7 كانون الأول 1989.. تاريخ انبثاق المنبر الجنوبي ـ صوت الفرح

7 كانون الأول 1989.. تاريخ انبثاق المنبر الجنوبي ـ صوت الفرح

علوان شرف الدين
رئيس مجموعة الفرح الإعلامية الإجتماعية

 

7 كانون الأول 1989 تاريخ محفور في ذاكرة أبناء صور والجنوب بل كل لبنان.. يومها أتى رجل عنيد (السيد عبد العزيز شرف الدين) وأراد أن يؤسس لمنبر جنوبيّ يصل صداه إلى كل أرجاء الوطن، فأسماه “صوت الفرح” في مقصِد لمحو صورة الأحزان والآلام التي لازمت الجنوبيين طيلة فترة الإحتلال والعدوان والحرمان..

إثنان وثلاثون عاماً مضت بأيامها وساعاتها ومضى معها شريطٌ حافل بالتحديات والصعوبات..

ثلاثة عقود ونيّف.. ترعرع خلالها جيل بكامله على صوتنا الذي أضحى في ذاكرة كل فرد.. كبُر فينا الإيمان والإصرار على تحقيق الأحلام، ومواجهة الآلآم..

ويوم تكاثرت الأزماتْ.. وصار للحدود ملاحم وحكايات.. ولأمهات الشهداء عيون تدمع.. كنتم وكنا.. وكانَ صوتُ الفرح. صوتاً يتلو.. ولحناً يُسمع..

وضعنا نُصب أعيننا أن يكونَ صوت الفرح منبراً إعلامياً وطنياً متجرداً موضوعياً.. لا ينحاز إلا لكلِّ قضية عادلة تقوم على الحقّ..

آنذاك ولد أثيرنا مسافراً من مدينة التاريخ صور، إلى تاريخِ كلِّ قرية ومدينة… من أقصى الجنوبِ إلى أقصى الشمال.. واستطعنا كما قال لنا دولةُ الرئيس نبيه بري أن نقطعَ الصوتَ الآتيَ من وراءِ الحدودِ المحتلة، لنستبدلَه بصوت يحمي الحدود والأهل والثقافةَ والأجيال، وفي شهادة له في العيد الأول لإذاعة صوت الفرح في العام 1990، قال: ” أتوجه بالشكر بإسمي وبإسم شعب الجنوب لما قدمته إذاعة صوت الفرح من إعطاء البسمة ومن إعطاء حتى إرتسام الحزن عندما يلزم إلى شعب الجنوب لأنه كان أيضاً من ضمن المخطط أن لا تصل إذاعة لبنان إلى الجنوب وأن لا يصل تلفزيون لبنان إلى الجنوب وكأنه المقصود أن نرى ما وراء الحدود ونسمع ما وراء الخطوط ، إذاعة الفرح إستطاعت ليس فقط أن ترسم بسمة أو علامة فرح، إستطاعت أن توصل بعض الآذان إلى بعض الآذان .”

عبر سنوات كانت تسير الإذاعة بخطى حثيثة واعدة ومدروسة، حتى استطاعت كسب ثقة اللبنانين على اختلاف إنتماءاتهم وأماكن تواجدهم. ثم، وبشكل سريع انطلقت لتصبح من بين الأوائل في لبنان، حيث غطّت حينها معظم الأراضي اللبنانية وأطراف سوريا وفلسطين ومصر وقبرص، وقدمت برامج ترتبط بقضايا الشعب اللبناني الحياتية والإجتماعية، والوطنية، أشرف عليها فريق عمل من المختصين، حيث قدموا المستوى الراقي الذي يلائم المستوى الفكري والوعي العام الذي يسود المجتمع، وكان لا بد من السهر الدؤوب لاختيار البرامج المميزة، التي إن دلت على شيء، إنما تدل على المستوى اللائق بالوطن وأهله، لذلك تنوعت برامجنا لتشمل كل الموضوعات التي تهم المستويات الإنسانية، والأعمار والإهتمامات كافة، إن كان على المستوى الثقافي أو الديني أو الصحي أو الإجتماعي أو الرياضي أو الترفيهي، فقد أجرينا لقاءات وحوارات مع العديد من المختصين كلٌ في مجاله، حيث أضحى في أرشيفنا آلاف الساعات من الإنتاج الإذاعي.

