خمسة موفدين في لبنان.. لا للحرب!

ما بين صباح غد السبت ومنتصف الاسبوع المقبل، يُفترض أن يشهد لبنان زحمة موفدين يأتون إليه من جهات مختلفة، لحثه على ضرورة عدم الانزلاق الى حرب مفتوحة مع إسرائيل لا سيما بعد العدوان الصهيوني الذي إستهدف الضاحية الجنوبية وترجم بإغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري وستة من رفاقه، على أن يكون للملف الرئاسي حصة بهدف إعادة إنعاشه مجددا.

وتشير المعلومات أن خمسة موفدين من المنتظر أن يصلوا الى لبنان تباعا، وهم: المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين القادم من الأراضي المحتلة بأجواء غير مشجعة بعد إجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي أكد السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو أنه سيصل قريبا لمتابعة مهمة اللجنة الخماسية، والموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا.

وإذا كان الموفدان لودريان وأبو فهد سيتابعان مهمتهما في الضغط على الكتل النيابية للتوافق على قواسم مشتركة لتحقيق بعض الايجابيات في الملف الرئاسي، فإن هوكشتاين وبوريل ولاكروا سيحرصون على تقديم الاقتراحات التي من شأنها أن تجنب لبنان الحرب، حاملين معهم بعضا من “التهديدات المبطنة بتمنيات” من أجل عدم الرد على الاستفزازات الاسرائيلية والحفاظ على قواعد الاشتباك كما هي، للحؤول دون إدخال المنطقة في حرب إقليمية كبرى، فضلا عن طرحهم تطبيق القرار1701 الذي سيأخذ حيزا واسعا من النقاش لا سيما مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

لا شك في أن كلاً من الموفدين الثلاثة سيسمع من الرئيسين بري وميقاتي كلاما واضحا حول ضرورة وقف الاستفزازات الاسرائيلية تجاه لبنان، ووقف العدوان على غزة كون ذلك يساهم في تبريد كل الجبهات، والتأكيد على أن لبنان ملتزم بتطبيق القرار 1701، لكنه متمسك أيضا بحق الدفاع عن النفس بكل الوسائل المتاحة، خصوصا أن إسرائيل وعلى مدار السنوات الماضية سجلت خروقات بالجملة لهذا القرار برا وبحرا وجوا، ولم تلتزم بإعطاء خرائط الألغام والقنابل العنقودية، إضافة الى إستهدافها المدنيين والصحافيين عن سابق تصور وتصميم في البلدات الجنوبية، وصولا الى تجاوز الخطوط الحمر في العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت وإرتكاب جريمة إغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري ورفاقه، وبالتالي فإن الضغط يجب أن يمارس على إسرائيل للالتزام بهذه القرار الذي لم يخرقه لبنان، ولطالما ردد قادة قوات اليونيفيل الذين تعاقبوا عليها بأن منطقة الجنوب اللبناني هي من أكثر المناطق هدوءا في الشرق الأوسط.

يُدرك الموفدون الثلاثة أن نتنياهو يرغب بجرّ المنطقة الى حرب، كونها تشكل المتنفس الوحيد له للخروج من أزماته، لا سيما الفشل الذريع في ميدان غزة وعدم تحقيق أي هدف من تلك التي أعلنها فضلا عن الضغوط الداخلية سواء من المعارضة أو من أهالي الأسرى أو من المجتمع الاسرائيلي الذي يطالب بإسقاطه كونه مسؤولا عن أكبر هزيمة لحقت بإسرائيل في تاريخ الصراع العربي مع هذا الكيان الغاصب، كما يُدرك هؤلاء أن الحرب مع لبنان ستكون موجعة جدا لإسرائيل، لذلك فإنهم يطالبون المسؤولين اللبنانيين بعدم الانجرار إليها، علما أن المقاومة تتصرف بعقلانية منذ بداية الحرب، فهي لم تستهدف مدنيين ولا صحافيين إسرائيليين، وتحافظ على قواعد الاشتباك، ما يجعلها تخوض حربا على جبهتين، الأولى التصدي للعدوان بعمليات دقيقة تلحق الخسائر بالصهاينة، والثانية إستخدام قوة الردع لمنع العدو من شن عدوان واسع على لبنان.

على الصعيد الرئاسي، يستطلع الموفد القطري مجددا آراء الكتل النيابية التي لم يطرأ عليها أي تغيير بالرغم من إنعقاد الجلسة التشريعية التي أسفرت عن التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، خصوصا لجهة تعنت رئيس التيار الوطني الحر في رفض المرشحيّن الجديين من دون أن يقدم بديلا، فيما يصر الموفد الفرنسي على ضرورة الركون الى حوار أو تشاور أو نقاش لتحريك المياه الرئاسية الراكدة، في حين يبدو أن الرئيس بري الحريص على تقديم كل ما يمكن من إيجابيات في هذا الملف، ليس لديه جديدا سوى ما أطلقه في مهرجان ذكرى إخفاء الإمام موسى الصدر في 31 أب الفائت، لجهة الحوار والذهاب الى جلسات مفتوحة لإنتخاب رئيس الجمهورية.

غسان ريفي – سفيرالشمال

Leave A Reply