الافق السياسي مسدود.. والاتهامات تهدد بمزيد من التصعيد!

يبدو أن عطلة الأعياد ستطول وربما لن تنتهي مع إنقضاء عيد الفطر المبارك وقد تتصل بالفصح لدى الطوائف الشرقية في أيار المقبل، في ظل الانسداد الكامل للأفق السياسي، الناتج عن الانقسام العمودي ورفض المبادرات، والتصعيد غير المسبوق في المواقف وكان آخرها ما ساقه البطريرك الماروني بشارة الراعي في رسالة الفصح من إتهامات للرئيس نبيه بري بتعطيل مجلس النواب وعدم الدعوة الى الانتخابات الرئاسية.

لا شيء يبشر بالخير في الاستحقاق الرئاسي، فاللجنة الخماسية في “عطلة يأس” وهي تكاد تفقد الأمل في إمكانية التوصل الى تسوية من شأنها أن تفضي الى إنتخاب رئيس، وهي إن كانت ستستأنف جولاتها بعد الاعياد على بعض القيادات والاحزاب لكن ذلك لن يبدل من الأمر شيئا لا بل قد يزيد من التعقيدات.

أما مبادرة تكتل الاعتدال الوطني فتراوح مكانها، وتتعرض للاستغلال السياسي من قبل بعض التيارات سعيا الى إستهداف صلاحيات وهبية رئيس مجلس النواب وتصفية الحسابات، فيما الرد الذي ينتظره التكتل من حزب الله فلن يكون بعيدا عن منطق الثنائي الذي لطالما يكرر الدعوة الى إعتماد الحوار والتلاقي للتوافق على رئيس للجمهورية.

في غضون ذلك، يشتد القصف السياسي على جبهتيّ معراب ـ ميرنا الشالوحي، حيث لا يتوانى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع عن إستهداف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع تقصّد إستفزازه ببعض الاتهامات لا سيما حديثه عن “إستخدامه بكركي لتعلية سعره عند حزب الله” وغيرها من الاساءات المباشرة التي إستدعت ردودا من نواب التيار لكنها بقيت تقليدية ضمن الاطار السياسي.

التصعيد بين القوات والتيار من شأنه أن ينعكس سلبا على لقاءات بكركي وعلى الوثيقة التي ستصدر عنها، ما قد يؤدي الى تعطيل مبادرة جديدة كان يمكن البناء عليها للوصول الى قواسم مشتركة بعدما تسابق المشاركون فيها على إطلاق النار عليها، وهذا ما أزعج البطريرك الراعي الى حدود الغضب من إستفحال الخلافات المسيحية ـ المسيحية والتي لا يستطيع ضبطها، وتحول في الوقت نفسه دون الوصول الى موقف موحد حيال القضايا المطروحة أو الى التوافق على مبادئ معينة تجاه الأزمات القائمة.

وكان لافتا هذا الغضب في رسالة الفصح للبطريرك بشارة الراعي الذي وجه إتهاما واضحا وصريحا الى الرئيس بري بتعطيل مجلس النواب، وإن كان بري حرص على عدم الرد على الراعي وتجنيب البلاد سجالا هي بغتى عنه، لكنه لم يخف إنزعاجه من رسالة البطريرك الذي عليه أن يبذل مجهودا مضاعفا في ظل هذه الظروف الصعبة لترتيب بيته الداخلي.

وتقول مصادر سياسية مواكبة: “إن صدور مواقف من هذا النوع عن البطريرك الراعي وفي مناسبة رسمية كالفضح المجيد وضد موقع دستوري يتمثل برئاسة مجلس النواب، من شأنها أن تستدرج مرجعيات دينية من طوائف أخرى للرد على الراعي ما سيفتح سجالا طائفيا ان يكون في مصلحة أحد، خصوصا أن سجالا من هذا النوع غالبا ما ينزلق سريعا الى الشارع وعندها ليت ساعة مندم”.

ودعت المصادر نفسها الى الارتقاء بالمسؤولية الوطنية والى التفتيش عن نقاط التلاقي بدل رمي المسؤوليات والاتهامات وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply