لبنان يحضر على هامش زيارة بايدن… أسبوع اختبار النوايا الأميركيّة في ملف «الترسيم»؟

كتبت صحيفة الديار تقول: تستعد المنطقة يوم غد لزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن، وسط حالة من الترقب لما ستنتجه سياسة «تشبيك» التحالفات الاقليمية بين حلفاء واشنطن لمواجهة ايران من جهة، ومحاصرة التداعيات الغازية والنفطية للحرب الروسية على اوكرانيا، من جهة ثانية. وفيما تستنفر «اسرائيل» امنيا وعسكريا لتأمين الحماية للزيارة، لا تزال تداعيات «رسالة» مسيّرات حزب الله تطغى على ما عداها في النقاشات الداخلية، وسط اقرار فريد من نوعه لمعهد الامن القومي «الاسرائيلي» بنجاح الحزب بتحييد لبنان عن «المعركة بين الحربين» ما يجعل «اسرائيل مكبلة» في قدرتها على الرد على التحدي الجوي المستجد.

وبانتظار ما سيحمله عاموس هوكشتاين المرافق لبايدن في زيارته، دخل ملف «الترسيم»، اسبوعا حاسما بعد التسريبات الايجابية «الاسرائيلية»- الاميركية بالحديث عن تسوية سريعة، فيما رفع «الجيش الاسرائيلي» من مستوى اجراءاته الامنية التي تنم عن مخاوف جدية من خطر المقاومة وقرر احاطة مستوطنة المطلة المحاذية للقرى الحدودية بجدران لمنع «تسلل» حزب الله.

داخليا، «كوما» عيد الاضحى ارخت بظلالها على السياسة المشلولة ، التي لا تحتاج اصلا الى اجازة العيد لتبرير المراوحة الحكومية، وعلى وقع الحريق المفتعل الذي تمّت السيطرة عليه في أحراج رومية، بفعل عمليات «التحطيب» غير الشرعية، انتقلت القوى السياسية والمرجعيات الدينية الى المعركة الاساسية المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، فخرجت مواصفات «فضفاضة» من البطريرك الماروني بشارة الراعي لقطع الطريق امام كل المرشحين الرئيسيين المحتملين للرئاسة، فيما يتواصل تعثر حركة «القوات اللبنانية» في اتجاه توحيد قوى المعارضة على مرشح واحد. اما الجديد فكان تلويح النائب جورج عدوان بمقاطعة جلسات الانتخاب، وبالتالي تعطيلها بقوله ان «القوات» تملك القدرة لمنع وصول رئيس «غير سيادي»! وفي عطلة العيد تفاقمت ازمة الرغيف بسبب اقفال بعض المطاحن لابوابها، فيما لن يعود القطاع العام الى العمل بعد فشل كل الوساطات، فيما حسم نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي النقاش حول خطة التعافي واعلن عدم وجود اي تعديلات عليها.!

«الدرع الازرق»

انتهت الترتيبات الأمنية الخاصة بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأراضي الفلسطينية «وإسرائيل»، بخطة أمنية أطلق عليها اسم «الدرع الأزرق 3»، تشمل نشر 16 ألف رجل أمن، وقد اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي عن حالة التأهب القصوى، بما في ذلك القوات الجوية. وتقرر نشر بطاريات «منظومة القبة الحديدية»، لتكون في وضع الاستعداد حتى على الحدود الشمالية مع لبنان الذي لن يحضر في الزيارة الى من «بوابة» الترسيم التي ستكون ملفا منفصلا على هامشها.

اسبوع حاسم في «الترسيم»؟

وفي هذا السياق، يفترض ان يتبلور مشهد «الترسيم» البحري نهاية هذا الاسبوع، فكل ما حكي عن تحريك الجمود الذي أحاط بالملف بعد دخول «مسيّرات» المقاومة على الخط، سيكون موضع اختبار مع انتهاء زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى «اسرائيل» غدا، وسط كلام عن وجود «الوسيط» عاموس هوكشتاين ضمن الوفد المرافق، ووفقا لمصادر مطلعة ستشكل الايام المقبلة اختبارا جديا لجدية واشنطن في الوصول الى اتفاق بعد «تطمينات» قدمت للمسؤولين اللبنانيين، وفي مقدمهم الرئيس ميشال عون بأن الولايات المتحدة ستضغط على «اسرائيل» للقبول بأن يكون حقل قانا من حصة لبنان، من دون أن تطالب باي «ثمن» في المقابل. وفي هذا السياق، بدأت الدوائر «الاسرائيلية» تتحدث عن تسريع المفاوضات للتوصل الى اتفاق بعد دخول حزب الله على «خط» التفاوض، حيث يسود القلق من تصعيد خطير في المنطقة.

