نراه كُلنا ونحن لهذا الكُل ثقة وفداء ـ كتبت ليال فقيه

بينما فتيات الموضة والتافهات وبعض من اللارجال ينشرون كلمات مستفزة وغير مسؤولة وبعضٌ يلقي اللوم عليه وهو بالطبع المتهم البريء الأبرز على مدار ٣٠ سنة، حتى إلى ما قبل نهار الخميس كان كذلك، ولن أشرع أبواب التعري لحقيقة واحدة أننا قوم لا نجتمع إلا بالفواجع وبسفك دمائنا وما أن ننفض غبار الفاجعة عن أجسادنا نعود ذئاباً في صحراء يوسف وفي هذه المرة ذئاباً ليست ببريئة.

بينما نقرأ نحن جميعاً أنباء إستشهاد سبعة إخوة لنا على مذبح الوطن، نبكي لبكاء أمهاتهم نطالب بالثأر، نريد الخلاص النهائي.

فالكمائن كثيرة، حتى وصل الأمر بهم إلى قنص الأمهات!!

بينما نحن كذلك لا يكُف هاتفه عن تلقي الإتصالات ويرد بنفسه، كيف لا ونحن أبناؤه؟ وهل يستوجب العزاء بالأبناء إلا من الأب؟

هو العاملي المعجون بطيننا يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا،

بينما تدور رحى حرب أهلية في شوارع بيروت، ونحن نقطة في بحر الشرق الأوسط المشتعل حروباً منذ سقوط النظام العراقي

البائد إلى اغتيال الشهيد رفيق الحريري، إلى حرب تموز حيث مشروع شرق أوسط جديد أفشلناه نحن، وإلى ما بعد ما يسمى بالربيع العربي.. وحده ووحيداً كان يطلق إنذارات التحذير:الوحدة ثم الوحدة والوحدة.

مقر الرئاسة الثانية في عين التينة التي كما العادة بكل مفاصل السلم والحرب محجة الوفود حيث الكل يرجو الحكمة منه فهو رجل الحكمة ويتقنها بجدارة، مايسترو الحرب بالعسكر والسياسة، يدرك جيداً متى يصبر وعلى ما يصبر، وكيف يدور الزوايا، ويدرك أن في هذا الوطن رجالاً رجال وأسوداً أسود رهن يمناه ما إن أرادها حرباً أرادوها وما إن أرادها سلماً أرادوها، حتى كما قال يوماً: “لنسائنا سواعد الرجال”.

نعم إن شئتنا سواعد رجال فنحن لها.

خصومه وأعداؤه كما الأصدقاء يعلمون، هو رجل الطائفة، ورأس هرم الطائفة مهما علا شأن الجميع واشتد عودهم، بيده قرار الحرب، وبيده قرار السلم.

هو الذي لم ولن يستثمر يوماً بأوجاعنا وأحزاننا ولن يتاجر بآلامنا لإستقطاب جماهيري وشعبوي، ولن يبني يوماً على جثثنا زعامته، على العكس تماماً،

لقد بناها بحب واحترام متبادل، بعقيدة ثابتة ان قيمة إنساننا عنده يفوق فهم البعض، واهم من يعتقد أن لهذا الرجل قدرة المساومة على دمائنا، وواهم من يعتقد أن ربطة عنقه “السياسية” تمنعه يوماً من النزال.. لكنها “الفتنة”.

وما ينجينا منها إلا دستور موسى الصدر، وما من بارع بالسير على نهج المؤسس إلا رجل واحد، هو رجل يكمن في كتبه إسمُ موسى، ركز دعائم مقاومته بعقيدة حسينية و “بعزيمة” من “العباس”

على عدوه أن يطّلع من هو العباس بعقيدة هذا الرجل.

في يوم الخميس كان يطمئن الجميع: “إن الذين سقطوا شهداء هذا اليوم هم أبنائي، ولو سقط لي ألف شهيد لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، لن نذهب إلى الإنتحار بأقدامنا وهذا قرار لا رجوع عنه على الإطلاق “.

كان لهذا الوطن رجلٌ واحد جاء من أقصى المدينة يطفئ ناراً مستعرة، من معجزات موسى الصدر أطفأ بعصاه خمسة عشر عاماً من الحرب الأهلية!

بالصبر والحكمة وإيمانًا بإنساننا

وبقرآن محمد وإنجيل عيسى على حد سواء فعلها.

واليوم لنا رجل واحد يعيد لنا موسى الصدر

رجل يرونه نبيه بري الزعيم ونراه الأب.

يرونه نبيه بري رئيس حركة أمل ونراه موسى الصدر وداوود وشمران…وكل الشهداء.

يرونه رجل الطائفة الشيعية ونراه مرجعنا الأعظم في السياسة ومفتينا في الحرب

نراه كُلنا ونحن لهذا الكُل ثقة وفداء.

Leave A Reply