47 عامَا ولا زال قسم الإمام الصدر في مدينة صور يرتد صداه في أرجاء الوطن

ويعود أيار
حاملًا عبق حضور الإمام.. لخير المهام..

يعود أيار وقد فاض مرج الحب في مرجة رأس العين في أذار، حيث الجموع تقسم وتهتف خلف الإمام الصدر، لبيك سيدي أبناؤك الخلّص نحن، لصنع الأمل نمضي للمجد للنصر..

وصور دفء حضورك عباءتك صوت مساجدها ناديها والكنائس..
حاراتها القديمة بحرها شاطئها والنوارس
أهلها الأوفياء .. كلهم يشهدون على قسم صور،على طهر هذه الأرض وقداسة هذه الدماء..

سيدي مجددا نقسم خلفك في صور وكل جهات الوطن..

العهد هو العهد والوعد هو الوعد، نمضي ثوارا
أحرارا، تعرفنا ميادين العطاء
على هذه الأرض التي تعكس السماء.

إطمئن سيدي حيث أنت يظل قسَمْك هو الأبلغ اياما سنينا ودهورا
وتبقى أنت القامة الأكثر حضورا..
ونحن معك وخلفك نشحذ الهِمم
من قسم الى قسم لنحمي لبنان وفي قلبه الجنوب.
يا سيدنا التي نرى المستقبل بعينيه..
وهو يسكننا عشقا
يتربع على عرش القلوب..

في الذكرى السابعة والأربعين نعود إلى قسم الإمام السيد موسى الصدر في مدينة صور الذي أداه أمام مئات الألاف من المواطنين الذين ضاقت بهم ساحة القسم في الخامس من أيار عام 1974، نعيد نشر نص خطاب الإمام كما جاء في التسجيل الصوتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة المؤمنون،
أيها الأخوات والأخوة، أيها الأبطال،

يا أبناء الجنوب الصامد، يا أبناء من هاجر اليوم، وزحف إلى أرض المعركة، لكي يؤكد وقوفه مع أبناء هذه المنطقة في ساعة المحنة. ساعة المحنة مع العدو، وساعة المحنة مع ذوي القربى وظلمه أشد وآلم.

أيها الإخوة الأعزاء،

نحتفل اليوم، بذكرى “فاطمة الزهراء”، سيدة نساء العالمين، بضعة من رسول الله وبضعة من الإسلام. المجاهدة الشهيدة في سبيل الحق والايمان. وقد بلغت “فاطمة” هذا الشأن، لا لأنها بنت رسول الله، بل لأنها عملت، وجاهدت، وتحملت في سبيل الحق ما تحملت. وقد قال عنها أبوها رسول الله: “يا فاطمة! اعملي لنفسك، فإني لا أغني عنك من الله شيئًا”. إذًا، بلوغ “فاطمة” (ع) هذا الشأن الكبير، لأجل عملها، وسعيها؛ لا لأجل أنها بنت الرسول. وهذا هو منطق الحق، ومنطق الإسلام، ومنطق القرآن الكريم حيث يقول: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ [النجم، 39] وكل انتساب، وكل ارتباط، وكل شيء لا يعود إلى عمل الإنسان فهو باطل، لا امتياز ولا تمييز بين البشر، كلكم لآدم، وآدم من تراب ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ [الحجرات، 13].

ذكرى “فاطمة” ذكرى العمل والبطولة والجهاد، وقد وقعت هذه السنة بين عيد العمال وبين عيد الشهداء، تأكيدًا في هذه السنة بالذات، أن الإنسان لا يمكن أن يحفظ كراماته ولا حرمه ولا عرضه ولا مقدسات دينه إلا بالعمل، وفي النهاية بالشهادة.

أولئك الذين يفكرون بأن الوطن يحفظ بالصالونات أو بالتصريحات أو بالوعود أو بالاجتماعات في القصور، أولئك الذين يفكرون أن الحدود تحفظ بالوعود وبالكلمات، وأن الكرامات تصان بالألقاب والاجتماعات تكذبهم “فاطمة” ويكذبهم “محمد” ويقول: “يا فاطمة اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئًا”.

