«جوقة عزيزة»: دراما استعراضية خاوية!

وسام كنعان – الاخبار

غالباً لم تمرّ على مسامع الكاتب السوري خلدون قتلان القاعدة الذهبية في الدراما التي أسست في «ألف ليلة وليلة» عندما أقنعت شهرزاد الملك شهريار بأن يستمع لحكايتها ويؤجّل قتلها، وراحت تورّطه في سردها، وتثير شهيّته ليستمع إلى قسط إضافي، فيؤجل موتها إلى يوم جديد، تعيد فيه اللعبة نفسها وتحافظ على حياتها بينما يغرق مستمعها في فضوله بعد نهاية جديدة مترفة بالتشويق! كانت النتيجة في نصّ «جوقة عزيزة» (كتابة قتلان وإخراج تامر اسحق) الضائع بين غايتين: الأولى الاستعراض وتقديم شخصية ملفتة بصرياً تحمل غنى من ناحية المظهر الجمالي، والثانية طرح الراقصة والمغنية عزيزة (تؤديها نسرين طافش) بصيغة الشخصية القيادية ونسف فكرة أن القيادة لا يمكن أن تكون بيد مغنية وراقصة، فيما كان الهم دوماً من خلال ما جرّب هذا العمل تكريسه بأن الشام كانت منبعاً للفن والتحرر والانفتاح! لكن بين هذا وذاك، ضاعت الحدود الدنيا من المنطق الدرامي السليم، والشغل المتقن في صوغ تصعيد حكائي جذاب، وخلق فرجة تشويقية تستطيع مسك المشاهد منذ البداية، خاصة أننا في موسم تنافسي يملك المشاهد عشرات البدائل دوماً. هكذا، ظهرت حكاية «جوقة عزيزة» خاوية وتائهة تماماً لا تعرف إلى أين المصير وما الذي سيحدث بعد قليل! الهمّ الأول والأخير كان استعراضياً لكنه سقط في المطلق بذريعة الأداء البرّاني الساذج لنسرين طافش واعتمادها على طبقة صوت منفّرة، عدا عن غرقها في أسلوبية تجسيدية قديمة كانت تعتمدها السينما المصرية في ستينيات القرن الماضي، بمعنى أننا إذا كنا نشاهد راقصة، يجب أن تحكي بغنج مبالغ لدرجة منفّرة، وتضحك بطريقة غريبة، وتؤدي بأسلوب مسف، كأن طافش أرادت من العمل عرض الأزياء لا أكثر. عموماً لم تنجح كلّ محاولات الشركة المنتجة «غولدن لاين» في بناء وديكور وأزياء وتخديم العمل إنتاجياً من إنقاذه من التهاوي المدّوي الذي ظهر عليه!

في كل الأحوال، يتفوق العمل على أعمال هابطة قدمت هذا الموسم مثل الجزء الجديد من «باب الحارة» لكنّها خرجت من التصنيف منذ البداية.

Follow Us: 

 

Leave A Reply