النجدة الشعبية تطلق قسم التصوير الصوتي والبانوراميك في أنصار

مصطفى الحمود

افتتحت جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، فرع أنصار قسم التصوير الصوتي والبانوراميك في مركز الدكتور عبد الناصر فياض الطبي في أنصار بحضور أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب ورئيس جمعية النجدة الشعبية اللبنانية الدكتور علي الموسوي، محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه، رئيس بلدية انصار الحاج صلاح عاصي، أمين سر جمعية النجدة الأستاذ حسين كريم، رئيس مجلس ادارة مستشفى النجدة الشعبية في النبطية الدكتور محمد مهدي، مديرة مستشفى الدكتور حكمت الأمين التابع للنجدة الشعبية في النبطية السيدة منى أبو زيد، المدير الطبي في المستشفى الدكتور الشفيع فوعاني وعضوي مجلس الادارة الحاج علي متيرك واحمد ياسين، رئيس فرع النجدة في انصار طارق جفال واعضاء مكتب الفرع، زهير عاصي رئيس جمعية خريجي ومعاهد الإتحاد السوفياتي، مسؤول الحزب الشيوعي في منطقة النبطية يوسف سلامة، ممثلين عن حركة امل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعت وحشد من الأطباء وممثلي الأحزاب والجمعيات والبلديات والمختارين وممثلي الهيئات والمؤسسات الإستشفائية في منطقة النبطية.

بعد النشيد الوطني اللبناني سليمان عاصي كلمة رحب فيها بالحضور مثنياً على الجهود المبذولة من الجميع في تطوير المركز الطبي في أنصار ليشهد نقلة نوعية في مدة زمنية وجيزة.

بعده تحدث رئيس جمعية النجدة الشعبية اللبنانية الدكتور علي الموسوي فقال: “أنصار يا أنصار تدهشني أنصار وتفاجئني في كل مرة.. لم يمضِ على تسلمي رئاسة جمعية النجدة الشعبية اللبنانية سوى سنة ونصف، وكلكم/ن تعرفون في أيّ ظروف بدأنا العمل. من انتفاضة الناس في 17 تشرين الأول رفضاً للفساد والتدهور المعيشي إلى جائحة كورونا وما تركته من انعكاسات سلبية على الأصعدة كافة، والتي حدّت كثيراً من الحركة التي بدأناها بعد أن تسلمنا مهماتنا، والتي بدأنا فيها زيارات ميدانية استطلاعية لمراكزنا، انجزنا بعضها وحال الخوف من جائحة الكورونا من استكمالها. وعلى الرغم من كل ذلك، بادرت جمعية النجدة الشعبية الى التدخل في المجالات كافة التي توافرت لها ظروف التدخل فيها، فوضعت مركز صور بعد إعادة ترميمه بالتعاون مع اتحاد بلديات صور في تصرف وزارة الصحة من أجل الحجر الصحي خدمة لأهلنا في منطقة صور؛ وهي تتعاون حالياً مع مديرية شؤون اللاجئين في وزارة الداخلية وبالتعاون مع الأمم المتحدة لتطوير مركز النجدة الشعبية في تعنايل- جديتا البقاع من أجل الحجر الصحي ومن أجل الرعاية الأولية. وقد استنفرت النجدة الشعبية مراكزها الصحية في المناطق اللبنانية كافة لخدمة المواطنين فيها (من عكار وطرابلس والكورة في الشمال الى الاشرفية ووطى المصيطبة وبرج البراجنة وحارة حريك في بيروت وضواحيها، إلى صوفر وبرجا في جبل لبنان، وعرسال ورعيت وتعنايل ولبايا في البقاع إلى صيدا وصور والنبطية وحولا وأنصار في الجنوب). إنها الصورة الوطنية الحقيقية الاصيلة لما نحن عليه من مواطنية. مركز واحد بعد هو مركز المروج في جبل لبنان ينتظر من يلبّي النداء لترميمه وتشغيله.

لا اخفيكم أنّ بعض فروعنا في النجدة الشعبية، في هذه الظروف الصعبة جدًّا، تنتظر تدخل المركز الرئيسي لمساعدتها على الانطلاق، وهذا أمر عادي، وبعضها الآخر يحاول الانطلاق ويسعى، والبعض الثالث منطلق ويتطور باستمرار. ولكل فرع خصوصية محلية ومسيرة خاصة. لكني منذ تسلمت رئاسة النجدة الشعبية فإن مسيرة مركز أنصار ادهشتني ولمّا تزل تثير إعجابي. تجربة النجدة في أنصار تمثل درسًا وأمثولة في الشراكة والتعاون وفي كسب ثقة المجتمع المحلي، وهي تجربة لطالما كنت أبحث عن مثيل لها حين كنت ادرس في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة مادة التنمية المحلية؛ وحين كنت أضع خططًا للتنمية المحلية لسبعة اتحادات بلدية لبنانية بالتعاون مع الوزارات المعنية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، كنت ابحث ولا أجد محليًا مثيلاً لهذه التجربة. كنت أستحضر بعض التجارب العالمية الناجحة في هذا البلد او ذاك.

أما بعد التعرف على تجربة مركز النجدة الشعبية في أنصار فإنني اشهد للحق والحقيقة أنها تجربة رائدة تستحق التقدير والثناء والتعميم للبناء عليها، وهي تشكّل أنموذجًا يمكن الاحتذاء به وتكييفه حسب خصوصية كلّ منطقة.