الوطن يحفظ بالجهاد. الكرامات تحفظ بالشهادة. الشأن والازدهار، والراحة تحصل من الشباب وتحمل المشاق. اجتمعنا اليوم، في مدينة صور. كل الناس في الشمس، انا تحت الظل؟ مش معقول. خليه لغيري. خلِّ الراحة للتنابل والكسالى. نحن… [ما بدنا قواص يا جماعة! ما بدنا قواص لأنه طولوا بالكم إسمع يا حبيبي. إسمع ! إسمع! أمس طول الليل كان في مسامير ومؤمرات… وقت اللي ترجعوا رح يتعدوا عليكم. خذوا الخراطيش للدفاع. فهمتم؟ لا تقوصوا… لا تقوصوا! وفروا الخراطيش، وفروا الرصاص! بس]. هذه المسامير كانت أمس في طريقكم. شباب جمعوا بنصف الليل، طريق الجهاد شائك. ونحن لها بإذن الله. [يا شباب عم اقول لكم، عم أخبركم مثل ما كان. اسكت يا حبيبي! اسكت! اسكت! اسكت!عيب! عيب]. عندما أتيتم. من أمس كان هناك مسامير واعتداءات واطلاق نار على زجاج السيارات وكذب ودجل وتشويش وكل شيء بس أنتم أتيتم. وها جمعكم يؤكد على أنكم تحررتم من عقدة الخوف، من عقدة الاقطاع، من عقدة سيطرة الأوهام. احفظوا برصاصكم، بعد ما ترجعوا لقراكم… عندما ترجعون لقراكم ممكن خفافيش الليل الجبناء، الذين ما بيقدروا يبرزوا بالنهار، شرفوا انا بينكم! قوصوني… طولوا بالكم… طولوا بالكم. العصابة المأجورة اجبن من ان تقوص في النهار. وقت اللي انتم ترجعوا لقراكم المساء ممكن أن تتعرضوا للاعتداء [خففوا القواص. احفظوا كم رشق الكم للعودة وللعدو! فإذًا، ما بدنا قواص هلق وبعدين بدي خبركم شيء]. في نوع من الرصاص يصوّت، ما بيقوص، للاحتفالات، يجب أن نستعمل هذا النوع مثل سويسرا. أما هذا الرصاص حرام، هذا يجب أن تتركه لصدر العدو، العدو الخارجي والعدو الداخلي. أيها الإخوة، ذكرى “فاطمة الزهراء”، ذكرى العمل والشهادة، ذكرى الشقاء في سبيل الله. ونحن أخذنا من “فاطمة” في هذا اليوم، شفيعة لنا حتى نؤكد ونقول: يا “فاطمة” بنت رسول الله، يا رسول الله، يا ربنا نحن خرجنا عن الصغر، بلغنا النضج والقيمومة، ما بدنا أوصياء، ما بدنا نخاف، ولا بدنا نسمع ولا بدنا نظلم، تحررنا، رغم جميع الوسائل التي كانوا يستعملوها سابقًا حتى يمنعوا البشر من الثقافة، من العلم، ورغم كل الوسائل اجتمعنا بأعداد هائلة، حتى نؤكد انه ما في وصاية. يا “فاطمة” نحن على دربك، نبدأ بالعمل وننتهي بالشهادة.

ويا صور يا مدينة صور! أيتها المدينة البطلة. من هنا بدأنا، وقد كنت معنا ايام المحنة. الايام التي كانت الايادي الخفية تلعب، تتآمر، تتهم، تزور. مدينة صور اضربت، ووقفت، وجاءت الحشود من كل مكان للدفاع عن الحق. أرادوها شرًا، ولكن الله أرادها خيرًا. من ذلك اليوم بدأت المسيرة. من ذلك اليوم تأسس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى. من ذلك اليوم انقضت مضاجع الطغاة، فراحوا يتآمرون بشكل أو بآخر، وبدأنا في المسيرة.

تحية لبنان، تحية الشيعة، تحية المناطق، كلها اليك يا مدينة صور. وتحيتك، وتحيتنا جميعًا إلى أبناء الجنوب البواسل، أبناء مرجعيون، أبناء بنت جبيل، أبناء النبطية، أبناء الزهراني، أبناء صيدا، أبناء جزين الذين حضروا هذا المهرجان، رغم الموانع والتشكيك والنشرات والبيانات.

تحيتنا جميعًا من الجنوب الصامد، إلى اهل البقاع، أبناء بعلبك والهرمل. أولئك الذين اجتمعنا معهم قبل أربعين يومًا، في السابع عشر من ايار، وحلفنا يمين الشرف على متابعة السير. وتركنا المجال للمسؤولين أن يبدأوا بتنفيذ المشاريع، وأن يتخذوا القرارات. ولكن آمالنا حتى الآن خابت، فما وجدنا إلا التمييع والتشكيك والإحراج.

ما وجدنا إلا مرور من هنا وهناك، لإجهاض المشاريع. فاضطررنا لهذا المهرجان معهم. مع أبناء بعلبك الهرمل، مع أبناء بيروت، مع أبناء البقاع الغربي، مع أبناء الشمال. وإذا لم تلبونا، وإذا لا توافقوا على صيانة لبنان التي لا تحصل الا بتخفيف الآلام عن هذا البلد، إذا لم تلبونا، نضطر عند ذلك إلى ترتيب آخر إلى التصعيد، إلى اقامة مهرجان كبير في قلب العاصمة. حتى تعرفوا أن حب لبنان والدفاع عن لبنان، بكل الوجود لا يقتصر على البقاع والجنوب، بل كل أبناء لبنان سالكون هذا الدرب. أيها الإخوة الأعزاء،

لماذا هذه المهرجانات؟ لماذا هذه اللقاءات، في هذا البلد. هذا البلد الذي مر عليه السيد “المسيح” في التاريخ. هذا البلد الذي كان قلب جبل عامل في التاريخ. لماذا نحن في أجواء السلام، والعلم والثقافة والحضارة، ومصدر الأبجدية، لماذا نتحدث بصوت عنيف؟ وبلهجة قاسية؟ ما السبب؟ السبب! أنا أقول لكم! نحن تعلمنا من الدين أن نعمل، وأن نفرض العمل على الحكومة. بلدنا ديمقراطي، بلدنا بلد حرية، بلدنا بلد الكرامات، حرية الكلمة، حرية الصوت، حرية القول، حرية التعبير. في هذا البلد مسؤوليتنا أن نتحدث بعدما أن عملنا. يعني أول شيء نعمل. وأتصور أنكم تعلموا أنه نحن عملنا. هذا البلد يشهد: المؤسسة المهنية، معهد الدراسات الإسلامية، بيت الفتاة، نوادٍ، مؤسسات، حسينيات، مساجد، مستوصفات. وفي كل مكان بذلنا الجهد قدر المستطاع، وكان من المفروض أن نصر على الحكومة أن تعمل. طالبنا الحكومة منذ تأسيس المجلس الشيعي، تأسس المجلس الشيعي في أواخر 69. كانت الأزمة الوزارية مستحكمة، لم يكن هناك وزارة مدة سبعة أشهر. ضغوطنا لأجل الدفاع، مساهمتنا الإيجابية في صيانة الوحدة الوطنية معروفة. سنة 70، بعد تأليف الوزارة ضغطنا على الحكومة بواسطة الإضراب، الإضراب الذي أدى إلى تأسيس مجلس الجنوب. هذه المدارس التي يعتزون بها، هذه الطرق والكهرباء التي حصلت من مجلس الجنوب وكانت كلها نتيجة لإضراب عام من لبنان سنة 70.

