شباطنا الحركي تاريخ مجد وحزن جميل .. كتب الإعلامي عباس عيسى

شباطنا الحركي تاريخ مجد وحزن جميل ..

*قصيرة فيه الأيام غنية وكثيرة هي المهام

راحلون وأحياء يقبضون على جمر المسيرة ويحتضنون صور الشهداء

•••••

كيف تحتمل العيون والقلوب كثافة هذا المشهد..وجوه سماوية ترابية سكبت الدم والروح في ثنايا الأرض والعيون الى السماء..

كم انتَ بحاجة الى تمديد أيامك يا شباط لتتسع لمساحات العطاء والجهاد ..لأبناء وبنات الإمام الصدر

••••••

حسن قصير فتى عامل يستهل الشهر بجسد يتشظى يرسم معادلات وتحولات في انتاج لبنان الجديد وهزيمة المشروع الاسرائيلي.. الوالدة ما تزال كما هذا البيت تحمل الإرث الكبير ترفد أمل بعزيمتها وحصاد زرعها..

••••

وعلى تماس مع التاريخ نفسه ٦شباط الانتفاضة- الثورة التي غيّرت وجه لبنان وفتحت طريق مقاومته وتحريره واصلاح نظامه

•••

في الثلث الاخير من الشهر؛ عبقري المقاومة ومهندس عبواتها وارادتها الشهيد القائد زهير شحاذة مع اخوانه الأبرار يرسم طريق الانتصار..

من مسيرته الثورية مقاوما وأسيرا ومنتفضا في الأسر وشهيدا في مواجهة دير انطار..

والدة الشهيد تغمرنا بدفئها تحمل صورته، كأنها-وهي كذلك- توصينا بأمل القضية والرسالة

•••••

٢٤ شباط المواجهات البطولية في معركة التي أيقظت مشهد الانتفاضات الشعبية والمواجهات الأسطورية دماء زكية :محمود خليل حسين سعد وسامي مصطفى وبعدها آذار الدم والشهادة حيث اختلط دم القادة محمد سعد وخليل جرادي واخوانهما مع اهلهم

في ربيع أمل ، حلم الناس

الذي لا يعرف اليباس..

•••••

أهي صدفة في التاريخ عينه تغادرنا

أم مقاومة، الحاجة فاطمة خليل ام عباس شقيقة الشهيد محمود خليل وهي الأم المقاومة ورائدة الوقفات والمواجهات وليالي السهر الزينبية التي جسدت أروع صورة لمجتمع المقاومة الذي دعا اليه الامام الصدر

••••

وعلى ضفتي شباط والليطاني تطل نجمة صير الغربية تحاكي معركة وأخواتها .. لا مكان للاحتلال على هذه الأرض شباب وكهول نسوة وأطفال، يتصدّون للغازي.. وعلى الأرض تسيل دماء كوكبة من الشهداء غزيرة كجريان الليطاني..

وتبقى النظرات تحدّق في شباط..

وماذا بعد؟؟

••••

أبٌّ يجسد مراحل كل هذه المسيرة يحتضن صورة ولده الشهيد ويمضي اليه، يوصي بنهجه ولون شهادته.. السيد خليل الموسوي أبو محمد ..رأينا في وجهك حكاية النشأة والانطلاقة حضن البقاع الذي اتسع لنا.. النبي شيت والمدينة التي تفتقد إمامها الى قرى السهل الواسع يوم شقت هذه المسيرة دربها وجلجلتها من عين البنية ومرجة رأس العين من حاضرة وعباءات وقَسَم العشائر ..وسخاء السهول والبيادر..

ابا محمد احمل سلامنا لطارق وللشهداء ، سلام الجنوب للبقاع

سلام الرواسي من القمم ..للهامات للقلاع!

تلك كانت بانوراما سريعة للسير في دروب الطهر بين مواسم وفصول هذه الحركة الثابتة عبر الدهور تكتظ بتضحياها الأيام والشهور..والحديث لم ينتهِ

•••

وفي شباط والى المدى الأبعد انتصرت الثورة الاسلامية في ايران..سحب الشاه الجنسية من الامام الصدر.. فسحب الإمام عرش الشاه الزائف بمسار طويل من احتضان الثورة فكانت مؤسسة جبل عامل قاعدة للتخطيط والإنطلاق، ثوار يأتون الى جبل عامل يكتسبون التجربة تحت اعين الشهيد شمران، اول وزير دفاع وممثل قائد الثورة في مجلس الدفاع الأعلى.. شهيدا على خط النار مع أخوانه الحركيين علي عباس وشهداء أحياء.. الى مواكبة الامام الصدر لحركة الامام الخميني والمساهمة في اطلاق سراحه

فتح المدى العربي والاسلامي للثورة من مصر وغيرها والمساعدة في ترويج نشاطه وخطبه من مقر اقامته في فرنسا..

•••••

ومن ينسى شباط راغب حرب منارة الدرب،الشيخ العنيد في عقيدته وانتمائه والمقاوم الشهيد في مسيرته، لغة المقاومة رصاصها وحضنها الدافىء صوت الانتفاضات الشعبية في قرى الرفض الى اعتصام الحلوسية مع رفاق الدرب في مسيرة الامام الصدر وجلّهم يؤنسونه الى جواره شهداء..

•••

مرّت أمام عيوني صورهم وفاح عطر دمهم..نهلت حبرا مضيئا من نجيعهم، ذكرت محطات وبالتأكيد هناك سواها ولكنها إضاءات شعّت بأنوار القداسة على نهج :

الأيام بالنسبة اليه عطاء..

الشهور روزنامة للشهداء

والسنين مسيرة مباركة تخلّدها الدماء

تلك قبسات وومضات

ويبقى الكثير..

عن هذا الخط الإلهي

المحروس من العلي القدير

•••••

عباس عيسى

٢١-٢-٢٠٢١

Leave A Reply