اللواء: باسيل يحرق مراكب التأليف.. ونصرالله ليس «حكماً»!

في الوقت الذي كان فيه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يضع “كتلة النار الحكومية” في عهدة ‏الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، كمبادرة أخيرة له، كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد وصل إلى ‏ابوظبي، فيما كانت عين التينة، مستفيدة من الدعم المحلي والأوروبي لمبادرة الرئيس نبيه برّي، التي نعاها باسيل، ‏وقال: لم تعد حيادية… في وقت أنهى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل مهمته ‏في بيروت، بلقاء مع ممثلي المجتمع المدني، بعد لقاء الرؤساء الثلاثة: ميشال عون، نبيه برّي وحسان دياب، ‏والرئيس الحريري، معيداً التأكيد على ربط المساعدة المالية بالاصلاحات التي “يحتاجها لبنان لتخطي الأزمة ‏الحالية”، ومنها استعداد الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في القروض وبرامج المساعدة الاقتصادية ودراستها- أي ‏مبلغ مهم من المال- وهي تدابير ستساعد بالتأكيد على إعادة “اطلاق عملية نهوض الاقتصاد اللبناني، فور تطبيق ‏برنامج صندوق النقد الدولي‎”.‎

لم ترق فكرة باسيل الأخيرة، بتوسيط السيّد نصر الله لحزب الله، وتمنى الا يعلنها، ضمن حسابات، لا تتفق مع حسابات ‏الحزب، ونظرته لتأليف الحكومة، وإذ قدّم كل ما لديه، ولا حاجة لتوريطه أكثر في “المعمعة الداخلية”، وهو لن يقبل ‏التحكيم على طريقة أبو موسى الاشعري، وانقسام جيش الخليفة، والانقسامات الخطيرة التي عصفت بالعالم الإسلامي‎.‎

ووفقا لتجاهل حزب الله، وتوجه حركة “امل” عدم الاضاءة على الفكرة، فإن “الثنائي الشيعي” يعتبر ما تلفظ به ‏باسيل وكأنه لم يكن، وفقا لأوساط الثنائي والقريبين منه‎.‎

آخر الكلام: الاستعانة بصديق‎!‎

وفي آخر خطواته البهلوانية، قال باسيل: انا اليوم بدي استعين بصديق هو السيّد حسن نصر الله، انا اريده حكماً وأميناً ‏على الموضوع، لاني اثق به، وبصدقه وأئتمنه على موضوع الحقوق. يا سيّد حسن، اقبل ما تقبل به أنت لنفسك. هذا ‏آخر كلام لي في موضوع الحكومة‎.‎

وخاطب باسيل جعجع بالقول: “تعتقد أنت يا جعجع انك بتخفي جريمتك بسكوتك، إذا تحججت انوا نحنا مش عم نعمل ‏معركة حقوق، عم نعمل معركة مصالح؟‎”.‎

وسرعان ما ردّت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” على باسيل، هل من المسموح لرئيس أكبر كتلة مسيحية ‏ولديه رئاسة جمهورية، ان يستعين بالسيد نصر الله، ويجعله حكماً في موضوع الحكومة؟ ما هو المثال الذي يعطيه ‏باسيل؟ هل الحكم هو للسلاح أم للدستور؟

ورد التيار الوطني الحر على “القوات”: “الذمية يا سيّد جعجع هي ما تعودت ممارسته منذ الزمن الإسرائيلي، ولا ‏تزال، وهي وليه نعمة ما تقنيه في قلعتك الرابطة عند تلك التلة‎”.‎

إلى ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن المواقف السياسية التي أطلقت في الساعات الماضية حول الملف ‏الحكومي وسفر رئيس الحكومة المكلف يقدمون دلائل واضحة على التعثر القاتل في الملف الحكومي واعتبرت أنه لا ‏بد من رصد ردود الفعل على هذه المواقف لمعرفة الخطوات التالية بشأنه مشيرة إلى أن الحركة الخارجية تجاه لبنان ‏من خلال زيارة بوريل بقيت في إطار الاستطلاع والاستفسار عن الصعوبات التي تحول دون تأليف الحكومة‎ .‎