دعوات اسرائيلية «للتسوية»

وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» انه «ليس كل الازمات تحل بالقوة، فثمة ديبلوماسية تكسب مكانة في العالم كنهج مفضل لحل الأزمات والنزاعات، وثمة حالات تكون فيها الديبلوماسية أكثر نجاحاً من القوة العسكرية ، والخلاف البحري مع لبنان ينتمي لتلك الحالات»، بحسب الصحيفة، التي اكدت «ان الاقتراح الذي يشير الى ان حقل كاريش كله لإسرائيل وحقل قانا كله للبنان حل معقول، ومن ناحية إسرائيل فإن تنازلها عن نصيبها الافتراضي في قانا يعد حلاً وسطاً يمكن التعايش معه، لان فضائل حل الخلاف تفوق مخاطر استمراره». وقالت «ان الجواب الإيجابي السريع على العرض اللبناني – قانا للبنان وكاريش لنا – سيسمح للوسيط هوكشتاين بإنهاء مهمته مع تسوية». واعتبرت في المقابل ان خطوة كهذه ستعزز النفوذ الأميركي في «بلاد الأرز».

حزب الله فرض «قواعده»

وفي هذا السياق، اكد مركز أبحاث الأمن القوميّ «الاسرائيلي» أنّ امتناع «اسرائيل» عن الردّ على إطلاق حزب الله مسيّراته نحو حقل «كاريش» يعود إلى تجنب المواجهة. ولفت كبير الباحثين في المركز الجنرال أودي ديكيل الى ان نجاح حزب الله الكبير يتمثل في إجبار «إسرائيل» على إخراج لبنان من ساحة العمليات التي تنفذها في إطار إستراتيجية «المعركة بين الحروب»، والتي تشنّها ضدّ التمركز العسكريّ لإيران في سوريّة، بالإضافة إلى تقليص حريّة عمل سلاح الجو «الإسرائيلي» في أجواء لبنان. وأوضح أنّ هدف حزب الله من إطلاق الطائرات بدون طيّارٍ هو تهديد «إسرائيل»، عبر إظهار القدرة على اختراق منطقة منصة الغاز، وحتى التهديد بمهاجمتها مستقبلاً، فالحزب يحرص على عرض الصور الجوية كمواد دعائية للتنظيم، ولإثبات عدم خوفه من «إسرائيل»، وأنّه على استعدادٍ لمواجهتها وإحراجها، بإظهار قدرته على مهاجمة «منصات الغاز الإسرائيلية» في البحر المتوسط.

الحرب الجوية

من جهتها، توقعت صحيفة «معاريف» ان تشهد المرحلة القادمة حربا جويّةً مع حزب الله، وقال تسفي يحزكيلي، وهو مُحلِّل الشؤون العربيّة والشرق أوسطيّة بالقناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، إنّ ما حدث من إطلاق حزب الله طائرات مسيرة فوق حقل (كاريش) للغاز، يمكن أنْ يطلق عليه بداية الحرب الجوية بين «إسرائيل» وحزب الله، وأضاف: نحن وأمين عام حزب الله نخوض اشتباكات في عدة ميادين، ودخلت الساحة الجوية على الخط في الأسبوع الماضي وعلى «إسرائيل» أنْ تنتبه لها، لأنّها سوف تبقينا مشغولين في المستقبل القريب، وسوف تجتذب هذه الساحة الكثير من النار.

لا حرب بسبب «المسيرات»

وقد حذر الكاتب من تحسن قدرات حزب الله الجوية، والتي عزاها إلى نجاح الإيرانيين في استنساخ قدرات الطائرات بدون طيّار الأميركية، والتي اشتروها من حركة طالبان بعد انسحاب الأميركيين. وقال إن عدم رد «إسرائيل» على الخطوة التي قام بها الحزب ستشجعه على تكرار الموضوع مرة أخرى، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ حزب الله يملك القدرة على المناورة، ويعلم أننا لن نذهب إلى الحرب بسبب الطائرات بدون طيار.

