كورونا تؤجّل إعلان جائزة نجيب محفوظ

علي عطا

 

أعلنت الجامعة الأميركية في القاهرة تأجيل إعلان اسم الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب للعام 2020، إلى أجل غير محدد، وذكرت في بيان لها في هذا الصدد أنه “بالنظر إلى العدد غير المسبوق من الترشيحات المقدمة للجائزة هذا العام من جهة، وللقيود الصعبة التي فرضتها جائحة فيروس كوفيد 19 على عملية النظر في الطلبات من جهة أخرى، يؤسفنا أن نعلن أن موعد منح الجائزة الذي يكون عادة في شهر ديسمبر سيتعرض إلى تجيل بصورة كبيرة هذا العام، علما أن آخر موعد لاستلام الترشيحات كان أول أزار (مارس) الماضي”.

وكان يفترض أن يقام غدا الجمعة، والذي يوافق ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، حفل تسليم الجائزة، وفق المعتاد سنوياً، علماً أن دورة العام الماضي ألغيت وجرى دمج ترشيحاتها مع ترشيحات الدورة الحالية، وبالتالي تضاعف عدد الروايات المرشحة من مصر وغيرها من البلدان العربية، ومع ذلك سيتم اختيار عمل واحد فقط للفوز بالجائزة تشير التوقعات إلى أنه سيكون مصريا، في ضوء ما تعارف على منحها لمصري في دورة ولعربي في الدورة التالية.

وأكّد مصدر مقرّب لـ “النهار العربي” بأنه سيتم للمرة الأولى في تاريخ الجائزة إعلان قائمة قصيرة للأعمال المرشحة للفوز، وذلك خلال شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، ما يرجح أن يتم إعلان اسم الفائز خلال الشهر التالي، أي شباط (فبراير) 2021.

وسبق أن ذكرت الجامعة الأميركية في القاهرة في بيان لها، أنه “مع وجود خطط لمستقبل الجائزة قيد التنفيذ بالفعل، وإجراء بعض التعديلات على لوائحها الداخلية، تمَّ اتخاذ قرار بعدم الإعلان عن فائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2019، وسيتم تلقائيا تسليم طلبات التقديم للجوائز المقدمة من المؤلفين والناشرين لهذا العام إلى جائزة عام 2020. وشملت تلك التعديلات مضاعفة قيمة الجائزة من ألف دولار إلى خمسة آلاف دولار. وكانت الكاتبة السعودية أميمة الخميس (1966) قد فازت بجائزة دورة العام 2018 عن روايتها “مسرى الغرانيق في مدن العقيق”. وصدرت هذه الرواية في العام 2017 عن دار الساقي، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) عام 2019.

أميمة عبد الله الخميس، ولدت وتعلمت في مدينة الرياض، حاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب العربي، ودبلوم لغة إنكليزية من جامعة واشنطن، عملت في القطاع التربوي معلمةً ثم مديرةً لإدارة الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم (وزارة التعليم حاليا). بدأت نشاطها الأدبي والإبداعي في سنوات باكرة من عمرها عبر مقالات الرأي في الصحافة، نشرت أول مجموعة قصصية عام 1993 بعنوان “والضلع حين استوى”، وأتبعتها بمجموعات أخرى: “مجلس الرجال الكبير”، “أين يذهب هذا الضوء” و”الترياق”، وفي قائمة ما أصدرته كذلك روايتا “البحريات”، و”الوارفة”.

وذكرت لجنة التحكيم أنها منحت رواية “مسرى الغرانيق في مدن العقيق” الجائزة لكونها رواية جادة وتتناول الزمن الحالي من خلال التاريخ، عبر رحلة تبدأ من الجزيرة العربية، والأندلس، من خلال عبور عدة مدن كبرى في القرن الحادي عشر، إبان الحكم العباسي في بغداد، والفاطمي في القاهرة، والفصائل المتناحرة في إسبانيا”. وأضافت أن أن لغة أميمة الخميس تتميز بالعذوبة، واصفة الكاتبة بأنها تمكنت من الإمساك بجوهر التنوع الثقافي والديني في العالم العربي.

وضمت لجنة التحكيم كلا من تحية عبد الناصر، أستاذ مساعد الأدب الإنكليزي والمقارن بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وشيرين أبو النجا، أستاذ الأدب الانكليزي بجامعة القاهرة، ومنى طلبة، أستاذ مساعد الأدب العربي بجامعة عين شمس، وهمفري ديفيز، المترجم المعروف للأدب العربي، ورشيد العناني، أستاذ فخري للأدب العربي الحديث بجامعة إيكستر.

وتحدثت الخميس إثر نيلها الجائزة، عن حراك ثقافي مهم ومؤثر في السعودية، ضمن رؤية المملكة 2030 التي يأتي من بين أهدافها أن تكون الثقافة عنصرا من العملية التنموية وصناعة الإنسان.

ويشار إلى أن جائزة نجيب محفوظ انطلقت في العام 1996 وتتضمن ترجمة العمل الفائز إلى الإنكليزية ونشره، في مختلف أنحاء العالم بمعرفة قسم النشر في الجامعة الأميريكية في القاهرة، ومنح صاحبه ميدالية تزينها صورة الفائز بجائزة نوبل في الأدب لعام 1988.

وتضم قائمة الفائزن بالجائزة بالإضافة إلى أميمة الخميس، كلاً من الفلسطينية حزامة حبايب عن رواية “مخمل” 2017، والمصري عادل عصمت عن رواية حكايات يوسف تادرس” 2016، واللبناني حسن داوود عن رواية “طريق إلى الجنة” 2015، والسوداني حمور زيادة عن رواية “شوق الدرويش” 2014، والسوري خالد خليفة عن رواية “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” 2013، والمصري عزت القمحاوي عن رواية “بيت الديب” 2012، وفي 2011 منحت الجائزة للشعب المصري “لإثرائه الأدب” عبر ثورة 25 كانون الثاني يناير من العام نفسه، وفازت المصرية ميرال الطحاوي بالجائزة في 2010 عن روايتها “بروكلين هايتس”، وفاز السوري خليل صويلح عن “وراق الحب” 2009، والمصري حمدي أبو جليل عن “الفاعل” 2008، والمصرية أمينة زيدان عن “نبيذ أحمر” 2007، والفلسطينية سحر خليفة عن “صورة وأيقونة وعهد قديم” 2006، والمصري يوسف أبو رية عن “ليلة عرس” 2005، والعراقية عالية ممدوح عن “المحبوبات” 2004، والمصري خيري شلبي عن “وكالة عطية” 2003، والمغربي بنسالم حميش عن “العلامة” 2002، والمصرية سمية رمضان عن “أوراق النرجس” 2001، واللبنانية هدى بركات عن “حارث المياه” 2000، والمصري إدوار الخراط عن “رامة والتنين” 1999، والجزائرية أحلام مستغانمي عن “ذاكرة الجسد” 1998.

وفي 1997 ذهبت الجائزة إلى كل من المصري يوسف إدريس عن “قصة حب”، والفلسطيني مريد البرغوثي عن “رأيتُ رام الله”. أما جائزة الدورة الأولى 1996 فكانت مناصفة للمصري إبراهيم عبد المجيد عن روايته “البلدة الأخرى” والمصرية لطيفة الزيات عن روايتها “الباب المفتوح”.

المصدر: النهار العربي

Leave A Reply