في ذكرى عدوان تموز: هزَمْنا العدو.. فهزَمَنا الوطن

 

فاطمة شعيتو ـ خاص صوت الفرح

أقل ما يُقال في ذكرى عدوان تموز أننا كنا على قيد الحياة، عشنا النصر يوم كنا نلتمس معنى السلام والحرية وقبل أن يجور الدهر على كل مواطن لبناني يطمح بأن يستيقظ على ثبات سعر رغيف الخبز والعيش بكرامة.. مواطن بات أسير المحتكرين في أبسط مقومات الحياة.. بل أصبح رهين الذل في وطنه الأم.

في ذكرى العدوان.. صمدنا في وجه العدو واليوم نصمد على قهر لا يقل ظلماً.. على وجعِ مريض لا يصله دواء وجائع بات قوته يكفي لوجبة واحدة إن توفّرت.. نتحدث عن عاملٍ غدر الزمن به فلا هو قادر على الوصول الى عمله بيُسر ولا يسعه تأمين احتياجات عائلته كما السابق.. عن كل ألم ومعاناة من طوابير الذل على محطات البنزين وانقطاع التغذية الكهربائية وارتفاع تسعيرة المولدات الخاصة الى أكثر من الضعف وانقطاع المياه والإنترنت وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني وجائحة تفتك بنا..، حتى أصبح المواطن اللبناني في أتعس حالاته.. يشعر بخنقة الأزمات المتتالية وينتظر الفرج الموعود علّ الحياة الى وضعها الطبيعي تعود.

في ذكرى العدوان.. فقدنا لذة الشعور بطعم الإنتصار فقد وصلنا الى مرحلة نخوض فيها حرباً ضد أنفسنا.. في وجه اخواتنا وأبنائنا.. ننتظر حلولاً من العدم.. نتمسك بحبال مقطوعة.. والكل يستغيث من الألم.

فليت النصر يُحالفنا اليوم ويُسعفنا حاضراً قبل أن نبقى جميعاً في عداد المحتضرين إن لم يكن الأسوأ..

Leave A Reply