ببجي تقتل 9 أطفال

انتفضت حكومات العالم ضد لعبة “ببجي” القتالية، خلال الفترة الأخيرة، بعد أن تحولت اللعبة من وسيلة للمتعة إلى منصة للقتل.

ووصل عدد ضحايا اللعبة منذ ظهورها للنور سواء بالانتحار أو القتل، إلى 9 حالات حول العالم.

وجاءت مصر على رأس الدول التي شهدت أكثر الحوادث، بعدد 4 حالات، ثم الهند في المركز الثاني بحالتين، ونيبال والسعودية والعراق حالة واحدة.

وبعد ارتفاع حالات ضحايا لعبة ببجي لجأت حكومات 9 دول إلى حظر اللعبة، بل ووصل الأمر إلى تحريم اللعبة دينيا في بعض البلدان.

وصدرت اللعبة في 23 مارس/آذار 2017 على أجهزة الكمبيوتر و”الإكسبوكس”، كما وصلت إلى أوج انتشارها عام 2018 عندما احتلت أجهزة الموبايل.

وتقوم اللعبة على قاعدة “البقاء للأقوى”، إذ تبدأ بـ100 لاعب لتنتهي بفوز لاعب أو فريق واحد.

ومن أسباب شهرة “ببجي” أنها مجانية تجمع لاعبين من مختلف دول العالم بساحة قتال، وتتيح لهم مجانية التحدّث لوقت غير محدد.

مصر

في مارس/آذار الجاري، أقدمت طفلة تبلغ من العمر 11 عاما على شنق نفسها بحي المقطم في العاصمة المصرية القاهرة، وفقاً لتقرير الشرطة المصرية.

وكشفت التحريات، أن الطفلة المنتحرة قمر كانت تدمن لعبة “ببجي” وتقضي فيها قرابة الـ8 ساعات يومياً، كما أعدت لنفسها مشنقة من ملابسها وثبتتها في سقف غرفة نومها ثم انتحرت، بحسب ما نقلته صحف مصرية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، انتحر طفل يبلغ من العمر 11 عاما شنقا في منزل أسرته بمحافظة الشرقية شمالي مصر، بعد أن نهرته أسرته بسبب الإفراط في ممارسة لعبة ببجي (PubG) الإلكترونية.

وأظهرت تحريات النيابة العامة المصرية وأقوال أسرة الطفل أنه تخلص من حياته شنقا داخل غرفة نومه، إثر خلافات مستمرة مع أسرته وتوبيخه بسبب إفراطه في ممارسة اللعبة الإلكترونية، ما جعله يمر بحالة نفسية طارئة.

وفي سبتمبر/أيلول 2020، توفي طفل مصري في الثانية عشرة من عمره، إثر إصابته بسكتة قلبية نتيجة استخدامه لعبة “ببجي” لساعات متواصلة، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وقالت الصحف المصرية، إنه تم نقل الطفل إلى مستشفى السلام بمحافظة بورسعيد عن طريق سيارة الإسعاف بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في منزله إثر سكتة قلبية مفاجئة.

وفي عام 2020، قام طالب مصري في الصف الأول الثانوي، بقتل معلمته في أثناء تلقيه درسا خاصا في منزلها بمنطقة ميامي بمحافظ الإسكندرية، شمال العاصمة، معترفا أثناء التحقيقات أنه استوحى فكرة القتل من لعبة “ببجي” الشهيرة.

يعتزم برلمانيون في مصر التقدم بطلبات إحاطة لحظر لعبة، بدعوى كونها “لعبة عدوانية تحول الأطفال إلى مجرمين”.

وفي سبتمبر/أيلول 2020، حذر الأزهر في مصر من الألعاب الإلكترونية بعد ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من تقارير حول إدمان لعب مثل ببجي ومومو والتي تدفع أفراد المجتمع فيما بعد إلى “ما لا تحمد عاقبته”.

جاء ذلك في بيان لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على صفحته الرسمية بفيسبوك، وقال فيها: “تابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن كثب ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقولَ الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى (مومو) وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و(pubg)”.

السعودية

في يوليو/تموز 2019، انتحرت فتاة في سن الـ17 من العمر شنقاً، بمحافظ بيشة السعودية، حسبما ذكرت صحيفة “عكاظ” التي أكدت أن الشكوك تدور حول تسبب لعبة “ببجي” في الحادث المؤسف.

وبحسب الصحيفة فقد تولت الأجهزة الأمنية بمحافظة بيشة التحقيق والتحري في انتحار الفتاة.

وأثارت مسألة حظر لعبة “ببجي” الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة، وتصدر هاشتاج #حظر_ببجي_في_السعودية بعد وصوله إلى الترند السعودي، ومطالبات بمنع اللعبة الأكثر انتشارًا حول العالم من المملكة العربية السعودية.

وكان قد أصدر مجلس الشورى السعودي، توصية بمنع لعبة “ببجي”، موضحًا أن ذلك القرار جاء بناءً على ما تسببت فيه اللعبة الشهيرة من آثار سلبية عديدة وتلقي المجلس تقارير كثيرة تحذر من مشكلاتها.

العراق

في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ألقت قوة الأمن في كردستان العراق، القبض على متهم لقيامه بقتل صديقه بعد خلاف نشب بينهما بسبب لعبة “ببجي” بمحافظة أربيل.

وذكر بيان لمديرية شرطة محافظة أربيل حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، أنه بعد تبليغها بجريمة قتل حدثت في منطقة “نوروز- أربيل”، وصلت قوة من الشرطة إلى مكان الحادث على الفور.

