بري أقفل باب الدعوة الى الحوار.. والجلسات للانتخابات الرئاسية فقط!

غسان ريفي – سفير الشمال

للمرة الثانية على التوالي يُعطل التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية للوصول الى قاسم مشترك يفضي الى معالجة أزمة الشغور الرئاسي ويُسهّل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بات واضحا، أن الفريقين المسيحيين يرفضان فكرة الحوار، ويحاولان في كل مرة تسجيل النقاط على الدعوة التي يطلقها الرئيس بري، وذلك خلافا للواقع اللبناني الذي يُعتبر الحوار أساسا في تعزيز الاستقرار والوصول الى توافقات وتسويات، وهذا ما حصل خلال محطات وإستحقاقات سابقة، لكن الفارق هو قيام تلك الحوارات على الساخن، فيما يحرص الرئيس بري اليوم على إطلاق عجلة الحوار على البارد، لكن أجندات البعض يبدو أنها تختلف مع هذا التوجه.

طار الحوار الداخلي، في وقت لا يتوانى فيه البعض عن إجراء حوارات ومشاورات خارجية مع العديد من الأطراف المعنية بلبنان، من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يتنقل بين فرنسا وأميركا وقطر التي وصلها مجددا تحت ستار حضور نصف نهائي المونديال علّه يحظى بتواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي من المفترض أن يحضر مباراة منتخب بلاده مع منتخب المغرب، الى حزب القوات اللبنانية الذي يبحث الأزمة اللبنانية مع الجميع من أجانب وعرب، ويرفض ذلك مع الكتل النيابية والمعنيين بالشأن اللبناني.

يبدو مستغربا سلوك التيار والقوات تجاه الدعوة الى الحوار، خصوصا أن كل الكتل الأخرى والنواب على إختلاف توجهاتهم لم يبدو إعتراضا عليها، لا سيما بعد حصر هذا الحوار تحت سقف مجلس النواب أي المؤسسة الدستورية التي تجمع كل المكونات السياسية، وإذا كان رفض باسيل ناتج عن تصفية حسابات مع الرئيس بري، فإن منطق القوات كان غير مبرر لجهة التأكيد أن “الحوار يتنافى مع السياق الدستوري”، بينما هو يقام تحت سقف المؤسسة الدستورية الأم.

وما يدعو أكثر الى الاستغراب، هو أن الفريقين المسيحيين يصران على رفض الحوار، ويختلفان في الاستحقاق الرئاسي، ويمارسان حرب إلغاء تجاه بعضهما البعض، ويتبادلان الاتهامات بشكل يومي، ثم يعترضان على أي خطوة قد تقوم بها الحكومة من أجل تسيير مصالح اللبنانيين، وإن كان الاعتراض القواتي أخف وطأة من الاعتراض البرتقالي.

تشير المعلومات الى أن كل الجهود التي بذلت من أجل تحويل الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية الى جلسة حوار تحت سقف مجلس النواب لم تنجح، كما باءت الوساطات التي قامت بها كتلة اللقاء الديمقراطي مع رئيس حزب القوات سمير جعجع لاقناعه بجدوى الحوار في ظل هذه الظروف الصعبة بالفشل، أما المرونة التي ظهرت مؤخرا فلا تعدو عملية نصب أفخاخ، ما يؤكد أن المسألة هي مسألة نكايات سياسية بين الطرفين المسيحيين فيما بينهما أولا، وبين كل منهما وأطراف سياسية أخرى ثانيا.

تقول المعلومات إن الرئيس نبيه بري لن يدعو الى جلسة حوار جديدة، وهو دعا أمس الى جلسة عاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم غد الخميس وستكون الأخيرة لهذا العام، كما سيستأنف في مطلع العام الجديد الدعوات الرئاسية في كل أسبوع، ومن يريد الحوار مجددا، فليبادر هو للتواصل مع رئيس المجلس للتوافق عليه، علما وبحسب مصادر مطلعة أنه لو عقدت مئة جلسة نيابية في ظل هذه الظروف السياسية ومن دون حوار يفضي الى توافقات، فإن نتيجتها ستكون صفر رئاسة.

Leave A Reply