ولفتت إلى أن بوريل لا يرغب في أي تدخل في هذا الملف إنما يعتبر أن عملية تشكيل الحكومة مسألة أساسية من ‏أجل إطلاق المساعدات للبنان بعد التفاهم مع الصندوق النقد الدولي‎. ‎

وكشفت أن بوريل أبلغ رئيس الجمهورية استعداد دول الاتحاد الأوروبي لأي مساعدة للبنان وإنجاز المشاريع إنما لا ‏يد من قيام تفاهم مسبق مع صندوق النقد الدولي أي أن تكون الحكومة أنجزت خطة مع الصندوق وبالتالي الاتحاد ‏جاهز للمساعدة مؤكدة أن بوريل سأل عن الخطوات التي أنجزتها الحكومة في موضوع الإصلاحات وإن رئيس ‏الجمهورية رد على كل النقاط التي طرحت وشرح بالتفصيل الأسباب التي جعلت العملية الحكومية تتأخر والعراقيل ‏التي وضعت في ملف التدقيق الجنائي كما أشار إلى موضوع الشراكة الوطنية وانعكاسات أزمة النازحين على لبنان. ‏وفهم أن دوريل ابدى حرصه على ان يقدم في الاجتماع الأوروبي المقبل عرضا لتشجيع الاتحاد الأوروبي على ‏الوقوف إلى جانب لبنان بشكل أكبر وكشفت أن بوريل ذكر أكثر من مرة الاستعداد لتقديم المساعدة المالية للمساعدة ‏على حل المشكلة المالية في لبنان‎. ‎

ولفتت إلى أن محادثات المسؤول الأوروبي تركزت على العراقيل التي تحول دون تأليف الحكومة كما كان هناك كلام ‏حول الخطوات التي يمكن لأوروبا أن تقوم بها في المساعدات فضلا عن الأموال المهربة وكيفية المساعدة ‏لاستعادتها وقال دوريل أن هناك قوانين وأنظمة ترعى ذلك لا بد من اعتمادها وإن لا مانع في المساعدة وفقا للقوانين ‏المعتمدة في متابعة ذلك مع المصارف الأوروبية. وعلم أن بوريل لم يشر إلى موضوع العقوبات إلا في معرض كلامه ‏حول وجود عدة نقاط وأفكار في الاجتماع الوزاري الأوروبي للبحث ولم يستخدم عبارة عقوبات وكشف أنه ‏سيستمر في التواصل مع لبنان من أجل العمل لتفادي سقوط البلد وابدى كل الاهتمام بأستمرار الاستقرار فيه وهذا ‏الأمر يكون بأستقرار مالي خصوصا وبحكومة داعيا إلى تأليفها سريعا‎.‎

واكدت المصادر أن زيارته تتيح له تجميع اكبر عدد من المعطيات لمعرفة كيف يمكن لأوروبا أن تبذل جهدها من ‏أجل المساعدة‎.‎

اشار مصدر شارك في احد لقاءات المسؤول الاوروبي? جوزيف بوريل إلى ان زيارة الاخير الى لبنان ،هي للاطلاع ‏على واقع الأوضاع عن كثب والاستفسار من كل المعنيين الذين التقاهم عن الاسباب التي تعيق تشكيل الحكومة الجديدة ‏وقالت: ان المسؤول الأوروبي لم يحمل معه اي خطة او افكار محددة لحل ازمة تشكيل الحكومة، ولكنه نقل قلق ‏الاتحاد واستياءه البالغ لكل من التقاهم من تعطيل تشكيل الحكومة، مستغربا? دعوات البعض طلب مساعدة الاتحاد لحل ‏ازمة التشكيل المتعثرة ،وابلغهم بلغة صريحة وحازمة، بأنه عليهم تجاوز خلافاتهم والمباشرة سريعا بتشكيل الحكومة، ‏لأنهم اذا لم يساعدوا انفسهم، فلن يستطيع احد من الدول الصديقة والشقيقة مساعدتهم‎.‎

واكد?بوريل استعداد دول الاتحاد مد يد المساعدة للبنان عبر العديد من البرامج، ليتمكن من حل الأزمة المتعددة الاوجه ‏التي يواجهها، ولكن هذا الامر من غير الممكن حصوله من دون تشكيل حكومة جديدة، والتي تبقى هي الأساس ‏والانطلاق منها لتنفيذ الاصلاحات البنيوية المطلوبة والمباشرة بحل الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف به حاليا. ‏ونفى المصدر ان? يكون بوريل اثار موضوع العقوبات الاوروبية على اي من الذين التقاهم ولكنه لمح مرارا الى ان ‏هناك تفكيرا لدى بعض دول الإتحاد بفرض عقوبات على اي مسؤول يثبت تورطه بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة‎.?‎

