قلاوية تعاني… “ما حدا طلّ علينا”

بلدة قلاوية الجنوبية هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية. تحدّها دير كيفا قضاء صور غرباً، خربة سلم جنوباً، الصوانة شرقاً، وبرج قلاوية شمالاً، وتبعد عن مركز القضاء 22 كلم.

ويعتمد أهلها في معيشتهم على بعض المصالح المستقلة، وعلى زراعة الزيتون والقمح وسائر أنواع الحبوب وتربية النحل لانتاج العسل وبيعه.

وكسائر البلدات الجنوبية، قاومت البلدة الحكم العثماني والإنتداب الفرنسي والإحتلال الإسرائيلي الذي فشل في دخولها مرّات عدّة بفعل مقاومة أهلها. كذلك تعرّضت لهجمات عدّة منذ العام 1978 حتى العام 2024. وبسبب إطلالتها على كتف وادي الحجير، فإنّ أصوات قصف العدوّ وعمليات التفجير التي ينفّذها في البلدات المحاذية، تتردّد أصداؤها في البلدة.

وأوضح رئيس البلدية منصور عليان أنّه في كل مرّة، كانت البلدة تنال حصّتها من العدوان الاسرائيلي، من دون أن يستغرب ممارسات العدوّ، “فقد اعتدنا عليها ولا تفاجئنا، وليس خافياً على أحد أنّ أطماعه القديمة بلبنان عموماً والجنوب خصوصاً مستمرّة، صحيح أنّه تمكّن من استهداف الحجر والبشر، لكنّه لم ولن يتمكّن من تنفيذ مشروعه التوسّعي في المنطقة.”

يبلغ عدد سكان قلاوية 2700 نسمة ويقطن منهم فيها على نحو دائم 2500 نسمة فيها، فيما يتوزّع الباقي على العاصمة بيروت وبلاد الاغتراب.

وفي أثناء الحرب الأخيرة نزحوا جميعاً إلى مساحة الوطن، فيما أدّى القصف والغارات الإسرائيلية الى تدمير 43 وحدة سكنية بالكامل وتسويتها بالأرض، وإلحاق أضرار كبيرة بأكثر من 120 وحدة سكنية فيها، وتدمير دور العبادة، تاركاً بصماته على مساحة البلدة، مُحدثاً فيها دماراً هائلاً. وقد دفعت قلاوية منذ اشتعال جبهة الجنوب ومعركة إسناد قطاع غزة 15 شهيداً انضموا إلى رفاقهم الشهداء الذين سقطوا في زمن الاحتلالات.

فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، عاد جميع الأهالي إلى البلدة فيما سارعت البلدية إلى تنفيذ خطة عمل بدأت بفتح الطرقات وتنظيف الشوارع بعد إزالة الردميات، وتأمين التيار الكهربائي إلى آبار المياه لتزويد السكان بها بعد سلسلة مراجعات مع مؤسسة كهرباء لبنان وشركة مراد للخدمات .

وإذ سجّل عليان غياباً رسمياً تاماً عن البلدة للوقوف على احتياجات أبنائها، دعا الدولة إلى القيام بواجباتها، وقال: “هي تتّكل على البلديات لكي تحلّ مكانها وتقوم بمهامها بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد، فحتى ما قبل العدوان، أي منذ انهيار الليرة اللبنانية وتفشي وباء كورونا، وموازنة البلديات صفر، وأكبر بلدية لا تكفيها مستحقاتها المالية لأكثر من شهر أو شهرين على أبعد تقدير، ولولا التعاون مع الخيّرين في البلدة والاعتماد على بعض المشاريع الاستثمارية فيها للتمكّن من تأمين الحدّ الأدنى من الخدمات الأساسية للاهالي، لكان وضعنا أسوأ بكثير. لذلك على المعنيين التحرك السريع والقيام بالدور المطلوب منهم تجاه قلاوية وسائر مناطق الجنوب”.

وفي موازاة غياب الدولة، كانت فرق مجلس الجنوب وفرق جهاد البناء حاضرة في البلدة لمسح الأضرار ودفع التعويضات. واكد عليان أنّ المساعدات للأهالي اقتصرت على تأمين بعض الحصص الغذائية عبر الصليب الاحمر اللبناني في انتظار مساعدات الصليب الاحمر الدولي الموعودة، وسوى ذلك “ما حدا طلّ علينا”.

وتمنّى عليان أخيراً “انسحاب العدوّ من أراضينا في الوقت المحدّد تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

المدى

Leave A Reply