لا دعوة قريبة للجلسة 13… وبري مع “انتصار البلد ووقف التعطيل”

رضوان عقيل – النهار

يتعلق اللبنانيون بحبال الهواء السياسية مع كل اجتماع في الاقليم والعالم ولو كان ملف لبنان آخر بند على جدول أجندات الدول الكبرى. وكانت باريس وطهران محلّ متابعة لبنانية الاسبوع الفائت لمعرفة حصيلة قمة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الى لقاء وزيري الخارجية السعودي والايراني.

وبعد الجلسة الانتخابية الـ 12 وما تضمنت من رسائل عند طرفي المرشحين سليمان فرنجيه وجهاد أزعور، ينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري ما سيحمله الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان واستماعه الى الافرقاء اللبنانيين. ولم يثبت حتى الآن ان باريس تخلت عن تأييدها لفرنجيه وما زالت ترى فيه المرشح الافضل في هذه المرحلة التي تهدد لبنان على مستوى اعباء النازحين السوريين وقضايا اخرى.

وثمة معلومات ان هذا ما عكسه ماكرون على مسمع بن سلمان الذي لم يبدِ بدوره اعتراضا على فرنجيه ولو انه ترك الخيار النهائي للكتل البرلمانية. ولا صحة لما أشيع ان الفريق المولج في الاليزيه متابعة ازمة انتخابات الرئاسة قد تم وضعه جانبا ولو تولى لودريان صدارة متابعة ملف لبنان حيث كلفت الدولة الفرنسية اكثر من موفد لها لمعاينة بلدان تشهد ازمات من لبنان الى افريقيا.

وفي ظل هذه الاجواء غير المشجعة لا يبدو ان ثمة ما يؤشر الى اقتراب موعد دعوة بري الى جلسة الانتخاب الـ 13 حيث ينتظر الجميع ترقب حصيلة ما سيخرج به لودريان للبناء على تلك الخلاصات التي لا تشير حتى الان الى التوصل الى مخرج يساهم في انقاذ البلد والحد من اتساع مساحة ايام الشغور الرئاسي التي تتجه نحو مزيد من التمدد وانعكاس انشطاراته على مجمل الملفات السياسية والمالية والمعيشية في بلد منهك لدرجة دفعت ماكرون وبن سلمان الى القول انهما لا يثقان بالطبقة السياسية في لبنان مع اعترافهما بأن لا مهرب من التعاون معها.

ويملك ولي العهد السعودي كمّاً من الانتقادات على اداء مجموع السياسيين الذين كانوا في موقع المسؤولية واتخاذ القرارات التي أدت الى كل هذا الهدر المالي وترك اللبنانيين لمصيرهم.

وفي زحمة كل هذه التحديات، يُطرح اكثر من سؤال على بري من نوع: كيف سيتعاطى مع دعوات الكتل التي أيدت ازعور للاسراع في عقد الجلسة الانتخابية المقبلة؟

لا مؤشرات لدى رئيس المجلس تلمّح الى اقتراب استعداده لمثل هذه الدعوة ولو انه لا ينفك عن المطالبة باجراء حوار من دون شروط ومن دون ان يضع اسم فرنجيه على الطاولة كما يردد قطبا معارضي طاولة الحوار: “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”. ويسجل بري لرئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ترحيبه بالتوجه الى تلبية اي دعوة للحوار انطلاقا من قواعد مدرسة والده التي ترحب بسلوك طريق التوافق والتسويات. وفي الخلاصة لن يدعو بري الى ولوج الحوار اذا كان يعرف سلفا اجوبة افرقاء قرروا عدم المشاركة. ولا يتوقع المعارضون لبري والكتل التي تلتقي معه أن يدعو قريبا الى جلسة انتخاب وهم يعرفون في الوقت نفسه انه عند فتح اول كوة بين “حزب الله” و”التيار” سيتبدل مشهد “جبهة أزعور”، ولا سيما ان العونيين لا يخفون استعدادهم لـ”تشريح” اكثر الاسماء المطروحة، شرط التأكد من طي اسم فرنجيه. وثمة معلومات ان الاخير في حال قرر بنفسه ان يكون خارج حلبة المواجهة فستكون له كلمته في الاسم الذي سيختاره الثنائي الشيعي وخوض معركته.

من جهة اخرى، لا يخفي رئيس المجلس استغرابه الشديد وعدم تلاقيه مع الجهات التي ترفض عملية التشريع في البرلمان وعدم اتمام حصيلة عمل اللجان النيابية وعرقلة عمل مجلس الوزراء، إذ يقول: “اليس هذا تعطيلا للبلاد والعباد اللبنانيين الذين يطلبون اعمالا وانتاجية؟”. ويعود بري مع زواره الى جلسة الاربعاء الفائت حيث يعتبر ان فريقه “حقق انتصارا” اذ اقترع لفرنجيه بـ51 صوتا. ويكرر الصفات التي يتمتع بها رئيس “تيار المرده” “بامتلاكه الصدق والوفاء وعدم النكث بالوعد الذي يطلقه”. ويتحدث عن نواب كانوا سيقترعون لفرنجيه لو تم التئام دورة ثانية في الجلسة الانتخابية. ويقول ان الافرقاء الذين يؤيدون ازعور دخلوا تلك الجلسة وهم يتوقعون حصد ما بين 65 و67 صوتا (كان بعضهم لا يريد مغادرة القاعة العامة قبل اعلان النتيجة الرسمية لو حصل أزعور على هذا الرقم). ووضع مؤيدوه هذين الرقمين على الورق بحسب تقديرات حسابات مرجعية سابقة كانت على خط غرفة عمليات ازعور والتشكيلة النيابية التي أيدته من “القوات اللبنانية” الى 9 من النواب “التغييريين” وما بينهما من جهات سياسية ونيابية كانت الى الامس القريب تتبادل الاتهامات وتحمّل العونيين وغيرهم مسؤولية ما وصل اليه البلد، وخصوصا في الانهيارات المالية، والتفرج على معاناة العدد الاكبر من المواطنين.

ويكتفي بري بالرد على اصوات نيابية وقضائية داعمة لأزعور بأنه يمكن ان يصبح رئيسا للجمهورية اذا حصل على 65 صوتا في الدورة الاولى، وان نصيحته لهؤلاء “الكفّ عن كل هذه الهرطقات”. وينقل زوار بري عنه: “لقد حوّلنا هزيمتنا انتصارا وتحوّل انتصارهم هزيمة. لكن المهم ان ينتصر البلد وهذا ما سأبقى أعمل عليه”.

Leave A Reply