ثم جاء العهد الجديد، علقنا الآمال، واعتمدنا الوعود وصبرنا، وقلنا سنصل في الجنوب إلى كراماتنا وإلى حقوقنا. سنصل كشيعة إلى حقوقنا ومشاريعنا. سنصل كمحرومين إلى كرامتنا ومستوى العيش اللائق بنا. سنصل كمحبي لبنان، أولئك الذين يفكرون بمستقبل لبنان، سنصل إلى أهدافنا.

أذكر لكم مثلًا، أرجو الاستماع، أحد الملوك القدامى، في الصين، يسمي نفسه، بـ”ذي القرنين”، ذو القرنين يعني صاحب قرنين إثنين لماذا؟ لأجل ماذا قرنان؟ الرجل عندما استلم الحكم، وجد أن بلاده تعيسة، وأن العاطلين عن العمل كثيرون. فبدأ يعمر ويشغل الناس، فوضع حول العاصمة بناء فخمًا، يشغل الناس في بنائه، ويدفع لهم رواتب، يمنعهم من البطالة، ويصون البلد، ويعمر العاصمة. فسمي هذا القرن الأول. ثم بدأ يبني حائط الصين المشهور، حول الوطن، لصيانة الوطن، ولهذا سمي بـ”ذي القرنين”.

أنا ورفاقي، وكل مطَّلع على أوضاع لبنان يرى أن لبنان أيضًا ذو قرنين: قرن الحزام البائس، والمنطقة المحرومة. (أسكت يا عمي… أسكت يا حبيبي… مش بطولة بمسدس تطلق هون). الحزام المحيط، حول بيروت: منطقة الكرنتينا وحي السلم وبرج البراجنة وبرج حمود وسن الفيل والنهر والدكوانة وتل الزعتر وجديدة المتن… حزام حول بيروت، حزام الشقاء، حزام البؤس، حزام الحياة البائسة، هذا هو القرن الأول. والقرن الثاني، حول هذا الوطن، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، نقول لهم: يا جماعة! الحدود هي التي تحفظ العاصمة، وحول العاصمة هي التي تحفظ الوطن. الحدود تحفظ الوطن، وحزام العاصمة يحفظ العاصمة. اجعلوا هاتين المنطقتين منطقة عامرة، لأن وطننا في خطر من جراء الانفجار بين المناطق المختلفة. القضية ليست قضية طائفية، القضية ليست قضية الشيعة. من سوء حظ هذه الطائفة، أنها تعيش غالبًا الحدود وهذه العاصمة. فإذا تجاهلتم، وإذا ما عالجتم هذين القرنين اللذين يجب أن يحفظاكم ويكونا سهامًا في صدور عدوكم، سينقلبان إلى قصوركم وقلوبكم وصدوركم.

تجربة التاريخ ليست بعيدة عنكم. مناطق التاريخ ليست مستبعدة عنكم. كل منطقة من المناطق. كل مكان، كل مجتمع، كل فترة من التاريخ شهدت انفجارات من هذا النوع. عالجوا المشكلة. قلنا لهم ذلك، قدمنا طلبات، 20، طلباتنا ما هي؟ قلنا: المدارس. ذلك اليوم كنت أقول أنه في بعلبك لا يوجد بناء حكومي واحد لمدرسة حكومية. الآن أقول لكم في صور لا يوجد بناء حكومي واحد لمدرسة حكومية. مجلس الجنوب بنى مدرسة هنا على البص! جمدوا… لماذا؟ لأن أموال مجلس الجنوب يجب أن تصرف في سبيل الفتك والإرهاب والإرضاء والإغراء. أموال الناس، ملايين الناس؛ خصصت لكي تقدم للمحرومين والمنكوبين، تعرفون حتى الآن ما دفعوا تعويضات البيوت المهدمة، والقتلى في منطقة بنت جبيل، ومنطقة مرجعيون بعد ذلك، بعد حتى الآن، المخطوفون ما رجعوهم. حتى الآن يا أهل صور، المساكن الشعبية، كم صار لها مبنية؟؟ لا يسلموها، ولا يعطوها للناس. إهمال! ﴿ظلمات بعضها فوق بعض﴾ [النور، 40]، إنا لله وإنا إليه راجعون.

