كارل ماركس و نظرته إلى الدين -د.حسن فاخوري

عاش ماركس بين العامين 1818 و 1883. و هو ينحدر من أسرة يهودية إعتنقت البروتستانتية.

من الصعب الحديث عن مفهوم و نقد ماركس للدين بدون التطرق في هذا السياق إلى ماقبله حيث شكلت أفكاره أساس نظرة ماركس إلى الدين.

ففي الوقت الذي عمل فيه على شرح الدين بالنسبة للإنسان بشكل تجريدي يري ماركس الإنسان كجزء من مجموعة بشرية. “الإنسان، هو عالم البشر، الدولة، المجتمع. هذه الدولة و هذا المجتمع ينتجون الدين الذي هو وعي مطلق خاطيء لأن أسبابه (الدولة و المجتمع) هي عالم خاطيء” .

لذلك يعتقد ماركس أن إزالة الدين لا تعني حصول الإنسان على كماله. فأسباب نشوء الدين موجودة داخل العالم الحقيقي (الحياة البشرية) و يجب تغيير هذا العالم البشري قبل كل شيء.

لذلك فإن نضال ماركس لم يكن ضد الدين إنما ضد أسباب وجوده. فحقيقة الغربة الدينية للإنسان تكمن في أصلها و مبدأها أي في أسباب حدوثها و تطورها. بالتالي فمع القضاء على أسباب هذه الغربة يختفي الشعور الديني تلقائيا. لذلك يجب أن النضال ضد أسباب هذه الغربة الدينية و ليس ضد الغربة الدينية.

كتب ماركس في موضوعاته عن فويرباخ:

“إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة و لكن المهمة تتقوم في تغييره “.

لذلك يرى ماركس أن نقد الدين يجب أن يكون من أجل المعرفة أي من أجل معرفة حقيقة أساسيات و أصل الدين و بالتالي يكتشف الإنسان التناقض بين المخلوق الوهمي (الإله) و ماهية البشر الحقيقية.

أفيون الشعب:

مشهورة هذه الجملة و لكن هل يفهم هذه الجملة جميع من يستخدمها ؟

الوقت الذي عاش فيه ماركس كان عصر التطور الصناعي و بالتالي فقد العمال في هذا النوع من الصناعة العلاقة مع البضاعة التي ينتجوها لأنهم تحولوا من منتجين للبضاعة إلى خدم للآلات التي تنتج البضاعة. هذا أدى إلى تذمر العمال و إحساسهم بالإستغلال.

في هذا الوقت نشأت هذه الجملة “الدين هو أفيون الشعب”. لأن الإنسان يستطيع إحتمال الألم الجسدي بمساعدة الأفيون و كذلك فإن الشعب يستطيع إحتمال الألم الناتج عن بؤس الحياة بواسطة الديند حسن فاخورى

Comments are closed.