيف الله البتار وهم الكفرة وقبلتك الحقّ والعدل ووجهتك ..*خذ علما يا أبا عمّار إنّ شرف القدس يأبى أن يتحرّر إلاّ على أيدي المؤمنين*.
وقد أودعت الوصية الأساس وسار على نهجها الشهيدين محمد سعد وخليل جرادي وكل الشهداء ..أن *كونوا مؤمنين حسينيين* ، ومناشدتك المجاهدين ..*أنتم يا أخواني الثوار كموج البحر متى وقفتم انتهيتم*.
وقد صدحت بالقول : *سأبقى القلم الذي يغرف من حبر الحقيقة مهما كانت مرّة*..
أيا حبة العين ومهجة القلب وكل الحنايا ، يا باعث الدين ومجدده هوّن ما نزل بك أنّه بعين الله وليكن مجد الله لك وصرح السماء عرشك وأنت أيقونة الكون سيدا للملأ وحصورا .
أنت أول من أسّس لعرين الشيعة في لبنان والراعي لنهضتهم ، والحريص على تجمعهم ونهضتهم ، كما حرصك على السلم الأهلي والعيش المشترك وعلى الوجود المسيحي قبل المسلم وناديت بمجتمع الحرب في جوار عدو الأرض والإنسانية .
نستلهم منك العِبَر ونقتفي آثار كلماتك ولا نكتفي من تعاليمك وقد أوصيتنا بأن كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا..
أطلت الرحلة إمامي وقد أعيانا الإنتظار لن نقول وداعا بل إلى اللقاء وربّ العزّة كافلك وحاميك وقد آن للغدر المغيب وللسجّان الرحيل وللعودة إشراقة عند الأصيل .

رئيس جمعية ملتقى أبناء شحور
محمد الخليل

Leave A Reply