قلنا لهم، لا تصنفوا الناس. قلنا لهم كل المواطنين أكفاء. قلنا لهم كل المواطنين يستأهلون أن يكونوا موظفين. لا تصنفوا بين المواطنين. لا تميزوا بين الطوائف. أعطوا الحقوق للطوائف جميعًا. عملوا تشكيلات! أنتم أخبر بما عملوا من التشكيلات. كيف عملوا؟ وكيف تصرفوا. بالنسبة للفئة الأولى، لازم يعطوا الطائفة أربع مراكز بعد. الفئة الثانية والفئة الثالثة، والمؤسسات، والمصالح المستقلة، والدوائر التابعة؛ حقوقنا غير واصلة. قلنا لهم دافعوا عن الجنوب. قلنا لهم الشرط الأول في المسؤوليات الوطنية هو الدفاع. حاولوا أن يتهموا الجيش. قلنا لهم أن الجيش مهيأ. أيها السياسيون الجبناء! مروا الجيش! مروا الجيش! يدافع، يستميت. لجنة عسكرية فرنسية، في سنة 68 و69 وضعت خطة دفاعية واعتبرت أن لبنان بإمكانه أن يدافع عن الجنوب مع وجود صواريخ ومع وجود دبابات خفيفة لأن الأراضي التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للبنان، مثل القرون. ألهوا… الآن قدموا خطة دفاعية. أنا رح أخبركم ما هي الخطة الدفاعية؟ اليوم قرأنا بالصحف، طالبين 800 مليون ليرة ثمن شبكة صواريخ. صواريخ! هناك عرض مقدم بـ55 مليون ليرة. لماذا تريدون 800 مليون ليرة؟ فإذًا، غليتم المهر، حتى لا تزوجوا بنتكم. خطة دفاعية؟ قلنا لكم: هؤلاء المسلحون والمسلحون الآخرون خذوهم وصبوهم في الحرس الوطني، في الميليشيا الوطنية… واحدة مدربة. ابعثونا! ابعثونا! قلت لهم: أنا الشيخ مستعد أن أروح أموت على الحدود، حتى نحفظ كراماتنا. دافعوا! دافعوا عن الوطن. نحن على استعداد، وهلق أبلغكم من هنا من صور أن هذه المجموعة من المسلحين على استعداد أن يذهبوا، كما قطعوا الطريق الشائك، على استعداد أن يروحوا إلى الحدود، ويدافعوا عن الحدود، لكن ضمن خطة معينة صحيحة. لا فائدة! قلنا لهم: قدموا خدمة العلم. اليوم قرأنا أنه أقروا خدمة العلم. طيب من غير شر، الوزارة الحديثة، عندما أتت، المشروع الوحيد الذي وضعت له مدة، وقالوا خلال شهرين نقدم مشروع خدمة العلم، هلق صار 11 شهرًا، متى بعد؟ كأنه نحن في نوم الكهف، العدو يتربص بنا، والأوضاع تتطور، والمنطقة على أبواب الإنفجار، لا نعلم ماذا يجري وراء الكواليس حول المناطق، وبصورة خاصة حول الجنوب، هناك أخطار في المساومات العالمية على الجنوب. متى تقدمون المشروع؟ متى تقرونه؟ متى تنفذونه؟ متى ترصدون له الموازنة؟ لا فائدة.

قلنا الدفاع! قلنا خدمة العلم! لا نقول نحن بدنا نطلع على الناس، ما طلبنا شيئًا لأنفسنا، ما طلبنا مشاريع تخصنا ونأخذ سمسرتها، ما طلبنا شيئًا من هذا النوع؛ طلبنا شيئًا للوطن، طلبنا صيانة البلد. تعرفون كم صار؟! صار أحد عشر شهرًا. من 2 حزيران 1973 حتى الآن، 5 أيار 74.

هذا في المرحلة الأخيرة، المراحل السابقة راحت. قلنا لهم “المكتومين”. إسمعوا يا إخوان! القوة بدها تكون مقترنة مع الوعي. انتبهوا وتفهموا الحقائق. شو السبب؟

قالوا لكم لماذا السيد موسى زعلان؟ ما في زعل، مبسوط، مرتاح. ولكن لا أقبل أن أكون أنا عزيز، ووطني يكون ذليلًا، لا أقبل! لا أقبل أن بيروت والشمال والبقاع، قبل الجنوب، أجواؤها تهتك كل يوم من الطائرات الإسرائيلية. حتى ابنتي الصغيرة، عمرها سنتين وقت الذي تسمع فيه صوت هزة تقول: “الطائرات”، حتى البنت الصغيرة تفهم معنى خرق جدار الصوت. يا جماعة! هذا ليس عزًا، هذا ذل. كيف يمكن أن يقبل الواحد بذلك؟ وبعدين أين تذهب هذه الطائرات التي تخرق أجواءنا؟ أين تذهب؟ تذهب تضرب إخوانًا لنا، مجاهدين في سوريا. تطعنهم في الظهر، تقصف أماكنهم، تقصف بيوتهم. أخرجونا من هذا الذل، هذا الذل لا يمكن الواحد منا أن يصبر عليه. طائرات تذهب وتأتي.. بالإضافة إلى خرق الحدود وإطلاق النار وقصف البيوت، والمتاجرة، والمتاجرة، والمتاجرة. ما حاربوا إسرائيل قد ما حاربوا هذا المهرجان في هذين اليومين لماذا؟ لأن هذا المهرجان بدو يكشفهم، هذا المهرجان بدو يؤكد أن الشعب في الجنوب متحرر، لا يباع، لا يشترى، لا يؤجر، لا يُجَّير.

