عاش مرتاحا لكن ذليلا – كتب الاعلامي قاسم صالح صفا

لاحظ (الحكم دار العثماني) ان الفلاح ابو امين لا يعيره اهتماما ولا يهابه ولا يلتفت الى موكبه اثناء خروجه من قصر الحاكمية وهو يسلك الطريق التي تمر بمحاذاة ارضه الصغيرة تلك التي يزرع فيها ما تحتاجه اسرته من الخضار الموسمية وتغنيه عن ذل السؤال.

قال( الحكم دار) لحاشيته :

كيف استطيع ان اجعل من ذلك الفلاح عبدا مثل سائر العبيد في الحاكمية.

قال وزيره الاول: نفسد زرعه فيأتي اليك خاضعا ذليلا.

وقال المستشار الاول : نرسل في طلبه ونعطيه درسا يعلمه الخضوع والاحترام.

وقال العسكر دار:نسجنه تحت الأرض و ونعذب اطفاله وزوجته.

و التفت الحكم دار الى احد مستشاريه الذي يثق به ويأنس الى رأيه لمكره ودهائه وانت ما تقول؟

فقال: اما الفلاح ابو امين فأنه لا يعيرك اهتمامه لانه لا يحتاجك فأن ارضه تنتج عليه ما يسد به سؤال الدولة وجندها

لذا علينا ان نحرمه من هذه النعمة .

وكيف يكون ذلك؟

في هذه الايام ارضه تزرع بأنواع من الخضار التي تحتاجها اسرته وعلينا ان نرسل الى منزله كمية متتالية من تلك الخضار ونرى ما يحدث.

استحسن الحكم دار الفكرة و أمر بمباشرة العمل في فكرة المستشار الداهية.

وفعلا قام عمال الحاكمية بأرسال ما تحتاجه الاسرة من الخضار وزيادة واكثر.

وعندما عاد ابو امين الى منزله وجد الخضار وقد ملئت خزائن أم امين.

ولدى سؤالها قالت له: هذا من الحكم دار انعم علينا وعليك الان إن ترتاح من تعب الفلاحة والزراعة.

ومرت الايام وابو امين لم يزرع الارض التي يبست ونمت فيها الاعشاب الضارة .

والحكم دار توقف عن إرسال حاجة الاسرة من الخضار

عندئذ توجه ابو امين الى الحكم دار خاضعا ذليلا ان يعطيه ما يحتاجه من الخضار لاسرته ثم قبل الايادي والإقدام وعاش مرتاحا ولكن ذليلا.

كتب قاسم صالح صفا

Leave A Reply