لبنان على أبواب أزمة غير مسبوقة في التغذية الكهربائية

منذ أيام ويعيش لبنان أزمة غير مسبوقة على صعيد الكهرباء، لا سيما في ظل شح مادة المازوت التي تعتمد عليها مولدات الكهرباء، وارتفاع ثمنها في السوق السوداء لتصل إلى أكثر من 1400 دولار للطن الواحد.

ويحاول أصحاب المولدات الكهربائية الاستمرار بالعمل في هذا القطاع، والذي بات يشهد ضغوطا متزايدة نتيجة غياب كهرباء الدولة لأغلب ساعات اليوم، ما دفعهم إلى تخفيض ساعات التشغيل ورفع قيمة الفاتورة الشهرية التي يجبونها من المشتركين.

في المقابل، يدفع المواطن اللبناني ثمن فشل الحكومات المتعاقبة على إيجاد حل مستدام للطاقة، وقرر جزء من المواطنين الاستغناء عن اشتراك المولدات لعدم قدرتهم على دفع الفواتير الشهرية المرتفعة.

عبد المصري (عسكري متقاعد) ألغى إشتراك الكهرباء في منزله، ويقول لوكالة “سبوتنيك”: “راتبي مليون و600 ألف ليرة لبنانية فكيف أشترك بالكهرباء؟ ثمن صفيحة البنزين 450 ألف، صفيحة المازوت وصلت إلى الـ 650 ألف، قارورة الغاز 350 ألف ليرة لبنانية، يعني راتبي كله يشتري قارورة غاز وصفيحة مازوت وصفيحة بنزين”.

وأضاف: “رواتبنا لم تتعدل، أعطونا مليون ليرة مساعدة ولكن لم نستطيع أن نقبضها من المصرف، وهي لا تساوي 40 دولارا ولا نريدها”.

وأوضح المصري أن “كهرباء الدولة تأتي خلال الـ 24 الساعة، ساعة واحدة فقط، وأحياناُ كل أربعة أيام تأتي ساعة، أما فاتورة اشتراكات الكهرباء فتقدر بمليون ونصف إذا فقط أضأنا لمبات فقط”، لافتاً إلى أن العسكري الموظف هو من يدفع الثمن لأن راتبه لم يتغير.

من جهته، يقول رئيس تجمع أصحاب المولدات عبدو سعادة لـ”سبوتنيك” إن “الأزمة مستمرة، منذ شهر كان سعر طن المازوت بـ 600 دولار أصبح 800 واليوم 1200/1300 دولار، كيف يمكننا أن نستمر وأن نؤمن المازوت، وكيف نستطيع أن نأخذ من المشتركين نقوداً إن كان طن المازوت بـ 1300 دولار”، معتبراً أن “هذا الأمر يتطلب حلا من الحكومة اللبنانية و من رئيس الحكومة، لأن هذه الأزمة تتخطى طاقة وزارة الطاقة، هذه الأزمة بحاجة لقرار جريء يعني الدعم على المازوت وإرجاعه على السعر اللبناني وأن يثبت سعره لنستطيع أن نرسل الفاتورة للمشتركين”.

وأشار إلى أن “البلد ذاهب إلى العتمة إذا لم تتعاون الحكومة”، متساءلاً: “من يستطيع أن يدفع؟ لا هم قادرون أن يدفعوا ولا نحن قادرين على تعبئة المازوت، وبالتالي إذا لم تحل الأزمة فلدينا مشكلة و كارثة اجتماعية حيث سيصبح البلد بلا كهرباء”.

وأضاف سعادة: “كنا نؤمن قبل رفع الدعم 22 ساعة، وعندما رفعوا الدعم إضطررنا أن نرحم المشترك حتى لا تكون الفاتورة كبيرة، اليوم نحن لا نستطيع تعبئة مازوت لنشغل الكهربا، أصبحنا نشغل بمعدل 10 ساعات يومياً، وفي بعض المناطق ساعات أقل”.

كما أوضح أن “المازوت سعره أعلى ب 50/60%، من ال 500 إلى 1300 دولار، نحن لا نستطيع أن نعطي المشتركين فواتير بهذا الرقم العالي”، معتبراً أن “كل أسبوع يزيد سعر صفيحة المازوت 50/60 ألف وهذا إجرام بحق الشعب”.

وحمّل سعادة مسؤولية هذا التفلت وزارة الطاقة وزارة الاقتصاد، مضيفاً: “نحن ليست مسؤوليتنا الكهرباء، أتينا لنساعدهم لم يعد لديهم كهرباء فأصبح كل الحمل علينا، الكهرباء ليست مسؤوليتنا هذه مسؤولية السلطة والدولة”.

وكانت الحكومة قد أقرت خطة الكهرباء التي وضعها وزير الطاقة والمياه، لكنها الخطة التي تحتاج إلى أربع سنوات لتأمين الكهرباء بشكل متواصل.

Leave A Reply