قلنا لهم – نعرف يا حبيبي، نعرف، من العديسة، ومن محيبيب، ومن مرجعيون، أعرف، أعرف مراجلهم. المكتومون، قلنا لهم يا جماعة هناك 7 قرى لبنانية حسب الإتفاقيات: هونين، وصلحا، وتربيخا، وقدس، ومالكية، وإبل القمح، هذه القرى لبنانية، سجلاتهم لا تزال في صور. إسألوا “محمد بزي”، ومأمور النفوس هنا؟ “حلاوي”؟ إسألوه، إسألوه – تعال – سجلاتهم كلها موجودة في صور. هؤلاء لبنانيين.

وقسم منهم، حوالي 10 أخذوا جنسيات لبنانية؟ أبدًا! لا يوجد. –أحسنت- هؤلاء الذين أخذوا جنسيات دفعوا حقها، مضبوط. بالبقاع في مجموعة في العشائر، لبنانيون أقحاح، منذ 1000 سنة، وأكثر، ليس لهم هويات. في وادي خالد، في الشمال في عكار، مجموعات كبيرة من البشر لبنانيون؟ لا نريد أن نخرق التوازن الطائفي في لبنان. ضعوا .في المقابل من تريدون! نحن نريد بقاء لبنان، وصيانة لبنان، والتوازن في لبنان، والعدل في لبنان؛ فقط عالجوا المشكلة.

الليطاني! قالوا أنهم خصصوا 191 مليون ليرة من الموازنة العامة، خلال 10 سنوات، حتى ينفذوا المشروع. إسألهم! إسألهم أنه هذه المرحلة الأولى، ما هي المرحلة الثانية؟ لا يعرفوا، لأنه لا يوجد مرحلة ثانية. إسألهم في المرحلة الأولى وضعتم 10000 هكتار للري. أين الـ 10000هكتار؟ لا يعرفوا. لم يدرسوا، لم يعملوا شيئًا. لماذا 10000، وليس 15000 هكتار؟ لا أحد يعرف. أنا أخبركم لأنهم غير دارسين. يريدون أن يميعوا؟ أتعرف لماذا؟ لأنهم وضعوا الموازنة في الفصل الثالث من الموازنة. إسألوا النواب والإختصاصين في قضية الموازنة. الفصل الثالث يعني المشاريع. موازناتنا النقص فيها 350 مليون ليرة إلى 450 مليون ليرة. يعني البند الثالث، الفصل الثالث طبيعيًا يحذف، ولا ينفذ. المشاريع لن تنفذ.

إسألهم لماذا؟ ما هي المرحلة الأولى؟ ولماذا المرحلة الأولى؟ لا يعرفوا. وضعنا دراسات، لسنا نحن من وضع، منظمة الأمم المتحدة للتغذية التي أخذت 9 ملايين ليرة للدراسة: لبنان دفع 3 ملايين ليرة والأمم المتحدة دفعت 6 ملايين ليرة. وضعوا خرائط، هالخرائط موجودة. على أساس هذه الخرائط كلفنا مهندسي الليطاني بالذات، هؤلاء الشباب الذين اشتغلوا لا يتركوهم يشتغلوا، يتحكمون فيهم؛ وضعوا دراسة، تبيّن- إسمعوا عن مشروع الليطاني سنطبعها أيضًا- مشروع الليطاني يكلف مليار و200 مليون ليرة، هذا المشروع يروي 45000 هكتار. يعني 450000 دونم في الجنوب. وهذا أقصى انتفاع للجنوب. ولا نريد منهم مصاري. لا نريد لا 161 مليون ولا أكثر ولا أقل. اسمحوا للمهندسين والخبراء أن يشتغلوا.

دولة الإمارات، إمارات الخليج، بعثوا خبرًا لي، بواسطتي مستعدون أن ينفذوا هذا المشروع بالشكل الصح. لا نريد مصاري منهم. قالوا الليطاني سينفذ، مسؤول في مجلس الإدارة، في مجلس إدارة الليطاني، في لجنة برلمانية، يقول بصراحة: الليطاني لن ينفذ. قالوا له: لماذا؟ أنتم بعثتم تقرير للرئيس. قال لهم: والله نحن بعثنا تقريرين، بعثنا تقرير حتى السياسيين يسكتوا، والناس يلتهوا. ولكن التقرير الثاني كتبنا أنه الليطاني لا يمكن أن يتنفذ. سوف (يبرم ويبرم ويبرم) ولن ينفذ، ولن ينفذ. لا يوجد لا جهاز، ولا خريطة، ولا دراسة، ولا إهتمام. ولا… هذا مسجل في جلسات مجلس النواب.

قالوا: لأ، انتهى الليطاني سينفذ، وسمعنا بالإذاعة والتلفزيون والصحف الحكومية التي نسمع منها… لا أعلم! قالوا اليوم في مطر؟ عندما كنا في البقاع، قالوا هناك أمطار مثلًا، كان في شمس. إن شاء الله اليوم أيضًا قالوا هناك أمطار؟ نعم، قالوا هناك أمطار؟ على كل حال دعوهم، دعوهم متمادين في الكذب حتى لا يصدقهم أحد.