ولاحظ المصدر ان المسؤول الأوروبي مطلع على خريطة المواقف السياسية كلها من عملية تشكيل الحكومة،وعلى ‏اطلاع على تفاصيل دقيقة عن الجهات والشخصيات التي تمعن بتشكيلها، وعبّر بوضوح? عن الاستياء الحاد من دول ‏الاتحاد تجاههم‎.‎

من جهة ثانية اشار المصدر الى انه من الأساس لم يطرح موضوع قيام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على ‏سياسيين لبنانيين، باعتبار ان اتخاذ اي قرار على هذا النحو، يجب ان يحوز على موافقة جميع أعضاء دول الاتحاد من ‏دون رفض اي دولة كانت، اي بالاجماع، وهذا غير ممكن في الوقت الحاضر، في حين انه بامكان اي دولة من دول ‏الاتحاد فرض عقوبات وتدابير من جانبها وهذا ما قد يحدث‎.‎

لكن مصادر متابعة لزيارة بوريل أكدت لـ”اللواء” انه خلال لقاءاته لم يذكر موضوع العقوبات حرفياً، بل تحدث عن ‏‏”افكار عديدة سيبحثها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم المقبل”. وهو ألمح إلى موضوع العقوبات في ‏تصريحه من القصر الجمهوري من دون تسميات‎.‎

كما انه شدّد على ضرورة وأهمية تشكيل الحكومة كمدخل أساسي لحصول لبنان على المساعدات. موضحاً ان دول ‏الاتحاد الاوروبي جاهزة للدعم بعد تشكيل الحكومة وبعد التفاهم المسبق مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حول ‏المشاريع التي ستنفذها الحكومة الجديدة. كما شدّد على اهتمام اوروبا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي والمالي‎.‎

وأوضحت المصادر أن بوريل لم يحمل أي مقترحات او افكار حول معالجة الأزمة الحكومية، “لأنه لا يتدخل في ‏الشأن اللبناني الداخلي”. بل استطلع بالتفصيل آراء الرؤساء الذين التقاهم حول الوضع العام في لبنان والصعوبات التي ‏يمر بها من كل النواحي ولا سيما عقبات تشكيل الحكومة. وقد ركز اكثر من مرة بشكل ملحوظ على موضوع معرفة ‏العقبات امام التشكيل. وسأل عن الخطة التي ستنفذها الحكومة الجديدة في موضوع الاصلاحات‎.‎

وجاءت اجتماعات بوريل عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غداً في بروكسيل للبحث في الوضع اللبناني ‏من زاوية ما أشار إليه الموفد الأوروبي لمجموعة من الصحفيين قبل مغادرة بيروت: “من الواضح أنه تشاحن من ‏أجل توزيع السلطة. لا بد أن أقول إن هناك أيضا حالة كبيرة من انعدام الثقة‎”.‎

وأوضح بوريل أن لبنان بحاجة إلى حكومة تتمتع بقدرات فنية وسلطة حقيقية لتجنب ما حدث من إخفاق لحكومة ‏حسان دياب المنتهية ولايتها والتي قال إنها قدمت خطة إصلاح مالي سليمة لكن الساسة وضعوا العراقيل أمامها‎.‎

وشدّد بوريل على أن المساعدات الخارجية لن تتدفق بدون حكومة تعمل مع صندوق النقد الدولي وتنفذ إصلاحات ‏لمعالجة الفساد وسوء إدارة الأموال. لكنه قال إن القادة الذين التقى بهم كانوا متشائمين بشأن إحراز تقدم‎.‎

وأكد أن عدم اتخاذ إجراء سيؤدي إلى انخفاض الاحتياطيات الأجنبية وجعل البلاد بدون عملات أجنبية لدفع ثمن السلع ‏الأساسية أو مواجهة نقص الإمدادات بالمستشفيات‎.‎