حزب الله «لا ينتظر احدا»

في المقابل، اكد حزب الله ان»رسالة المسيرات كانت سريعة المفعول»، مؤكدا انه لا ينتظر قرارات رسمية، ولا يلتفت إلى بيانات غبّ الطلب، في انتقاد مباشر إلى بيان ميقاتي- بو حبيب. وقد اكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، إنَّ ما بعد المسيرات ليس كما قبلها، نافياً أن تكون مرتبطة بمفاوضات إيرانية ولا بزيارات أميركية..من جهته قال النائب حسن فضل الله ان «المقاومة عندما بدأت عام 1982 لم تنتظر أحداً، ولا قرارات رسمية، ولم تتوقف عند الانقسامات السياسية والطائفية والمناطقية، ولم تلتفت إلى بيانات»…

تشكيل الحكومة في «اجازة»

داخليا، لا انفراجة حكومية مرتقبة بعد انتهاء عطلة الاضحى، غياب الرئيس المكلف في اجازة خارج البلاد منح الاتصالات اجازة ، وعلى وقع التسريبات حول موعد طلبه ميقاتي ولم يمنح له في بعبدا «اذا لم يحمل جديدا»، وبين النفي، والكلام عن طلب ميقاتي من الرئيس حسم موقفه من المسودة «الجدية» بين يديه قبل اي لقاء جديد، فان الثابت حتى الآن ان النقاط الخلافية لا تزال على حالها بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ولم تسجل الساعات القليلة الماضية اي تواصل جدي بينهما، وكان الجميع باتوا مقتنعين ان لا حكومة قبل نهاية الولاية الرئيسية، مع اقتراب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد مطلع أيلول المقبل وفقاً لما تنص عليه المادة 73 من الدستور. ومن غير الوارد ان يدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة في ايلول، الا اذا حصل تفاهم على هوية الرئيس المقبل، وهو امر غير متاح حتى الآن.

«استحالتان» لا تصنعان حكومة؟

وبحسب مصادر سياسية بارزة، فاننا عالقون بين «استحالتين»، فالرئيس عون لن يمنح «خصومه» حكومة مكتملة المواصفات ليحكموا البلاد في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو يريد ان تبقى حكومة تصريف الاعمال فاقدة «للشرعية» المطلوبة كمدخل للتصويب عليها سياسيا في وقت لاحق… في المقابل، لن يمنح «خصوم» الرئيس فريقه السياسي اي «هدية» مجانية بتشكيل حكومة تمنح التيار الوطني الحر اي امتيازات لا «يستحقها» مع افول العهد. ولهذا يصر ميقاتي على التمسك بالدستور في عملية التشكيل، الذي يعطيه الحق في اختيار الوزراء لا ان يفرضها الرئيس عليه، فهو المسؤول الوحيد عن اعمال الحكومة، وهو معني فقط بالتشاور في الأسماء مع رئيس الجمهورية، واذا حصل الاتفاق يوقع الرئيس على مراسيم التأليف، واذا لم يحصل ذلك يتحمل هو مسؤولية «التعطيل».

«مواصفات» الراعي الرئاسية

وقد جاءت المواصفات التي تحدث عنها البطريرك الماروني بشارة الراعي لشخصية رئيس الجمهورية، لتؤكد انعدام ثقة المرجعية الدينية المارونية بكل المرشحين الرئيسيين المحتملين، وبحسب مصادر نيابية مسيحية، فان ما طرحه الراعي من مواصفات غير متوفر الا عند «القديسين»، وهو امر غير متاح على ارض الواقع، لكن ما قاله الراعي يعني شيء واحد ان بكركي قد اخرجت من التنافس على الموقع الاول في البلاد الصف الاول من القادة المسيحيين، لان التجربة اثببت بان اي منهم لا يستحق الموقع، فالراعي طالب برئيس متمرس سياسي وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته، ويكون فوق الاصطفاف والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحدياً لأحد، ويكون قادراً على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية» وهو بذلك يقطع «الطريق» على دعم بكركي لقائد الجيش ، وكذلك لرؤساء الاحزاب المسيحية، ويطالب في المقابل بشخصية مارونية مستقلة.!

