لودريان يشكو القيادات اللبنانية الى اللجنة الخماسية!

غسان ريفي – سفيرالشمال

ضاق المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ذرعا بالسلوك السياسي لرؤساء الكتل النيابية القائم على النكد والتخبط والتعطيل، لكنه رغم ذلك سيعود الى لبنان يوم غد الثلاثاء.

زيارة لودريان الثانية لن تكون للاستطلاع فقط وإنما من أجل وضع المسؤولين الذين سيلتقيهم في أجواء إجتماع اللجنة الخماسية الذي وبحسب المعلومات تخلله أكثر من تعبير عن غضب مما يشهده لبنان من تمدد للفراغ في ظل رفض مطلق للحلول المطروحة.

وتشير المعلومات الى أن لودريان نقل صورة سيئة عن تعاطي المسؤولين اللبنانيين مع الاستحقاق الرئاسي، وهو اذ أكد ان الثنائي الشيعي وحلفاءه يزدادون تمسكا بترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، عكس حالة من التخبط لدى النواب التغييريين والمستقلين الذين لا يعرفون ماذا يريدون وما هي خياراتهم.

وابدى لودريان بحسب المعلومات انزعاجا كبيرا من القوى المسيحية التي رشحت الوزير السابق جهاد أزعور في تقاطع محكوم بالفشل خصوصا انها لم تكن مقتنعة به، وإنما كانت تريد الاستفادة من التقاطع عليه لقطع الطريق على سليمان فرنجية، وهي اليوم لم تعد على كلمة واحدة تجاه ازعور، بل عاد كل فريق الى اصطفافاته خلف طروحات معينة، يمنع الآخر من السير بها، فضلا عن اللجوء الى التعطيل في مجلس النواب في حال لاح في الافق امكانية انتخاب فرنجية.

اللجنة الخماسية وبناء على شكوى لودريان باتت على قناعة ان ثمة استحالة لانتخاب رئيس للجمهورية خصوصا ان كل فريق ليس في وارد التنازل او التفاهم او حتى الحوار مع الفريق الآخر ما يعني ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيحول دون قدرة المجلس النيابي الحالي على انتخاب رئيس وبالتالي فإن الفراغ سيتمدد والانهيار قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه.

وقفت اللجنة الخماسية بحسب المعلومات عاجزة أمام هذا الاستعصاء، ما دفعها الى التفكير جديا بإتخاذ عقوبات ليس بحق المعطلين فقط، بل بحق كل نواب المجلس من مقربين وحلفاء وخصوم للدول الخمس انطلاقا من قناعتها بأن التعطيل تحول الى سمة لدى الكتل النيابية وهي كلها بدون استثناء متورطة به، إلا أنه وخلال النقاشات نجحت مصر وقطر في ثني أميركا وفرنسا والسعودية عن اتخاذ قرار بالعقوبات مستندتين الى إمكانية ان يكون لها انعكاسات سلبية جدا على الاستحقاق الرئاسي، وان تؤدي الى مزيد من التشدد في المواقف.

لذلك، فإن لودريان سيأتي الى لبنان وسيضع العقوبات على طاولة من سيلتقيهم كما سيضع العديد من الخيارات الرئاسية وصولا الى اسماء قد تطرح لأول مرة، وذلك بعدما انتهى التقاطع على أزعور، واصطدم ترشيح فرنجية برفض القوى المسيحية، وترشيح قائد الجيش برفض الثنائي الشيعي والنائب جبران باسيل، وبالتالي فإن طرح لودريان سينطلق من رئيس لا يطعن ظهر المقاومة يمكن ان يرضي كل الأطراف، لكن ذلك لا يعني سقوط ورقة أي من المرشحين خصوصا سليمان فرنجية الذي ينطلق من قاعدة نيابية صلبة تفرض نفسها وتتمسك به الى أبعد الحدود، وما تزال فرنسا مقتنعة به..

Leave A Reply