الآن، أنا سأقول لكم، أتوا وأقاموا جدولًا زمنيًا لليطاني، سجلوا هذا على مسؤوليتي. يا صحافيين! سجلوا! جدول الليطاني، جدول زمني وضعوا لليطاني. قالوا المناقصة -موجودة راجعوا الأرشيف في الصحف- المناقصة الأولى لتنفيذ المرحلة الأولى من الليطاني ستكون في 1/5/74 يعني قبل أربعة أيام. هم… المثل المعروف يقول: الكذاب ينسى لكن البشر لا ينسوا. نحن لم ننسى. أين المناقصة؟ لم يحدث شيء أبدًا، ولن يحدث شيء. لكن اليوم أنا قلت أنه لا يوجد خرائط، مسؤول حكومي في التلفزيون يقول: “كل شيء يجب يكون معه خرائط؟ بلا خرائط”. مشروع طويل عريض، يريدون أن يعملوه بلا خرائط؟

قالوا بدنا نسحب مياه الليطاني إلى بيروت، لأن بيروت عطشى. قلنا لهم يا جماعة أنتم مرّضتم أبناء الجنوب من العطش، تريدون أن تمرضوا أبناء بيروت من البلهارسيا؟ مياه الليطاني لا تصلح للشرب. بعدين هناك مياه نهر بيروت، مدروس، نفقاته أقل، دراساته جاهزة، لا يوجد أي مشكلة إلا أن ينفذوه.

تعرفوا ماذا يحدث إذا سحبوا مياه الليطاني؟ 350 مليون متر مكعب سحبوا سابقًا. والآن يريدون أن يسحبوا 50 مليون متر مكعب، يعني سيصبح سد بلا ماء. في مثَل يقال أنه هناك أمير هندي جاء إلى النجف. وقال أنه بدو يعمل الجسر (السد). قالوا: أين؟ قال: بين النجف والكوفة. قالوا: بين النجف والكوفة لا يوجد ماء. قال: نحن نعمل الجسر بعدها نضع فيه الماء. يريدون أن يعملوا السد، بعد أن سحبوا كل الأمطار إلى بيروت، ولماذا لا تسحبوا من مياه نهر بيروت؟ ولماذا لا تكون من مياه نهر إبراهيم؟ لماذا لا تكون من مياه نهر الكلب جعيتا؟ بأقل كلفة، بأسرع وقت، لا! يريدون أن يسحبوا من مياه الليطاني.

أن يقول مسؤول أن مياه نهر بيروت، معرّضة “للهزة الألفية”. أي هزة ألفية هذه؟ هذا كلام قديم. المشروع مدروس على أساس الهزة الألفية. والقنال طبعًا مدروس على أساس الهزة. ليس هناك فكرة.

تعرف! هذا القاسمية الذي رأيتوه. نهر القاسمية، مشروع القاسمية كلف الحكومة 10 إلى 12 مليون ليرة. تعرف كم هو مدخول… مردود الدخل القومي سنويًا؟ 45 مليون ليرة على الأقل. صرفوا 12 مليون ليرة في الجنوب! كل سنة الجنوب يعطيهم 45 مليون ليرة. بعدها قالوا الليطاني يحتاج وقت. أتى بعض أولاد الحلال من المهندسين فقالوا أنه ممكن، منطقة يسمونها مثلث: يارين – يارون – كفـرا، تُروى بالبحيرات الإصطناعية. في وقتها تحمس بعض المسؤولين ووضعوا مشروعًا لإرواء هذه المنطقة- المثلث التي تروي هذه المناطق، إسمعوا:

يارين- الضهيرة – البطشية- المطمورة – أبو شاش – أم التوت – الزلوطية – طير حرفا – شيحين – مجدل زون – مروحين – رامية – الصالحاني – قوزح – دبل – رميش – عين إبل- رشاف – بيت ليف – صربين – ياطر- كفرا-حاريص- حداثا – طيري- عيتا الزط- تبنين – برعشيت – بيت ياحون – كونين – عيناتا-بنت جبيل -يارون-عيتا الشعب؛ كلها تروى. يعني 67500 دونم، والموازنة جاهزة من المساعدات العربية التي أتت من أربع سنوات وبعدها مجمدة. تنفيذها سهل. أبدًا! والمشروع جاهز للتنفيذ. ليس هناك فكرة للتنفيذ. بعدين هذا فيما يخص مشاريعكم. ننتقل إلى مشاريع البقاع. مشروع القاع – الهرمل: سنة 36، الفرنسيون بدأوا يدرسوه ونفذوا بعض المشروع، نفذوا قنال. حتى الآن مجمد. مشروع بحيرة اليمونة، مشروع اللبوة، مشروع عيون أرغش، مياه بعلبك، السدود، الطرق. كلها مجمدة دون أي معالجة وحتى الآن. أتوا ووضعوا مشروع الطرق. وضعوا قانونًا، مؤخرًا، بتخصيص 200 مليون ليرة للطرق. ماذا حصل؟ خصصوا من 200 مليون ليرة 22 مليون ليرة للجنوب، و19مليون ليرة للبقاع. يعني الربع أو الخمس لهاتين المحافظتين، وأربع أخماس للمحافظات الأخرى.

أتوستراد صور و صيدا وشتورة، ميناء صيدا البواخر تتجمع بالعشرات، والتجار يدفعوا كل ليلة 15000 ليرة إيجار. يعني تزداد قيمة البضاعة، كل يوم، كل يوم. لا يستعملوا بقية الأمور. ضواحي بيروت، المدارس في جرود الهرمل، الثروة المعدنية في لبنان؛ كل هذه المسائل ذكرناها بكثرة.

وأخيرًا! الدخان! تعرفون أيها الإخوة، أن الدخان في لبنان كل كيلو يكلف 5 ليرات ونصف، بينما يكلف في العالم ليرة ونصف. كله نفقات وهدر، وتجار التوظيف. أسعار السنة. ادّعوا أنهم هم يعطوا زيادة، السعر العالمي زاد 30 بالمئة إلى 50 بالمئة، في لبنان نقص 2.5 بالمئة.

