“النواب التغييريّون” في “قفص المساءلة” الشعبيّة : أين مشروعكم؟

علي ضاحي-

في احد جلساته الحكومية، قرر مجلس الوزراء في منتصف تشرين الاول 2019، فرض رسم بقيمة 20 سنتاً على أول مكالمة يُجريها المشترك عبر “الانترنت” يومياً، على أن تكون الاتصالات التي تلي غير خاضعة للرسم. ومع إقرار هذا القرار، فإن كل مشترك يستعمل تطبيقات الاتصالات الصوتية عبر الانترنت “سترتفع فاتورته بنحو 6 دولارات شهرياً، تضاف إلى المبالغ المضخّمة التي يدفعها للخزينة جوراً لمجرد استعماله الهاتف الخليوي”.

هذا السيناريو، تراجع عنه وزير الاتصالات الاسبق محمد شقير في 20 تشرين الاول 2019، اي بعد 3 ايام على اندلاع الشرارة الاولى لـ”ثورة 17 تشرين الاول” والتي عمت لبنان في ايامها الخمسة الاولى.

وتقول الاوساط ان السلطة اليوم مستمرة في النهج ذاته، وهي تمعن في افلاس البلد وانهياره وتُسقطه وتُسقط معه وتُسقط معها الناس الى قعر الهاوية، وتكشف ان خيار العودة الى الشارع مطروح بقوة، لكنه سيكون آخر خيار، لا سيما بعد تجديد الناس للطبقة السياسية نفسها واعطاء نصف فرصة لـ “التغييريين” و”المستقلين”، وبالتالي المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة لم يعد خياراً جاذباً وفعالاً.

وتقول الاوساط ان هناك “مجموعة تغييرية ومستقلة” من النواب، وهي تتحرك في كل الاتجاهات للدفاع عن مصالح الناس، وقد يكون التغيير من مجلس النواب بالتوازي مع حركة الشارع فعالاً ومجدياً.

في المقابل، يسود “غضب شعبي” من فريقي السلطة والمعارضة، فبلا موافقة القوى المشاركة في الحكومة لما “تجرأ” وزير الاتصالات وشركة “اوجيرو” على القيام برفع الاسعار بالنسب الهائلة، والتي تجاوزت لبعض الخدمات العشرة اضعاف.

ومع “صمت” الثنائي الشيعي وفريق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عما يجري في وزارة الاتصالات، لا توفر الاتهامات الشعبية بالتواطؤ السلطة الحالية، وكذلك المعارضة، مع غياب اي اصوات منتقدة لـ “الكتائب” و”القوات” و”الاشتراكي”، كما تطال الانتقادات “التغييريين” و”المستقلين”.

وفي حين تبرر اوساط 8 آذار ما يجري بالامر الاضطراري لاستمرار قطاع الاتصالات، وان رفع الدعم و”الدولرة” لم تعد حكراً على امر بعينه باستثناء ربطة الخبز، ترى ان تحميل فريقنا وزر ما يجري ظالم وسياسي، ولسنا وحدنا من نشارك في الحكومة.

وفي السياق نفسه، يرفض “النواب التغييرييون” هذه “الاتهامات”، ويؤكدون انهم يعملون ليلاً نهاراً من اجل مصالح الناس. وفي السياق، تكشف النائبة بولا يعقوبيان لـ”الديار” عن مؤتمر صحافي للنواب “التغييريين” بعد اجتماع لجنة الاتصالات والاعلام اليوم الاثنين لمتابعة ملف الاتصالات وغيره، وتؤكد ان ايدينا ليست مكتوفة، ونعمل ليلاً نهاراً، والاستحقاقات كبيرة وداهمة: من المياه والكهرباء الى الخبز والاتصالات، فالسلطة تمعن في افقار الناس وتركيعهم واذلالهم ولم تقم بأية اصلاحات او خطوات لتلافي المحظور.

وتقول: لم يتسن لنا الوقت كتكتل “للنواب التغييريين” للجلوس لندرس الورقة السياسية المشتركة، وثوابتنا معروفة وواضحة، ومشروعنا هو التصدي لهذه السلطة ومشاريعها والوقوف الى جانب الناس، ولكن الناس بدورهم عليهم ان يساعدونا وان يواكبوا حركتنا في الشارع.

وتكشف يعقوبيان عن اتصالات مع قيادات و”قوى الثورة”، والتنسيق يومي للوصول الى افضل النتائج، كما تؤكد ان خيار الشارع ليس مستبعداً.

Leave A Reply