في النجدة الشعبية، لدينا مهمات كثيرة، صحيح أن من سبقنا سلمنا مؤسسة النجدة الشعبية وفيها الكثير من الإنجازات، ولكنهم تركوا لنا الكثير من القضايا التي تشكل عبئًا على مؤسستنا وتنتظر حلولا؛ ولأن الحمل ثقيل فقد بدأنا بإعادة الاعتبار إلى تطبيق الأنظمة الناظمة لعمل الجمعية، وإعادة الفعالية والاعتبار للقيم الإنسانية والأخلاقية في زمن التدهور المريع لها على المستوى الوطني. وننطلق في كلّ ذلك من فرضية بسيطة: كلما ابتعدنا عن الأنانية والمصالح الخاصة الضيقة وغلّبنا القيم الإنسانية والمصالح العامّة للمواطنين ننجح في عملنا ونكسب ثقة الناس ومن بينهم أهل الخير، وكلما تغلّبت المصالح الذاتية والأنانية على المصلحة العامة وعلى القيم الخيّرة التي تهدف إلى خدمة المواطنين وخصوصًا المحتاجين منهم، وما اكثرهم في زمن الانهيار المالي والاقتصادي والأخلاقي، فلن نكسب لا ثقة ولا تعاطفًا وسينبذنا المجتمع المحلي الذي نعول كثيرا عليه كبيئة حاضنة اساس.

إنّ وجود خيرين في المجتمع المحلي ومتعاطفين مع النجدة وأهدافها ومستعدّين للتبرع العيني أو المالي أو الاثنين معًا، كما فعل من نحتفل بتكريمهما ومن سبقهما ومن سيلحقهما، هو مصدر القوة الفعلي لجمعيتنا وهو مصدر استقلاليتها. إنّ التمويل المشروط، وخصوصا الأجنبي، وبالأخص الذي يأتي لتنفيذ أجندة موضوعة أهدافها هناك، أي في الخارج، هو مصدر ضعف للعمل الأهلي والمدني. كلّ دعم عينيّ أو ماليّ غير مشروط، من جهة، ويُحسن استخدامه، من جهة ثانية، يشكّل رافعة للعمل الاجتماعي.

تناولت في هذا الأسبوع لقاحين، وهذه ليست اعجوبة، بل حقيقة.

لقاح أول شخصي تلقيته هذا الخميس لمكافحة جائحة الكورونا وليحمني مبدئيًّا منها وهذا شان خاص بي. أما اللقاح الثاني الأساسي هو اللقاح الذي نحتفل به اليوم لقاح جماعي مستدام من أهل الخير إلى أهل الثقة ولخدمة الناس اجمعين.

إنّ مبادرة السيدين الاستاذين ايمن محمد منصور وعلي حسن نعيم اللذين قاما بتجهيز قسم الاشعة، من عزل وتمديدات ومستلزمات بما يتوافق مع شروط مديرية الطاقة الذرية، كما قدما جهازي التصوير الصوتي والبانوراميك، مع وعد منهما بأن يكملا المشروع لاحقا بجهاز للتصوير الشعاعي، هي مبادرة مشكورة ومقدّرة وتضع أصحابها في هذا الزمن الصعب في مكان تكريمي سيُسجّل لهما ليس على مستوى النجدة الشعبية وحسب، بل في سجل أصحاب النخوة والتفاعل مع مجتمعهم المحلي، وهو سجل برأيي الأكثر تقديراً وشرفاً في العمل الاجتماعي.

هذا التبرع من أهل الخير ليس الأول من نوعه، فقد سبق للسيد منصور أن تبرّع بسيارة اسعاف للمركز، كما تبرّع مع السيد كريم بمبلغ من المال ليوزّع على العائلات المتعفّفة في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة.

لو لم يكن لدى هذين الخيّرين الكريمين، ومن سبقهما ومن سيتبرع بعدهما، ثقة بأمانة وصدقية القيمين على مركز النجدة الشعبية الصحي الاجتماعي في أنصار لما تبرعوا. الثقة أيها الحضور الكريم تُبنى. في أنصار والجوار والمنطقة أهل الخير كثيرون، وبعيدون عن البخل والبخلاء، وهم يتبرعون بجزء من أموالهم في خدمة مجتمعهم المحلي، ولمن يرون انه حريص على تلك الخدمة.

أنصار النجدة ونجدة أنصار أنتم/ن بنيتم/ن بجهدكم/ن وسعيكم/ن ونشاطكم/ن وتعاونكم/ن وصدقيتكم/ن بنيتم/ن تجربة – درسًا على المهتمّين بالتنمية المحلية، من مؤسسات وأساتذة وخبراء وطلاب، ان يأتوا ليستفيدوا منها، تجربة ناصعة.

افتخر بكم/ن شخصيًا، وكذلك زملائي في الهيئة الإدارية وكل النجدويين في لبنان يفتخرون بكم/ن وبتجربتكم/ن. ولا يسعني أن أنهي كلمتي هذه إلاّ ببشرى لكم/ن جميعًا هي تبليغي بموافقة بلدية برشلونة على المشروع المخصّص لأنصار والذي تقدّمت به الجمعية بالتعاون مع جمعية البناء والسلام”.

وبعد قصيدة للشاعر جهاد عاصي جرى تقديم درعي وفاء وتقدير للمساهمين في تطوير المركز السيدين أيمن محمد منصور وعلي حسن نعيم، ثم قصّ شريط افتتاح القسم الجديد جال الحضور فيه لاطلاع على تجهيزاته، واختتم الافتتاح بحفل كوكتيل.

Leave A Reply