فيضانات باكستان: أكثر من 1000 قتيل وتدمير مليون منزل

قضى 1033 شخصاً جراء الفيضانات الناتجة عن الأمطار الموسمية التي بدأت في يونيو (حزيران) في باكستان، وفق آخر حصيلة أصدرتها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الأحد 28 أغسطس (آب)، وقضى 119 شخصاً خلال الساعات الـ 24 الأخيرة في وقت لا تزال الأمطار الغزيرة التي طالت أكثر من 33 مليون نسمة تهطل على بعض أنحاء البلد.

أوامر حكومية

وتلقى الآلاف من الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من مجاري الأنهار التي تشهد فيضانات في شمال باكستان، أوامر حكومية، السبت، بإخلاء بيوتهم، وفاضت مياه أودية في مقاطعة خيبر بختونخوا ودمرت العشرات من المباني من بينها فندق يضم 150 غرفة جرفته المياه.

وقال جنيد خان (23 سنة)، وهو صاحب مزرعتين لتربية الأسماك في شارسادا، لوكالة الصحافة الفرنسية، “اختفى البيت الذي قضينا سنتين من العمل الشاق لبنائه أمام أعيننا، جلسنا على قارعة الطريق نشاهد بيت أحلامنا ينهار”.

وتعد الأمطار الموسمية السنوية، التي تمتد عادة من شهر يونيو إلى سبتمبر (أيلول)، مهمة لري المحاصيل وتجديد موارد البحيرات والسدود في مختلف أنحاء شبه القارة الهندية، لكنها تجلب معها أيضاً موجة من الدمار والمآسي كل عام.

وكشفت الحكومة عن أن الفيضانات أضرَّت بأكثر من 33 مليون شخص، ودمرت نحو مليون منزل كلياً أو على نحو خطر.

والسبت، أمرت السلطات الآلاف من سكان مقاطعة سوات بإخلاء بيوتهم قبل أن تفيض الأنهار.

وقال المتحدث الرسمي باسم خدمات الطوارئ بلال فايزي، “في البداية رفض بعض الأشخاص المغادرة، لكن ومع ارتفاع مستوى المياه قبلوا”.

وأشارت السلطات إلى أن فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات عام 2010، التي كانت الأسوأ على الإطلاق، حين قتل أكثر من ألفي شخص وحاصرت المياه نحو خمس سكان البلاد.

ولجأ المزارع شاه فيصل وزوجته وابنتاه إلى حافة الطريق، وقد شاهد هو أيضاً السيول القوية تبتلع منزله. وقال، “هربنا من الموت”.

تمر بالقرب من هذا المكان أنهار سوات وجندي وكابول عبر مخانق ضيقة في المدينة قبل أن تنضم إلى نهر السند.

تقدر السلطات الباكستانية أن سبب الأمطار الهائلة والمدمرة هو التغير المناخي، مؤكدة أن البلاد تتأثر بشكل غير عادل بتداعيات الممارسات غير المسؤولة بيئياً في أنحاء العالم.

تحتل باكستان المرتبة الثامنة في مؤشر أخطار المناخ العالمي، وهي قائمة تعدها المنظمة البيئية غير الحكومية “جرمان ووتش” للبلدان التي تعد الأكثر عرضة للظواهر الجوية القصوى الناجمة عن تغير المناخ. غير أن السكان يتحملون جزءاً من المسؤولية في الأضرار الناجمة، فقد أسهم الفساد ومشاريع البناء التي لا تراعي السلامة في تشيد الآلاف من المباني بمناطق مهددة بالسيول والفيضانات.

وأعلنت الحكومة، الجمعة، حالة الطوارئ وسخرت الجيش لمواجهة “هده الكارثة التي بلغت نطاقاً نادر الحدوث”.

وفقاً للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، تسببت الأمطار الموسمية منذ يونيو في إتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي المزروعة وتدمير 3100 كيلومتر من الطرقات وجرف 149 جسراً.

وفي سوكور، التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر في جنوب سوات، غمرت المياه الأراضي الزراعية، ولجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الطرق السريعة والمرتفعة.

تتزامن الفيضانات مع أسوأ فترة تمر بها باكستان وقد انهار اقتصادها بسبب أزمة سياسية عميقة بعد إزاحة رئيس الحكومة السابق عمران خان عن الحكم إثر مذكرة لحجب الثقة.

Leave A Reply