السودان.. انطلاق “مليونية 25 أكتوبر” وسط انقطاع تام للإنترنت

دعا أنصار الديمقراطية إلى التظاهر، الثلاثاء، تنديدا بحكم العسكر واحتجاجا على الأزمة الاقتصادية الحادة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لانقلاب أطاح بالمرحلة الانتقالية في السودان التي كانت بدأت بعد إسقاط عمر البشير بهدف الوصول إلى حكم مدني.

وقبيل الاحتجاجات، تم قطع شبكة الإنترنت في كل أنحاء السودان، وفقا لـ”رويترز”.

وتم التخطيط لاحتجاجات في العديد من المدن والبلدات، بما في ذلك مسيرة إلى القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، وفقا لـ”رويترز”.

وبدأت عند الظهيرة أعداد من المتظاهرين بالتجمع بمحطة 7 ومنطقة باشدار جنوبي الخرطوم، إيذانا بالتوجه صوب القصر الجمهوري، الوجهة التي حددتها تنسيقيات لجان المقاومة للتظاهرات التي أطلق عليها “مليونية 25 أكتوبر”، بحسب مراسل الحرة في الخرطوم.

كما بدأت تجمعات أخرى في كل من بحري وأم درمان.

ومن المتوقع أن تنطلق مواكب المتظاهرين باتجاه القصر الجمهوري منتصف النهار بالتوقيت المحلي، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات مع أجهزة الأمن التي تنشتر بكثافة.

عام على “الانقلاب”

وفي 25 أكتوبر من العام الماضي، تراجع قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن كل التعهدات التي كان اتخذها قبل عامين بتقاسم السلطة مع المدنيين تمهيدا لانتخابات حرة في السودان.

عند الفجر، أمر يومها باعتقال كل القادة السياسيين والوزراء المدنيين في الحكومة، واستأثر الجيش بالسلطة، ومنذ ذلك الحين، يتحدى أنصار الديمقراطية القمع كل أسبوع وينزلون الى الشوارع للاحتجاج والدعوة الى “عودة العسكر الى الثكنات”، وفقا لـ”فرانس برس”.

وقتل متظاهر، الأحد، برصاصة في رأسه أطلقتها قوات الأمن، بحسب نقابة أطباء مؤيدة للاحتجاجات.

وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية، المتحالفة مع الحركة الاحتجاجية في البلاد، مقتل أحد في الخرطوم بعد إصابته بطلق ناري في الصدر” أطلقته قوات الأمن خلال مشاركته في مظاهرة الأحد.

وبذلك ارتفع العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات منذ الانقلاب العسكري قبل نحو عام إلى 118 شخصا، ويعد القتيل هو الأول منذ 31 أغسطس، وفقا لما نقلته “رويترز” عن اللجنة.

وطالبت الاحتجاجات بعودة السلطة الى المدنيين، وهو شرط رئيسي يضعه المانحون الدوليون لاستئناف مساعداتهم المالية التي علقت احتجاحا على الانقلاب، وبات الوضع الاقتصادي في السودان كارثيا، وفقا لـ”فرانس برس”.

الثورة مستمرة

بين تضخم يزيد عن المئة في المئة ونقص في المواد الغذائية، أصبح ثلث السودانيين البالغ عددهم 45 مليونا يعانون من الجوع، وهو رقم يزيد بنسبة 50 في المئة عن العام الماضي، بحسب برنامج الغذاء العالمي.

ووفق البرنامج، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 137في المئة، ما جعل العائلات تخصص “أكثر من ثلثي دخلها للغذاء”.

وإضافة إلى قلق السودانيين الأول، وهو تدهور قوتهم الشرائية، يخشى كثيرون، بعد ثلاث سنوات على ثورة العام 2019، عودة الدكتاتورية القائمة على التحالف بين الإسلاميين والعسكريين، حسب “فرانس برس”.

ومنذ الانقلاب، استعاد العديد من أنصار البشير مناصبهم، وخصوصا في القضاء الذي يحاكم أمامه حاليا الدكتاتور السابق، حسب “فرانس برس”.

وفوق كل هذا، تسود ضبابية فيما يتعلق بالوضع السياسي في البلاد، ويستبعد المراقبون والمحللون أي إمكانية لإجراء الانتخابات التي وعدت السلطات الحالية بتنظيمها في صيف 2023.

وقال موفد الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر برثيس، السبت، إن البلد “لا يملك ترف المناورات السياسية”، مضيفا “يتعين على الفاعلين السياسيين أن ينحوا خلافاتهم جانبا وأن يركزوا على مصلحة السودانيين”.

وجاءت الدعوة الى التظاهر الثلاثاء تحت شعار “الثورة مستمرة”، وتؤكد الكتلة الديمقراطية أن “مسيرات الخامس والعشرين من أكتوبر ستكون بداية نهاية عهد الانقلابيين بلا رجعة، وإعلان دستور السودان المدني الديموقراطي”، حسب “فرانس برس”.

وتظاهر آلاف من السودانيين، الجمعة، تحت شعار ” لا للحكم العسكري” واحتفالا بالذكرى الـ58 لأول “ثورة” على السلطة العسكرية في بلد هيمن عليه العسكريون بشكل شبه متواصل منذ استقلاله.

وخلال تظاهرات الجمعة، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين المشاركين في مسيرات بالخرطوم.

وأصيب 31 متظاهرا من بينهم ثلاث إصابات في العين بقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب نقابة الأطباء التي تحصي الضحايا منذ الانقلاب.

ودعت السفارات الغربية، الاثنين، السلطات الى “احترام حرية الرأي وحق التجمّع السلمي”، وطالبت بـ”عدم استخدام القوة” في بيان دان “مقتل متظاهر الأحد”.

Follow Us: 

Leave A Reply