وأشار البيان إلى أن “القوة ألقت القبض على مشتبه به يدعى (ر. م) بتهمة قتل مدني يدعى محمد إسماعيل فرحان في شارع نوروز”.

ولفت البيان إلى أن المتهم اعترف بارتكاب جريمة قتل شخص كان صديقاً له، بسبب كارت تعبئة لعبة “ببجي”، مشيراً إلى أن المتهم سيسلم إلى القضاء لمحاكمته بموجب المادة 405 من قانون العقوبات.

وفي أبريل/نيسان 2020، قرر البرلمان العراقي حظر لعبة “ببجي”، ومعها ألعاب إلكترونية أخرى “فورتنايت والحوت الأزرق”، معللًا القرار بأن تلك الألعاب تحرض على العنف. وجاء القرار بعدما صوت البرلمان بأغلبية مطلقة على الحظر.

وجاء في نص القرار، أن تلك الألعاب الإلكترونية لها آثار سلبية على صحة وثقافة وأمن المجتمع العراقي، ومن ضمنها التهديد الاجتماعي والأخلاقي على فئات الأطفال والشباب والفتيات وطلاب المدارس والجامعات”.

الهند

في سبتمبر/أيلول 2020، شنق طالب هندي يبلغ من العمر 21 عامًا، نفسه حتى الموت، لعدم مقدرته على تشغيل لعبة “ببجي موبايل” التي حظرتها البلاد.

وبحسب وكالة الأنباء الهندية “بي تي آي”، تناول الطالب- الذي لم تذكر اسمه- وجبة الإفطار، وعاد إلى غرفته وأغلقها، وعندما استدعاه الأهل لتناول الغداء لم يرد على النداء.

طرقت والدته باب غرفته إلى أن أصيبت بالذعر، ودعت الجيران لاقتحام الغرفة، وبمجرد دخولها، وجدوا الصبي معلقًا في السقف.

وفي يوليو/تموز 2019، كشفت بعض التقارير أن شابا هنديا يبلغ من العمر 19 عاما توفى خلال ممارسته للعبة ببجي الشهيرة عبر الإنترنت على هاتفه المحمول.

وبحسب موقع gadgetsnow الهندي، وقع الحادث عندما ذهب عاصم بشير من منطقة كانيبورا إلى منزل صديقه في ضواحي تشانابورا في مدينة سريناجار، حيث “كانت عائلة صديق عاصم تنتظره في الصباح لتناول الفطور، لكنه فقد الوعى أثناء لعبه اللعبة بشكل متواصل خلال الليل المتداخل بين 25 يوليو و26 يوليو 2020″، ليتم نقله إلى مستشفى قريب حيث أعلن الأطباء وفاته.

وقرر البرلمان الهندي في وقت سابق حظر لعبة ببجي، لأنها “أثرت” على الحياة الاجتماعية وحياة بعض الشباب والطلبة لما تتضمنه من مشاهد عُنف وتشجيع عليه، وفق ما جاء في القرار. وحدثت عدة حوادث عنف في الهند وارتبطت أيضاً باللعبة.

الأردن

أعلنت هيئة قطاع الاتصالات الأردنية، أنها قررت حجب تطبيق لعبة “ببجي” في الأردن، وذلك لتسبب اللعبة في العدائية والإدمان والانعزال للاعبيها.

ولكن الأردن رفعت الحظر في مارس/آذار 2020، عندما قررت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات إلغاء حظر لعبة “ببجي” في المملكة، في محاولة لإلزام الشباب بالبقاء في المنزل والالتزام بالإغلاق العام جراء كورونا.

نيبال

حظرت دولة نيبال الآسيوية لعبة “ببجي” بسبب إدمان الأطفال والمراهقين لها، وشددت نيبال على منع اللعبة وأوضحت أن هناك خطط لاعتقال من يقوم بخرق الحظر.

وانتحر صبي نيبالي عمره 16 عامًا بعدما وبخته والدته لإدمانه اللعبة.

لبنان

ارتبطت اللعبة الإلكترونية بحوادث في لبنان منها انتحار مراهق في يناير/كانون الثاني 2021، واتخذت الدولة موقف ضد اللعبة، بعدما منع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، الجنود من استخدامها.

وجاء في المذكرة العسكرية التي صدرت من وزارة الدفاع اللبنانية، “منع العسكريين من تحميل لعبة ببجي والألعاب المماثلة واستخدامها على هواتفهم الذكية”.

إندونيسيا

أصدرت مجموعة من رجال الدين في إندونيسيا، فتوى تحريم لعبة “ببجي”، واعتبروها تحتوي عنف ينافى تعاليم الإسلام ويخلق إدمانًا خطيرًا للاعبيها.

يذكر أن لعبة ببجي تضم أكثر من 100 مليون لاعب شهريًا، وتصدرت قائمة أكثر ألعاب الهواتف تحقيقًا للأرباح حول العالم، وحققت أكثر من 146 مليون دولار خلال شهر مايو الماضي فقط.

أفغانستان

حظرت أفغانستان لعبة “ببجي” رسميا، الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2020.

وقالت الهيئة التنظيمية للاتصالات في أفغانستان، في بيان لها، إنه سوف يتم حظر لعبة ببجي، التي يتم تحميلها على الهاتف المحمول، في أنحاء البلاد، عقب ورود شكاوى من لجنة الاتصالات والنقل بالبرلمان ومؤسسات أخرى.

ولكن في ظل التحديثات المستمرة من اللعبة، وإطلاق نسخة جديدة منها خلال العام الجاري، يزداد عدد عملاء ببجي، ما يعني أن قائمة الدولة التي ستحظر اللعبة قابلة للزيادة.

Leave A Reply