حكومة ميقاتيّة مُعدّلة تتماشى مع الإستحقاقات الكبرى وتحاكي المجتمع الدولي

يعيشُ الإقليم والعالم حالة من الغليان، في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا، اضافة الى التوتر بين الصين وتايوان، ناهيك عن المفاوضات الايرانية – الاميركية في فيينا والتهديدات التي يطلقها الامين العام لحزب الله ضد «اسرائيل» في حال قررت التنقيب في كاريش قبالة السواحل اللبنانية…

بالتزامن مع كل هذه الأجواء المشحونة التي يتحدث الجميع عنها، ثمة من يؤكد أن الحرب واقعةٌ لا محال ان في القريب العاجل او بعد مدة زمنية ليست ببعيدة… فماذا عن التغيرات والمستجدات؟

يعيش الكيان الصهيوني حالة من الفوضى بسبب ملف ترسيم الحدود مع لبنان، فرئيس حكومة العدو يائير لابيد يسوّف بشأن إنجاز الاتفاق، الذي يلزم العدو الاسرائيلي بتقديم بعض التنازلات للجانب اللبناني، ما قد يستغله رئيس المعارضة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو في الحملة لانتخابات «الكنيست» التي ستجري في الأول من تشرين الثاني المقبل.

وبالتزامن مع حالة الفوضى هذه، فقد أكدت وسائل اعلام «اسرائيلية» أن فتح جبهة الحرب على الجبهة الشمالية سيكون لها تداعيات خطيرة، وهذا ما انعكس بشكلٍ علني عقب اطلاق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تهديداته، مما دفع بالصحافة «الإسرائيلية» إلى نشر أخبار عن إمكانية تأجيل استخراج النفط من حقل كاريش بهدف سحب فتيل حرب في الشمال، وزيادة الإنتاج في الحقول الأخرى لتلبية حاجات السوق الأوروبية، حيث بدأ الضغط الاوروبي يزداد يوما بعد يوم على العدو الإسرائيلي لضرورة إنجاز الاتفاق، نظرًا لحاجة السوق الأوروبية إلى الغاز، في ظل استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا مع سيطرة موسكو على 55% من إمدادات الغاز إلى أوروبا، واقتراب دخول فصل الشتاء القاسي على القارة العجوز، التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة بتأمين بدائل للحيلولة دون تجمد القارة وتوقف الصناعة.

داخلياً، تستمرُ الضغوطات الاقتصادية على لبنان في ظل تشديد الادارة الاميركية للعقوبات واستمرار التدهور الاقتصادي، رغم وعود السفيرة الاميركية دوروثي شيا بجلب الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، وبانتظار عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى التفاوض الى لبنان، ومعرفة ما في جعبته من رد «اسرائيلي» رسمي، فيما أكد مصدر مقرب من السفارة الأميركية أن هوكشتاين «يقضي عطلة الصيف في اليونان، على أن تنتهي في 28 من الشهر الجاري، ليزور تل أبيب ومن بعدها واشنطن» .

ويؤكد مصدرٌ سياسي ان المباحثات التي تجري لعودة حكومة يرأسها نجيب ميقاتي بتغيرٍ وزاري طفيف يتمحور حول 6 وزراء، من شأنه أن يعيد حيوية الحكومة الحالية وتفعيل دورها، وبذلك تعتبر حكومة اساسيةً وليست حكومة تصريف أعمال، مما يمكنها من إدارة الشأن العام الداخلي، لا سيما تأمين الكهرباء، وبالتالي تستطيع أن تتماشى مع ترسيم الحدود البحرية التي اقتربت من موعدها إن كانت حلولاً باتجاه السلم أم الحرب.

ويؤكد المصدر أن ولادة حكومة في القريب العاجل من شأنه أن يولد مروحة من الحلول التي باتت قريبة جداً، وسوف تقوم بكل الاجراءات التي من شأنها التسريع فيما يعني موضوع الترسيم، وبالتالي ملىء الفراغ في حال عدم الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

على خط موازٍ، تحاول الادارة الاميركية انجاز الاتفاق النووي الإيراني في سبيل الاستفادة منه قبيل الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني أيضًا، خاصةً وأن شعبية بايدن قد تدهورت بشكلٍ كبير ومن خلفه الحزب الديموقراطي، نتيجة سوء الإدارة في العامين المنصرمين، وبناءً عليه، لن تتحمل إدارة بايدن تبعات أيّ حرب جديدة في الشرق المتوسط تؤدي إلى مزيد من التضخم، و الى مزيدٍ من التدهور.

كل هذه الحركة الدولية انعكست بشكلٍ فعلي على الداخل اللبناني، خصوصاً مع كلام السيد حسن نصر الله حول عدم الربط بين الترسيم والاتفاق النووي الايراني – الاميركي، لأن الترسيم مع العدو قضية لبنانية بحتة من جهة، رغم دعوة حلفاء واشنطن اللبنانيين إلى ضرورة أخذ تدابير واجراءات بعدم السماح للمقاومة باستغلال موضوع الترسيم لصنع نصر جديد لها ولبيئتها الحاضنة بعد سنوات من الحصار.

فيما يستمر الحراك الفرنسي على خط الرئاستين الأولى والثالثة، بهدف تشكيل حكومة أصيلة تكون في واجهة المفاوضات في حال شغور الرئاسة الأولى، وبذلك إبعاد شبح الحرب بين لبنان والعدو الإسرائيلي، مع تصاعد التهديدات بسن الطرفين، وعليه فإن مسألة تشكيل الحكومة باتت مسألة جدية، مع ما تمثله وجود حكومة أصيلة مظهراً من مظاهر الدولة، كي لا يصبح الفراغ سيد الموقف.

إذا نحنُ أمام معادلةٍ صعبةٍ جداً على الصعيدين الإقليمي والدولي، في ظل تنامي التهديدات بالحرب، وفي حال وقعت الحرب فستكون عالمية…

فاطمة شكر – الديار

Follow Us: 

Leave A Reply