وفي سياق غير بعيد عن الشأن الرئاسي، لفتت الزيارة التي قام بها عضو «التكتل الوطني المستقل» النائب فريد هيكل الخازن إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اللقلوق قبل ايام للتداول في تقريب وجهات النظر على خط رئيس «تيار المردة» والتحضير على الأرجح للقاء ثنائي في دارة الخازن في القليعات.

«التعثر»القواتي «والخطة باء»

في هذا الوقت، لا تزال محاولات «القوات اللبنانية» لجمع المعارضة وراء مرشح واحد للرئاسة متعذرة، بسبب عدم تجاوب اي من القوى التقليدية او «التغييريين» مع محاولات «معراب» لعب دور قيادي في هذا الاطار. وقد حذر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من عدم توافق المعارضة لمنع الطرف الآخر الإتيان برئيس محسوب عليه، «مناشدا» النواب الذين انتخبوا على أساس أنهم من ضمن فريق المعارضة التصرف على هذا النحو، لا الاكتفاء بالكلام والتصريحات.

وامام هذا التعثر «القواتي»، تستعد «معراب» للخطة «باء»، وقد المح النائب جورج عدوان بالامس الى امكانية عدم تأمين النصاب لجلسة انتخاب الرئيس، بقوله «لدينا القدرة على منع وصول أيّ شخص غير سيادي إلى سدة الرئاسة، ويجب أن نتّعظ من عدم قدرتنا على التفاهم في الاستحقاقات السابقة كمعارضة».

وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان السباق إلى رئاسة الجمهورية لم ينطلق جديا بعد، بانتظار تبلور الحراك الاقليمي والدولي، عله يساعد في بلورة اتفاق على هوية الرئيس المقبل، والا فان البلاد تتجه نحو «الفراغ» الشامل.

لا تعديلات على «الخطة»

اقتصاديا، أكد نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد الدولي سعادة الشامي، أن لا تعديلات جوهرية الآن على خطة التعافي التي اقرتها الحكومة. وقال: «لقد اتفقنا مع صندوق النقد الدولي وهناك التزام من لبنان بذلك، ونخن نطوّر هذا المشروع وهذا ما قلته في مجلس النواب». وعمّا سُمّي تعديلات شفهية على الخطة طرحها رئيس الحكومة على لجنة المال والموازنة قبل ايام، اجاب الشامي «لا يوجد تعديلات على الخطة الأساسية والرئيس ميقاتي قال ان هذه أفكار نناقشها الآن، لكننا لم نطرحها بعد على صندوق النقد، وهي تحتاج لأن نناقشها معه فإذا قبل بها عندها نسير بهذه الأفكار».

ازمة الرغيف

في هذا الوقت، تفاقمت ازمة الرغيف، وتوقفت معظم الافران بالامس عن بيع الخبز، وقنن عدد قليل في بيعه بسبب اقفال المطاحن في عيد الاضحى. وقد اوضح نقيب أصحاب المطاحن أحمد حطيط أنه يتم مراقبة كل شاحنات الطحين التي تخرج من المطاحن إلى الأفران، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية كانت إحتكار التجار للطحين بالإضافة إلى التهريب. وأعلن حطيط أنه خلال هذا الأسبوع، ستصل نحو35 ألف طن من القمح، وتم التواصل مع وزارة الإقتصاد ومصرف لبنان، وسيتم إعطاء إستثناءات بهدف توزيع الكمية بشكل سريع.

اضراب القطاع العام

في هذا الوقت، دخل الإضراب المفتوح لموظفي القطاع العام أسبوعه الخامس دون اي بوادر حلحلة بعد انسحاب وزير العمل مصطفى بيرم من وساطته بين الحكومة والموظفين، إثر اتهامه من قبل «رابطة الموظفين» بالانقلاب على تعهداته وضرب حقوقهم. وقد «نعت» رئيسة رابطة موظفي الإدارة العامة نوال نصر وساطة وزير العمل، وشددت على الاستمرار بالإضراب المفتوح، ما دامت أسبابه موجودة، مشيرة الى ان هذا الإضراب «أُجبرنا عليه، ولو كنا نعيش في دولة طبيعية، لما كان هناك شيء اسمه إضراب، إلا اللبناني لا يحصل على الحد الأدنى من حقوقه كمواطن إلا أن أضرب».

Leave A Reply