وأشار الى أن محادثاته سلطت الضوء على الانقسامات العميقة بين الطوائف اللبنانية سواء مسيحية أو سنية أو شيعية ‏أو درزية، والطريقة التي يتم بها تقاسم السلطة. وقال: “هذا البلد لديه مشكلة واضحة في نظام الحكم الخاص به‎”.‎

وأظهرت مذكرة دبلوماسية للاتحاد الأوروبي اطلعت عليها رويترز أن معايير فرض العقوبات ستكون على الأرجح ‏الفساد وعرقلة جهود تشكيل الحكومة وسوء الإدارة المالية وانتهاكات حقوق الإنسان‎.‎

وقال بوريل الذي يقدّم تقاريره لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين: “العقوبات هي احتمالية سيتم النظر ‏فيها ونود بشدة عدم استخدامها. لكن لا يمكننا البقاء على هذا النحو‎”.‎

واجتمع بوريل مع ممثلين عن المجتمع المدني، وجرى التداول في رؤية هؤلاء للخروج من المأزق‎.‎

جنبلاط: التسوية أولا

وفي خطوة سياسية ذات دلالات، جال جنبلاط، على عددٍ من المرجعيات الدينية لطائفة الموحدين الدروز، يرافقه ‏عضوا اللقاء الديمقراطي، النائبان أكرم شهيب وفيصل الصايغ، ومفوّض الإعداد والتوجيه عصام الصايغ، ووكيل ‏داخلية الجرد جنبلاط غريزي، والقاضي الشيخ غاندي مكارم‎.‎

واشار جنبلاط خلال جولته إلى أن، “هذه الظروف استثنائية وسيئة، ويبدو أن لا حل في المستقبل القريب كون الحل ‏لن يأتي من الخارج. وإذا كان البعض ممن يسمّى بالساسة الكبار يظنون أن الحل سيكون من الخارج، فليس هناك أي ‏حل من الخارج. فالحل يجب أن يأتي من الداخل، والتسوية ليست بعيب في السياسة، التسوية هي أساس في السياسة ‏من أجل الوطن”، مضيفاً، “لا أملك معطيات جديدة ترشح للتسوية ولإمكانية لجم هذا الانهيار الاقتصادي والمالي‎”.‎

ولفت جنبلاط إلى أن الأيام المقبلة صعبة جداً، وأنا كحزب مستعد للقيام بواجبي، لكن الأيام القادمة أصعب بكثير من ‏الأيام الماضية‎.‎

وتابع، “اليوم أكتب تغريدة عن التسوية. أرى الشتائم من جماعة الثورة وغيرها، ولكنها ليست بمشكلة. فالمطلوب ‏تشكيل حكومة توقف الانهيار لكي تستطيع مواجهة البنك الدولي والمؤسّسات الدولية من أجل أن نأخذ قروضاً ‏مشروطة وليست بالمجان، ولكن ليس أمامنا سوى هذا الحل‎”.‎

وأضاف، “منذ الانفجار، وزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون ونحن نقف بمكاننا، نرفض وزيراً بالزائد أو بالناقص. هذا ‏مضحك. كل هذا لأنه لا توجد دولة، و”ما حدا فاضي للبنان”، لأنّ مشاكل العالم أكبر بكثير من لبنان. ماكرون فقط قام ‏بمجهود شرط أن نساعد أنفسنا‎”.‎

وقال: “أهم شيء المحافظة على التضامن الاجتماعي والأسري والحزبي، والهدوء من قِبل بعض العناصر الحزبية. ‏حاول كمال جنبلاط منذ عام 1953 حتى 1974، قبل أن تدخل بوسطة عين الرمانة، أن يقوم بالإصلاح في النظام ‏اللبناني بالداخل ولكن لم يلبّوه، مع العلم أنه كان هناك نخبة من السياسيين والمحامين، ولكن النظام بتركيبته حلّ ‏الثورة‎”.‎

ونفى مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة ما نشر عن زيارة قام بها رئيس اللقاء الديمقراطي ‏النائب تيمور جنبلاط الى دمشق، مؤكداً ان هذا الخبر عار من الصحة، جملة وتفصيلاً‎.‎

‎537681 ‎إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن اصابة 134 شخصاً بفايروس كورونا، و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى ‏‏537681 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020‏‎.‎

Leave A Reply