وداعا أيها السيد الأمة – الإعلامية الدكتورة جمانة عياد 

بقلوب يعتصرها الألم، ونفوس يملؤها الحزن، نقف اليوم أمام لحظة فارقة، لحظة وداع قائدٍ شكّل بحضوره رمزاً للصمود والعزة. رجلٌ وهب حياته لقضية آمن بها حتى الرمق الأخير، فكان الصوت الهادر في وجه الظلم، والسيف المسلول في زمن الانكسار.

السيد حسن نصرالله لم يكن مجرد قائد، بل كان وجداناً للأحرار، وعزيمة لا تنكسر، وإيماناً لا يتزعزع. كان وحده أمة بكاملها. كان حديثه صدىً لأوجاع المستضعفين، وكانت كلماته مشاعل تضيء دروب العزّة والكرامة. عاش حياته بين الناس، حمل همومهم، وشاركهم آمالهم وآلامهم، لم يتراجع، لم يهادن، ولم يبدّل تبديلاً.

اليوم، إذ نودّعه، نشعر بأننا نفتقد ركناً من أركان العزة، ولكن عزاءنا أنّ الرجال العظماء لا يرحلون، بل تبقى بصماتهم محفورة في ذاكرة الزمن، ويبقى أثرهم خالداً في ضمير الأجيال.

سلامٌ عليك يوم وُلدت، وسلامٌ عليك يوم جاهدت وصبرت، وسلامٌ عليك يوم ترجلت عن صهوة النضال، تاركاً إرثاً لا يموت.

Leave A Reply