اللواء إبراهيم: لا خلاص إلا بدولة حديثة تستعيد دور لبنان الرسالة

زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على رأس وفد من المديرية دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة، مهد الرهبانية الباسيلية الشويرية.

وكان في استقباله الرئيس العام للرهبانية الأرشمندريت برنار توما، رئيس اساقفة حمص وحماه ويبرود للروم الملكيين الكاثوليك المطران عبدو عربش وجمهور الدير ورؤساء بلديات الخنشارة والجوار اسعد الرياشي، بكفيا والمحيدثة نيكول الجميل، غابة بولونيا ووطى المروج جورج كفوري والشوير وعين السنديانة حبيب مجاعص.

وقال اللواء ابراهيم: “إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن اكون بينكم وفي ضيافتكم اليوم، في هذه الرهبانية الكاثوليكية التي تمتد جذورها ونذورها المؤبدة الى القرن السابع عشر، والتي عرفت بإسم الرهبانية الحناوية نسبة الى دير مار يوحنا الصابغ الاثري الموجود في هذه البلدة المتنية العزيزة بلدة الخنشارة، التي جعلت كل وجودها “في خدمة الروح والفكر والكلمة”. فإن كان لبنان هو بلد الحرف، فمن هنا انطلقت أول مطبعة عربية لتخليد الحرف ونقله كالجوهرة من جيل الى جيل”.

اضاف “اسمحوا لي، في هذا اللقاء المبارك بوجودكم، ان استذكر إبن مدينة حلب السورية مطران فلسطين، المطران الراحل هيلاريون كبوجي، الذي امتلك كامل الشجاعة في الدفاع عن قدس قضايانا وبالكلمة”. وقال: “ما يحدو على الأمل والرجاء، بقيامة الوطن، هو إصرار هذا الشعب في صبره وصموده وتمسكه بأرضه، وعلى ايمانه بأهمية التفاعل الحضاري والثقافي والديني، المفضي الى تمتين اواصر العيش المشترك الواحد. أي العيش معا، فجعل من لبنان رسالة اكثر منه وطنا، وجعله النموذج الذي اراده الله في وجه أباليس، يروجون لنظرية صراع الحضارات والاديان كنهاية حتمية لهذا العالم. فجعله مدرسة في الانفتاح والتلاقي، يرفض الدخول في شرنقة الانعزال او شرنقة الاختناق. وها نحن ايها السادة الكرام على بعد مسافة قصيرة من عيد الاستقلال التاسع والسبعين، نتمنى ونعمل على ان تمر المناسبة ولبنان قد اكتمل عقده المؤسساتي بوجود رئيس جديد يبلسم جراح هذا الوطن”.

وتابع اللواء ابراهيم: “القلق الذي ينتاب اللبنانيين في خضم هذه العاصفة التي ما زالت تستوطن بلادنا والمنطقة، يفرض على كل المسؤولين العودة الى التعالي عن كل الخلافات، واعتماد لغة الحوار البناء، والعمل من اجل اعادة بناء دولتنا، والعيش فيها بسلام واستقرار لأنها الضامن الوحيد بعد الله، ولا خلاص او مستقبل لأولادنا في لبنان او في بلاد الاغتراب، إلا من خلال دولة حديثة، تستمد قوتها من شعبها، وتستعيد دورها الفريد والمميز في هذه المنطقة وفي العالم الذي لا يمكن ان يضطلع به إلا لبنان – الرسالة، لبنان التجربة الانسانية التي يجب المحافظة عليها لتبقى نموذجا لكل العالم، لأنها إذا سقطت ساد التوحش المادي وفقدت البشرية قيمة وجودها المنبعث من إنسانية هي من صنع الله وإرادته”.

وختم ابراهيم مجدداً شكره “للارشمندريت توما، والآباء الاجلاء هذه الدعوة الكريمة، واللقاء المميز المبني على الخير من أجل لبنان وطن الانسان”.

جولة في الدير

بعدما تبادل توما وابراهيم الدروع التذكارية كانت جولة في ارجاء الدير حيث قدم الرئيس العام السابق للرهبانية الأرشمندريت بولس نزها شرحا فصلا عن المراحل التأسيسية للرهبانية التي انطلقت عام 1696 وآثار الدير التاريخية منها كنيسة مار نقولا والمكتبة القديمة والمطبعة وهي المطبعة العربية الاولى في لبنان التي انشأها الشماس عبد الله الزاخر والتي ما تزال محفوظة بكاملها حتى الآن.

Leave A Reply