هلق إسمعوا. نحن أعلنا هذه المطالب، ووقفنا معكم. تبين أن هناك محرومين كثيرين، ونحن على استعداد لأن نمد يدنا لكل المحرومين في لبنان، ونتعاون معهم في سبيل بناء لبنان الأفضل. إليكم بعض الأمثلة:

في لبنان 10 مليارات متر مكعب من الماء. يستعمل منها 450 مليون متر مكعب فقط. في بيروت 23 مجرور ماء يصبّ في البحر. حياة المواطنين في ضواحي بيروت، حياة المواطنين في كل مكان معرضة للأخطار، ومعرضة للمحنة والبلاء. من يهتم بالمواطنين؟ أيها الإخوة، في هذا اللقاء، في هذا المهرجان الثاني، نحن نقول ونمد يدنا أيضًا للحوار، ونعلن: إذا ما لبيتم هذه الطلبات، نحن نخشى على وطننا منكم، يعني أصبح حماة الوطن، يشكلون خطرًا على الوطن؛ وعند ذلك نحن لا نصبر على هذه الأوضاع، وسنتعاون مع جميع المواطنين لكي نصحح الوضع، بالرفق أولًا وبالقوة ثانيًا.

قوتنا في صوتنا، قوتنا في ضميرنا، قوتنا في إخلاصنا، قوتنا في صفاء رؤيتنا، قوتنا في عدم إلتزامنا بالمصالح الخاصة. كل المصالح فداء مصالح الناس ومصالح المعذبين. نحن هنا نكرر معكم اليمين الذي حلفناه في بعلبك، حتى نؤكد للمسؤولين ولأنفسنا، ليس هناك مجال للتراجع، وليس هناك مجال للتردد.

وها نحن في يوم ذكرى “فاطمة الزهراء”، نقف أمام القبلة، ونشهد الله على إيماننا والتزامنا بهذه المبادئ ونحلف هذا اليمين ونتجه للقبلة نحلف بالله العظيم أن نتابع مطالبتنا بحقوقنا المواطنية، وبحقوق جميع المحرومين، دون تردد، أو ضعف، أو مساومة، ولن نهدأ حتى لا يبقى محروم في لبنان، أو منطقة محرومة. إننا اليوم نلتزم بهذا الميثاق الديني المرتبط بشرفنا الإنساني، وبكرامتنا الوطنية، وسنحتفظ به أوفياء، حتى تتحقق الأهداف. نقسم بجمال لبنان وجباله، بجنوبه وشرقه وشماله، بشمسه لدى الغروب في البحر، وبإشراقتها المطلة من الجبل. نقسم بأمجاد تاريخه وبعطاء إنسانه وبالحب الذي ضم به أبناءه. نقسم بدماء الشهداء، بدموع الأيتام، بأنين الأمهات، بآلام الجرحى، بضياع المكتومين، بقلق الطلاب والمثقفين، بذعر الأطفال في الحدود، وبعزم المرابطين والمجاهدين وبتضحياتهم، بليالي الخائفين وبأيام البائسين، بالأفكار المهملة وبالكرامات المهدورة وبالجهود الضائعة. نقسم أن لا نوفر جهدًا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ومحاربة الطغيان، والنضال ضد أعداء الوطن والمواطن. والله على ما نقول شهيد.

هذا اليمين، أيها الإخوة! إسمعوا! إسمعوا يا إخوان. إسمعوا! مجال الكلام قد انتهى. تحدثنا وبحثنا كثيرًا، وحاولنا كثيرًا. حضوركم هنا، وفي صور، وبهذا الحشد الهائل اقوى كلمة.

أيها الإخوة، عهد الكلام قد انتهى، عهد الكلام قد انتهى. اليمين قطع علينا الطريق. من كان له قلب فليفهم، ومن كان له سمع فليسمع، ومن كان له عقل فليفكر. نحن حلفنا اليمين، واليمين كما شاهدتم يمينًا دينيًا، وبموجب تعليمات القرآن. القرآن يحلف بالبلد، وبالشمس، وبالقمر. حلفنا بلبنان، نحن أمام هذا الالتزام. لا مناص ولا تراجع، نحن في هذا الخط سالكون، جنود الوطن، بناة المستقبل.

لا نريد علوًا في الأرض ولا فسادًا. ولا نريد- الله يسامحك – لا نريد هدم البلد، نريد حفظ البلد، نريد انقاذ البلد من الزمرة التي تتحكم في هذا البلد. نريد انقاذ البلد من الذين اعتبروا الوطن مزرعة، يسرقون وينهبون. نريد سلامة الوطن، ولسنا طامعين لا في الحكم، ولا النيابة، ولا الكرسي، ولا اي شيء. شرفي بأن اكون بينكم كما قلت أشرف مقام عندي؛ اكبر شرف لي ان اصلي في محراب رسول الله، في المسجد. اكبر شرف ان اصعد منبر رسول الله بينكم؛ اكبر شرف ثقتكم، تلبيتكم، جهدكم. كم بذلتم من جهد؟ من اي مكان آتين؟ من اماكن بعيدة. هل احد استأجر لكم سيارة؟ هل احد دفع لكم فلسًا واحدًا؟ هل احد بعث اليكم بطاقة واحدة؟ تلبية عامة. هذا اكبر شرف واكبر توفيق لي.

