معدلات فائدة “جشعة”.. الأمم المتحدة تندد بخنق البلدان الفقيرة

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، بخنق دول العالم الغنية البلدان الفقيرة بمعدلات فائدة “جشعة” وأسعار وقود مرتفعة، حسب تعبيره.

وقال غوتيريش في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا الذي تستضيفه الدوحة إن على الدول الثرية تقديم 500 مليار دولار سنويا لمساعدة تلك “العالقة في حلقات مفرغة” تعرقل جهودها الرامية لتعزيز اقتصاداتها وتحسين الصحة والتعليم، وفق فرانس برس.

وأضاف في تصريحات وجهها إلى البلدان الفقيرة “في ظل حرمانكم من السيولة، العديد منكم محروم من الوصول إلى أسواق رأس المال بفعل معدلات فائدة جشعة”.

وينعقد المؤتمر المعني بـ46 دولة مصنفة ضمن الأقل نموا في العالم عادة كل عشر سنوات، لكنه تأجل مرتين منذ العام 2021 بسبب وباء كوفيد.

لكن دولتين من الأفقر في العالم غير ممثلتين في الدوحة نظرا لعدم اعتراف الأمم المتحدة بحكومتيهما، وهما بورما وأفغانستان.

ولم يحضر كذلك أي من قادة القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، حسب فرانس برس.

وفاقمت الأوضاع الاقتصادية العالمية أزمة المديونية في بلدان عدة، وسبق أن قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، الأحد، 12 فبراير، إن الدين العام في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يثير قلقا، وإن الحكومات بحاجة إلى تعزيز المرونة من خلال سياسات مالية للحماية من الصدمات.

واقترح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في وقت سابق، تخفيض الدين الخارجي بنسبة 30 في المئة لـ52 دولة هي الأكثر ضعفا.

وجاء تقرير الأمم المتحدة بعد كلام جورجيفا عن إن الحكومات في دول عربية بحاجة إلى تعزيز المرونة من خلال سياسات مالية للحماية من الصدمات. وكانت تتحدث أمام منتدى المالية العامة للدول العربية في دبي، وأشارت إلى أن الزلزال الذي دمر مناطق واسعة من سوريا وتركيا “تسبب في مأساة هائلة للأفراد لكنه تسبب أيضا في تأثير كبير جدا على الاقتصاد التركي”. وتابعت قولها: “لذلك علينا أن نطور مزيدا من المرونة في مواجهة هذه الصدمات”.

وسبق أن توقع صندوق النقد الدولي خلال يناير أن يتباطأ النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.2 في المئة هذا العام، قبل أن يرتفع إلى 3.5 في المئة في 2024.

وضمن الإطار، اقترح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تخفيض الدين الخارجي بنسبة 30 في المئة لـ52 دولة هي الأكثر ضعفا. لم تتمكن هذه الدول، 23 منها واقعة في إفريقيا جنوب الصحراء، قادرة على دعم اقتصاداتها، على غرار الدول الغنية خلال أزمة كورونا، وتجد اليوم نفسها غارقة في دين ومعدّلات فائدة عالية تمنعها من التعافي، حسب البرنامج.

وأوضح مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، خلال مؤتمر صحفي في باريس، أن هذه الدول “لا تمثل سوى نسبة قليلة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إنما 40 في المئة من الدول الفقيرة في العالم”، حسب فرانس برس، التي نقلت تحذير المسؤول الأممي من أنه “في حال لم يتم فعل أي شيء في أزمة الدين هذه، فقد نواجه أزمة تنمية واسعة النطاق”، مشيرا إلى أن إذا لم يتم اتخاذ أي خطوة فورا، فستواجه دول كثيرة خطر تخلفها عن السداد، على غرار زامبيا منذ 2020 ومؤخرا غانا التي علقت منتصف ديسمبر سداد جزء من ديونها الخارجية.

Leave A Reply