وكان شرفاً للإذاعة أن تواكب كل المناسبات الوطنية، وأن تسعى جاهدة للتخفيف من معاناة اهلنا في لبنان عامةً والجنوب خاصة. لذلك خصصنا برنامجاً لأهلنا في الشريط المحتل، نحثهم خلاله على التعلق بالأرض والتاريخ عبر لغة وجدانية، صادقة مؤثرة. كما وكنا صامدين مع أهلنا إبان العدوان الإسرائيلي في الأعوام 1993 و 1996 و 2006 نحثهم على التشبث بالأرض ونقدم لهم العون عبر إيصال صوتهم ونداءاتهم.

وأيضًا واكبت كافة مراحل العمليات الإنتخابية النيابية والبلدية والإختيارية بمواجهة الإقطاع البائد منذ العام 1992 ولغاية الآن، عبر بث التوعية والتثقيف الإنتخابي الذي يصبّ في مصلحة من قاوم وحرر وبنى الجنوب.

وبالطبع لم ننسَ القضية الأساس فلسطين، واكبنا أهلنا في الأراضي الفلسطينة المغتصبة من خلال برامج تسلط الضوء على معاناتهم وإحياء قضيتهم التي هي قضية كل حرٍ شريف في هذا العالم، كما رافقنا المبعدين الفلسطينين إلى مرج الزهور أوائل العام 1993 وحتى عودتهم إلى فلسطين في شهر أيلول من العام نفسه.

وفي ذكرى تأسيس الإذاعة كان قد أمّ الإذاعة في سني أعيادها المئات من الوفود السياسية والحزبية والوطنية والإجتماعية والثقافية والتربوية والإقتصادية والرياضية والكشفية والطبية والدينية والإعلامية والفنية لتقديم التهنئة والتبريك وتقديم الدعم المعنوي.

وفي سبيل مواكبة التطور التكنولوجي ومجاراة العصر تم إستحداث موقع الكتروني إخباري عام 2010 ليضيئ على كافة المحافل والمناسبات ويقدم مادة إعلامية مهنية.

كما وأسسنا جمعية الفرح الإعلامية الاجتماعية عام 2013 والتي بادرت الى إقامة مشاريع مبتكرة منها: نشاط شارع المشاة على الكورنيش الجنوبي لمدينة صور الذي استقبل ضمن استديو خارجي العديد من الشخصيات والفعاليات البارزة في المجتمع اللبناني والعربي من إعلاميين وفنانين وسياسيين وغيرهم، كما تم تنظيم جلسات لمحاكمة بلدية صور حيث تم إتاحة الفرصة للحديث عن مشاريعها وإنجازاتها وإخفاقاتها، ونشاطات عديدة تم تنظيمها مثل سوق عكاظ، مباريات لكرة القدم بين المدارس وغيرها..

وبرز إسم صوت الفرح أيضاً في إصدارها لمجلة تضم نبذة عن شخصيات جنوبية من رؤساء بلديات وفعاليات بالإضافة الى محطات إعلانية.

وهكذا نكون قد قدمنا لمحة موجزة عن تاريخ هذا المنبر الجنوبي لمن خانتهم الذاكرة ولتكون بمتناول أجيالنا الصاعدة، آملين أن يتعافى الوطن من أزماته لكي نستطيع أن نستمر برسالتنا الإعلامية التي تحتاج كل الدعم في هذه الظروف الإستثنائية، والتي بكل أسف أضطررنا خلالها مرغمين أن نوقف جزء من برامجنا والتقارير الخارجية، وخفضنا عدد الموظفين إلى مستواه الأدنى لكي نبقى مستمرين، ريثما يتم الإلتفاف حول هذه الإذاعة الصامدة بكل عنفوان وإرادة لكي تتغلب على الظروف القاهرة في مواجهة الصعاب وتستطيع استكمال الرسالة الهادفة التي اعتادت إيصالها الى العالم، علّ القادم من الأيام يحمل الخير لكل اللبنانيين.

 

مصيلح عام 1990

أسرة الإذاعة عام 1994

في ذكرى اليوبيل الفضي للإذاعة عام 2014

أسرة مجموعة الفرح عام 2015

أسرة مجموعة الفرح في العيد الـ 27 للإذاعة عام 2016

أسرة مجموعة الفرح في العيد الـ 28 للإذاعة عام 2017

أسرة مجموعة الفرح في العيد الـ 29 للإذاعة عام 2018

أسرة مجموعة الفرح في العيد الـ 30 للإذاعة عام 2019

Leave A Reply