ماذا أريد بعد ذلك؟ أريد صيانة هذا الوطن ومنعه من الانفجار. المشكلة؟ عدالة في البلد، اذا لم تكن، البلد يتعرض للانفجار. فليسمعوا! وليعوا! وليستعملوا ما هو من حكمتهم. نحن سالكون بإذن الله، ذاهبون في الدرب بإذن الله.

ومن هنا، من عندكم، أبعث تحية اجلال، وتكبير، وتأييد، ومواساة، وتشجيع واحترام، للجيش السوري البطل. للذين يحاربون بكل بطولة وتضحية، ويرفعون شأن هذه الامة.

وتحيتنا إلى كل المجاهدين، وإلى كل الذين يناضلون لسعادة هذه الامة. ولكرامة هذه الامة، في داخل الأراضي المحتلة وفي خارج الأراضي المحتلة.

تحياتنا للجنود المجهولين، أولئك الذين يقومون بتضحيات في صفوف جيشنا، وفي صفوف قوات امننا، وفي صفوف المحافظين على البلد. أولئك الذين يقومون بواجبهم في ظروف صعبة، ويعانون حرمانًا وصعوبة بالغة، وراتبًا متواضعًا، أولئك هم المحرمون ايضًا. نحن نقدر شؤونهم، نحن نقف معهم. نحن نقدر، إذا كان في الطريق اي واحد منهم وقع في ظروف صعبة. لا يريدون الشر لنا. نحن نقدر ظروفهم وبإذن الله سندافع عن حقوقهم وعن كرامتهم، وعن لقمة عيشهم بكل ما نملك من قوة.

لسنا ضد احد. نريد الخير لكل واحد. لنا عدو واحد: الشيطان وجنود الشيطان، طغاة الأرض، أولئك الذين يريدون ان يتحكموا في الناس، دون ان يقدموا خدمة أولئك الذين حكموا عشرات السنوات، دون ان يبنوا مدرسة، أو يعمروا مسجدًا أو يضعوا حجرًا في بناء بيت أو ميتم، أو يبعثوا منحة دراسية لطالب. أولئك جنود الشيطان.

أيها الإخوة، هؤلاء، هؤلاء خفافيش الليل، لا يتجرأون ان يظهروا. تفضلوا! كما ترون انا بينكم، ولا مرافق لي. ليل نهار اتنقل بسيارتي لوحدي. ما في خطر لأنه ما في حدا.

يا سيدي!! نحن … هؤلاء ايضًا شيطان. قبل ما يكون شيطان كان إبليس، وكان من المقربين. عندما يتركون صفتهم الشيطانية يكونوا قاعدين إلى جانبنا، اهلًا وسهلًا بهم. ولكن يتركوا دماء الناس، يتركوا كرامات الناس، يتركوا التحكم بالناس، يتركوا السيطرة على الناس، يتركوا خلق الفتن بين الناس، يتركوا استغلال الخزينة الرسمية للسيطرة على الناس. يتركوا … يتوبوا إلى الله، قلبنا مفتوح. أيها الإخوة، موقفنا لا يحتاج إلى البحث، وسلوكنا واضح. الذين لا يعرفون، ويتهمون، ويناقشون، نحن نشفق عليهم، ونطلب من الله ان يهديهم.

وهنا نعلن، بأننا نقف كما وقفنا وقلنا في قسمنا. نقف مع كل المظلومين، من جميع الطوائف، من جميع المناطق. لجميع الإنسان والبشر الذين جرحت كرامتهم في هذا الوطن، ويريدون وطنًا سليمًا. نريد الخير للجميع، لا اكثر ولا اقل.

أيها الإخوة، إسمعوا! انا أودعكم، وسأكون معكم إن شاء الله في دربنا الطويل. الذي قد نحتاج في فترة قريبة إلى مهرجان آخر في بيروت. وقد نحتاج إلى ظروف صعبة، ومسالك شاقة. على كل حال، نحن سالكين الطريق إلى النهاية. أنا الآن أودعكم وسأكون معكم. اقدّر بقلبي ونفسي وعلمي ما بذلتم من جهد، وما تحملتم من شقاء، وما صبرتم على حر الشمس، وتعب الطريق، وعثاء السفر، اقدر ذلك.

اضع كل وجودي بتصرفكم، وبخدمتكم. لا أريد علوًا في الأرض ولا فسادًا. لا رئاسة ولا شخصية ولا ركوب على ظهر الناس. نحن نسلك معكم، نودعكم واطلب منكم، اطلب منكم، احفظوا! لا تطلقوا الرصاص! احفظوا، أيها الإخوة رصاصاتكم للخطر المنتظر. أتسمعون؟ للخطر المنتظر.

وإن شاء الله في المستقبل نتمكن من وضع الامور في نصابها، بهذا الاحتفال نحن حاولنا كل يوم، بالبيان، والتوزيع على الميكروفانات واللافتات حتى نمنع ظهور المسلحين في هذا المهرجان. لكي يكون هذا مهرجان الديمقراطية.

ثم نريد ان نقول ان الجنوب حرّ، ان الجنوب يعبر عن حياته، وعن إرادته، هذه كانت الغاية. أستودعكم الله، وكان الله معكم، ظهركم، ونصركم، ويدكم، وقلبكم، ونوركم، وضياء بصيرتكم وإلى الامام والسلام عليكم.

Leave A Reply