هل يقرع العدو الإسرائيلي طبول الانتخابات على حساب لبنان؟ / غسان همداني

كان التفاؤل بإقرار الترسيم البحري مبالغا به، اذ ان المعطيات والوقائع الميدانية والسياسية في الداخل اللبناني وفي الكيان الإسرائيلي لم تكن توحي بقرب الوصول الى الخاتمة السعيدة.

في الداخل اللبناني، وبمجرد موافقة لبنان الرسمي على المقترح الأميركي، وإعلان حزب الله بلسان أمينه العام الوقوف خلف الدولة اللبنانية بشأن هذا الملف، مع ما يعني ذلك من انتصار لمحور المقاومة نتيجة توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي، حتى انبرى موتورو الداخل الى رفض هذا الترسيم بحجة التنازل عن الخط 29 ورفعه الى مستوى الخيانة العظمى، خوفا من استثمار محور الممانعة من هذا الانتصار العظيم، وتأليب أولياء أمورهم ومشغليهم من أجل الضغط لتعطيل الترسيم، ولو أدى هذا الأمر الى توتير الأوضاع مع العدو الإسرائيلي، وربما تكون رغبة دفينة لدى البعض في استدراج العدو لشن حرب على لبنان أملا في التخلص من سلاح المقاومة .

على مقلب الكيان الإسرائيلي، طغت الانتخابات على ما عداها، وحاول كل طرف استغلال الترسيم لصالحه وتجييره أصواتا في صناديق الاقتراع، وحاول رئيس وزراء العدو الصهيوني ان يبرز حسنات هذا الترسيم فاعتبر أن إسرائيل تحصل على مئة بالمئة من احتياجاتها الأمنية، ومئة بالمئة من حقل كاريش، وحتى بعض أرباح الحقل اللبناني”. مصوبا باتجاه رئيس وزراء العدو السابق نتانياهو بأنه ” يتألم لأنه لم يتمكن من الوصول إلى مثل هذا الاتفاق، لكن هذا ليس سببًا للانضمام إلى دعاية الأمين العام لحزب الله ( السيد) حسن نصر الله”، أما وزير داخلية العدو فأشار إلى “أنني آمل كثيرا توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وبرأيي سيكون هناك حفارتان، هذا وضع أفضل للبنان وإسرائيل”، أما نتانياهو فاعتبر أن ” يائير لابيد استسلم بشكل مخجل لتهديدات الامين العام لحزب الله (السيد) حسن نصر الله،إنه يمنح حزب الله أرضاً ذات سيادة لدولة إسرائيل مع حقل غاز ضخم يخصكم، مواطني إسرائيل”.

بالمحصلة ملف ترسيم الحدود البحرية يتأرجح في مهب المزايدة الانتخابية في الكيان الإسرائيلي، مع ارتفاع لهجة التصعيد تجاه لبنان، وإصدار وزير دفاع العدوغانتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتصعيد أمني على حدود لبنان، ما يفسره مراقبون التفافا على نتانياهو، والمزايدة عليه لاستقطاب الناخب الاسرائيلي.

طبول الانتخابات تُقرع في الكيان المغتصب، فهل تكون مغامرة الحرب ضد لبنان عاملا مساعدا في حصد الأصوات الانتخابية حتى لو أدى ذلك إلى حصد الأرواح.

Leave A Reply